الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٨ مساءً

الــحــقــيــقــة الـُمـرة

وليد الوتيري
السبت ، ١٥ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:٠١ مساءً
أحيانا نهرب من واقعنا ليس لأننا نخاف إن نواجه الحقيقة , ونستمر في سيرنا نحو المجهول لأننا لا نواجه أنفسنا ولا نسمع لمن يقيم أو يحاول تصحيح مسارنا ,بالإضافة إلى كل ذلك عدم القبول بالأخر لأننا لا نؤمن إلا بما نرى وهذا الأمر أسوء ما يهدد أي نظام أو عمل جماعي وكذلك لا نقف وقفه تحليلية لكل مرحلة نقف عليها كي نصحح المسار الذي نخطو فيه ونستفيد من ايجابيات أو سلبيات المسار السابق .

لذا نقول إن مسيرة الثورة المباركة التي بدأت في 11 فبراير 2011م كانت من أروع الصفحات المضيئة في تاريخ المجتمع اليمني وقد بدأت بشكل عفوي لتمثل ارقي الثورات التي قامت في العصر الحديث وقد كان للنهج السليم الذي اتبعته القوى السياسية المعارضة لهذا النظام الفاسد منذ فترة طويلة سبقت الثورة الدور الرائع في التعبئة الشعبية ضد النظام العائلي المستبد وكشف الكثير والكثير من الفساد والظلم الذي كان يمارسه ضد هذا الشعب العظيم والمسامح والصابر على مر الأزمان ,وكذلك ساهمت في حشد ودعم الجهود الثورية مذ بداياتها .

ولكن اعترضت مسيرة العمل الثوري بعض الأخطاء من بعض القوى وخاصة المعارضة ممثلة بأحزاب اللقاء المشترك والتي كانت سبباً في تأخر الحسم الثوري في دخولها في معمعة المبادرة الخليجية وبذلك انجرت إلى الوضع الذي يريده النظام وسعى إليه منذ بداية الثورة وهذا باعتراف الكثير من قادة المشترك أنفسهم .

اذكر انه في بداية الثورة الشبابية الشعبية كان الكثيرون من أركان النظام ومناصريه ينضموا إلى الثورة لان الجميع طاله ظلم وفساد هذا النظام وطغيانه , ولكن بسبب أخطاء بعض السياسيين في المعارضة توقفت تلك الانقسامات التي كانت تنخر في جسد هذا النظام المتهالك .

وبدأت مرحلة جديدة غيرت نظرة المجتمع الخارجي للثورة اليمنية الشعبية السلمية ضد نظام مستبد اهلك الوطن وعبث بالأرض والإنسان وأصبحوا يرونها على أنها أزمة سياسية بين سلطة ومعارضة وكل هذا بسبب رضوخ المعارضة لمناقشة المبادرة ومحاولتهم استجداء الطرف الخارجي من دول إقليمية ودولية بل استطاع هذا النظام تصوير هذه الثورة على أنها صراعات شخصية بين خصوم متصارعين وذلك لان بعض الإطراف أعلنت مواقفها بل وأكثرت من تصريحاتها التي كانت في اغلب الأحيان تدعم موقف النظام ويستغل بعضها للترويج على إن هؤلاء هم سبب التحريض ضده وإنهم يحاولوا استغلال شباب الثورة للوصول إلى الحكم .

فأصبحنا ننتظر تصريحات السياسيين والشخصيات القبلية والعسكرية و الموفدين الدوليين والإقليمين وتعطلت مسيرة التصعيد الثوري جزئيا بل تراجعت بشكل مخيف جدا جعل البعض ينشر بين صفوف الثوار إن ثورتنا تراجعت وخمدت وبدأت الخلافات تدب بين مكونات العمل الثوري بينما لم يكن في حساب النظام أي توجهات إلى الحل فاستغل الوقت في إطالة عمره وترتيب أوراقه ونشر أسلحته وقواته وسعى جاهداً إلى تحويل هذه الثورة السلمية الرائعة إلى حرب أهلية ولكنه فشل إمام الصمود الرائع للشباب الذين واجهوا ألته القمعية بصدور عارية .

وبدلاً من مواجهة التصعيد الثوري أصبح في موقع الهجوم وتحولنا إلى موقع الدفاع فطبق على المواطنين حزمة خبيثة من العقاب الجماعي وشدد من هجماته الوحشية ضد الأبرياء في العديد من المناطق .

هناك العديد من الأسئلة والملاحظات التي تدور في عقلي وأصبحت أحيانا اشك في نفسي أني مندس أو بلطجي ..
لماذا ذهبت المعارضة إلى الحوار ؟؟؟ وهي تعلم أنها بالحوار مع هذا النظام لم تستطيع إن تشكل لجنة انتخابات محايدة ولم تستطيع حتى تصحيح السجل الانتخابي .

ولماذا وثقت بالحوار ؟؟؟ وهي تعلم إن صالح مخادع ولا يرعى أي عهد ولا اتفاق فكم تمت حوارات ولكن كانت تصطدم برفضه وتعنته .

وكيف أطمئنت إلى دول الخليج ؟؟؟ وهي تعلم إن أنظمتها لا تقل فسادا ولا طغيانا عن هذا النظام وأنها تعمل جاهدة ضد أي مشروع ثوري وحضاري في المنطقة العربية وبالأخص في اليمن والماضي يؤكد ذلك .

وهل رهان المعارضة على الدعم الخليجي بعد سقوط النظام هو السبب ؟؟؟
فمن متى كانت دول الخليج مهتمة باليمن فحجم الدعم الخليجي لليمن لا يساوي تبرع احد قادة الخليج لحملة انتخابية لرؤساء البيت الأبيض ويصعب على اليمني دخول إحدى دول الخليج بينما يسهل عليه الوصول إلى أي دولة أروبية .
الم تعلم المعارضة إن علي صالح هو الحليف الأفضل لأمريكا والدول الخليجية ؟؟ ولن تستطيع إن تكون البديل الأفضل في العمالة لها ؟؟؟

وهل هناك ثورة قامت في العالم بأذن خارجي ؟؟؟
الم تستفيد المعارضة من أخطائها في التعامل مع هذا النظام في السابق ؟؟؟

وهل كان خوف المعارضة من الانهيار وسط هذا الغليان الشعبي كان هو سبب قبولها بالمبادرات ؟؟؟
أم إن خوفهم من خروج السيطرة من أيديهم على الشارع وظهور مشاريع وطنية قادرة على تصحيح وضع البلاد ورسم معالم المستقبل !!!!!!كان هو الدافع في قبول المبادرة .
أم لان تلك الآليات والأيدلوجيات التي تعمل من خلالها المعارضة ليست جيده وقد فشلت في منافسة هذا النظام سابقا وفشلت في قيادة مسيرة العمل الثوري حالياً .

هل استطاعت هذه المعارضة إعاقة مخططات النظام في إطالة عمره وتنفيذ خططه في التعامل مع الثورة ؟؟؟
وهل دخولها في مناقشة الحلول السياسية حفن دماء الثوار وحقق لنا تنحي هذا النظام المستبد ؟؟؟
إن ثورتنا انحرفت عن مسارها منذ إن فكرت المعارضة قبول المبادرات والحوارات ولذا لابد من تصحيح مسار الثورة واقتلاع الماضي بكل ما فيه والمستقبل كفيل بذلك !!!
وما أروع تلك الكلمات التي قالتها رمز النضال العالمي الثائرة توكل كرمان ( نحن لا تعنينا المبادرة الخليجية وما نريده هو إسقاط نظام صالح ومحاكمته واسترجاع أموال الشعب التي سرقها )

أخيرا الثورة هي اقتلاع لجذور كل ما هو قائم واستنبات البذر في الهواء , لنصل إلى المستقبل المنشود فهل المبادرات والحوارات ستصنع ثـــــــــــــــــورة !!!!!!