الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٠ مساءً

الحكومة ومهزلة النفط والكهرباء..!

د . محمد ناجي الدعيس
الاثنين ، ٢٨ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
في مهزلة منقطعة النظير نجد تصريحات عبر القنوات الفضائية أو عبر الصحف المقروءة لوزارة الداخلية أو وزارة الكهرباء ووزارة النفط حيناً بأن فلان بن فلان قام بضرب أبراج الكهرباء أو تفجير أنبوب النفط أو قام بقطاع على القاطرات التي تحمل المشتقات النفطية إلى أمانة العاصمة أو أي من محافظات الجمهورية، وتحدد مكان الاعتداء وزمنه..!!! ولا أعلم ما هو المطلوب من المواطن البسيط تجاه إعلامه بتلك التصريحات؟ هل يقوم بالأدوار المنوطة بتلك الوزارات وعلى وجه الخصوص وزارة الداخلية؟!!
برأيي كمواطن أن تلك التصريحات الوزارية لا تخرج عن أحد الأمرين وهما:

1. تواطؤ المسؤولين مع المخربين لسبب أو آخر وهو ما جعل المخربين يتمادوا ليلاً ونهاراً على حقوق المواطنة للسواد الأعظم وعلى مقدرات وطن، وهذا يُعد خيانة وطنية عظمى اشترك فيه الطرفان.

2. عجز الجهات المسؤولة والتي تمثل القانون وهي المعنية عن تطبيقه وحفظ النظام عن ردع المخربين، ولعدم وجود آلية للرقابة والمحاسبة، استهتر المسؤول والمخرب بحقوق مواطنة الأغلبية من أبناء هذا الوطن وبالمكاسب الوطنية، وتلك أيضاً خيانة عظمى أمام الله وأمام المجتمع اليمني بأسره.

وفي كلا الأمرين يبقى الأمر من أسوء الوصمات التي تعلق في وجه المسؤول الأول عن البلد كائن من كان، فإذا كان المسؤول والمخرب قد اتخذا فلاناً خليلاً وتجردا من الإيمان بأن هناك يوم يحاسب فيه كل فرد أمام الخالق " من يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره " لقد بدء قائل الحق بمن يعمل الخير لا الشر لأن الأصل هو فعل الخير والشر دخيل عليه، ولن يتذكر المُسيء بحق الإنسانية وبحق بناء الأوطان إلا بعد فوات الأوان لقوله تعالى " أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ، أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ "، إذا كانا المخرّبان ــ المسؤول والمخرب ــ قد تجردا من كل ذلك والإيمان به وبأخلاقيات أحقيّة الحياة الإنسانية قبل الإسلامية لوصم وجه المسؤول الأول عن البلد وناسه، فلن يخلع تلك الوصمة من وجه المسؤول الأول أحد سواه إن كان لا يزال في قلبه إيمان بقول الحق آنف الذكر، وبأن الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون وإنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، لا بد لهذا المسؤول ليس أن يقيل الحكومة وحسب، بل يحيل من تسبب أو أسهم في التخريب بدءاً من بوابة مكتبه وبطانته إلى المساءلة والمحاسبة ليتحمل كل عمله برباطة جأش، وليختار مسؤولين فيهم صفات لتحمل المسؤولية لإحياء القانون وبناء وطن مؤسسي لا مجال فيه للأمزجة وتجارب خبط عشواء عفا عليها الزمن، وإن كان قد طال المسؤول الأول العجز فليقدم هو استقالته ليترك من هو أقدر على تحمل المسؤولية ترشيح نفسه أمام الله قبل الناس، وللبلد الطيب ربٌ غفورٌ يحميه.

إن إصلاح البلد ليس بالتمني وحسن الخطاب وجماله فقط، إذ لا بد من توافر الإرادة والإقدام في فرض القانون على المحاباة والمشيخ والجهل والتطرف بكل أشكاله وأنواعه، ما لم سيزيد الوضع بؤساً وصورة المستقبل ستكون أكثر قتامة وعناء للأجيال القادمة.. فهل يؤمن بكل ذلك من يقرأ ويعمل بما يؤمن به نحو البناء لا الهدم؟!.. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد