الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٦ صباحاً

نجاح أي شئ يقاس ينتائجه!

د. علي مهيوب العسلي
الخميس ، ٣١ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
إن نجاح هيكلة الجيش هو بسط الجيش على كافة التراب اليمني وحماية المنشآت الحيوية وحماية المواطنين ..وهذا مالم يتحقق حتى الآن...

ونجاح الحملة الأمنية ليس في الشوارع الرئيسية للمدن فحسب ، وإنما أينما تطلب الأمر التدخل فالقوات الأمنية تكون على أهبة الاستعداد ،أي في الأزقة والشوارع الفرعية والطرق العامة والمدن الفرعية وفي كافة المحافظات ..وهذا مالم يتحقق حتى الآن..

إن استعادة هيبة الدولة وبسط نفوذها على كامل التراب اليمني هو المطلوب أولا قبل إعلان نتائج الحوار الوطني حتى لا تصطدم مخرجات الحوار بهذا التخلف الذي نشاهده هذه الأيام في أكثر من محافظة ،ويجب ألا تتحول الدولة إلى واسطة بين المتقاتلين كما يحصل في صعدة وتعز مع كل أسف.. وما يجري هذه الأيام من تحضيرات لحرب مذهبية يتطلب من كل الثوار والأحرار إعلان براءتهم منها ، بل وإدانتها ومن أي طرف كانت.. ويجب كذلك على الرئيس والحكومة أن يتحملوا مسئوليتهم وإلا انتفى وجودهم وشرعيتهم ..فإن المسئولية التي تقع على الدولة وعلى الرئيس شخصيا كونه رئيس كل اليمنيين ، فالمطلوب منه أن يوجه خطابا وبشكل مستعجل أي سريعا يدعي فيه كل أطراف النزاع إلى التوقف فورا عن القتال وإذا كانوا يريدون ان يكون جزءا من بناء الدولة مستقبلا فإن ذلك يستوجب منهم جميعا أن ينبذوا التكفير والفتاوي التحريضية ،وأن يستجيبوا لدعوته باعتباره ولي الأمر و أن يأتوا إليه أي إلى مكتبه ويتولى هو بنفسه إجراء حوار جدي بين الاطراف يتخلى بموجبه كل طرف عن سلاحه ويقوم بتسليمه إلى الدولة مقابل تعهد الرئيس بحماية الأطراف جميعها والسماح لهم بممارسة ما يعتقدون سلميا ودون اكراه هذا هو الشيء الوحيد الذي سيجعلنا متفائلين بالمستقبل وبهيكلة الجيش والأمن وبتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ..ومالم يتم ذلك فان ما يُعد من حروب مذهبية يتزعمها جماعة الحوثيين باسم انصار الله من جهة ، وحسين الاحمر باسم انصار الصحابة أو نصرة أصحاب السنة من جهة ثانية سيُفضي لا محالة وبقناعة كثير من اليمنيين إلى فك ارتباط الجنوب عن الشمال بسبب إدخال البلاد في حروب لا تنتهي فهل تقوم الدولة بواجبها، وقوى التحديث أي القوة الثالثة بتنظيم صفوفها وتعريف المواطن ببرامجها في بناء الدولة المدنية الحديثة ،والقوى التقليدية بمسئوليتها التاريخية لكي لا تُوصف بتعطيل الحوار الشيء الوحيد المتاح لبناء الدولة الحديثة ، وهي ستكون بلا شك مُستفيدة ،فالدولة المدنية الحديثة هي الوعاء الطبيعي الذي يتحقق من خلاله آمال وطموحات كل الفئات دون انتقاص!