الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٥ مساءً

ليكن الشعب صاحب القرار

احلام القصاب
السبت ، ٠٢ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
شارف مؤتمر الحوار على الانتهاء (او هكذا يفترض) بعد مد وجزر طيلة ستة شهور بين المتحاورين الذين فُرضوا علينا فرضاً في حوار لا علاقة للغالبية من ابناء الشعب فيه من حيث الاعداد واختيار المتحاورين ..

ولأن الاساس لم يكن سليم في اختيار من يتحاور باسم الشعب الذي يعتبر مثل (الاطرش في الزفة) شاهد الجميع المشاهد الذي تعودنا عليها منذ اكثر من اربعين سنة مهاترات وعراك وتخوين وتسلط ومقاطعة لجلسات الحوار لأن الوجوه والعقليات التي خربت اليمن هي التي تتحاور باسم الشعب اليوم لم تتغير ولن تتغير كل طرف يسعى لانتزاع ما يرى أنه سيحقق به نصر على الاخرين وكعادتهم سيضعون لنا حلول ملغمة ..

ولأن المتحاورون هم خصوم الماضي والحاضر واجزم سيبقون كذلك في المستقبل المتوجسون من بعض دائماً وابداً المتربصون ببعض المتشككون من بعض تركوا الهدف الذي اجتمعوا من اجله بإيجاد دولة تعالج قصور الانظمة السابقة في توفير حياة افضل ونظام وقانون يحمي المواطن وتعوض الناس عن الآلام التي كانت الانظمة السابقة سبباً فيها للمواطن ذهبوا للانقضاض على الضحية (الوحدة اليمنية) التي اساءوا لها بأطماعهم الانانية واصبح البعض يتحدث عن انجاز حققه وهو الاجهاز على الوحدة الاندماجية ليسجله كنصر تاريخي يستحق عليه جائزة نوبل .. او كفاتح ومحرر للقدس ..

والبعض لازال يناور ويبتز باسم الوحدة التي نحرها بيده من الوريد إلى الوريد بسياسات الاستعلاء والتهميش والاقصاء و (الفيد) لعلها تكون الامل الاخير للعودة للسلطة بعد أن لفضهم الشعب ظناً منه أن ذاكرة الشعب قد شاخت خلال عاميين ..

والبعض يخشى ضياع مصالحه وينسى و يتناسى مصالح 25 مليون مواطن يمني .. والبعض لا زالت افكاره حبيسة الماضي الذي تجاوزناه قبل اكثر من عشرين عام .

واصبحنا ندور في حلقة مفرغة وننتظر أن يأتي لنا (الخارج) بالحلول السحرية وعلينا أن نتجرع السم دون أن يكون لنا فيه رأي وكأن الخارج سيكون اكثر حرصاً على مصالح الشعب ..

ولأن البداية كانت خطأ لا نريد أن تكون الخاتمة خطأ ولا يجب أن تفرض علينا حلول لا تعمل على حل مشاكلنا بل تفاقهما ونكتشف أننا وقعنا في فخ وأن مشاكلنا لم تحل بل يهيئوا لنا عوامل واسس لمشاكل قادمة في المستقبل اكثر مرارة ..

ولأن من كان سبباً لمآسينا شمالاً وجنوباً لن يأتي لنا بما يرحنا مما تسببوا لنا فيه لأنهم يتحاورون باسمنا ويتصارعون اليوم في قاعة الحوار من اجل مصالحهم لا من اجل مصالحنا ..

المواطن لا يبحث عن تقسيمات فدرالية من اقليمين او ثلاثة او خمسة المواطن يبحث عن نظام يلبي احتياجاته اليومية والملحة ودولة نظام وقانون يتساوى فيه الجميع ويأمن فيه على نفسه وماله واولاده وبالضرورة حلول تفضي للحفاظ على الوحدة ولا تنفر الناس منها ولا يهمه فدرالية ام حكم محلي كامل الصلاحية او واسع الصلاحية المهم نظام يلبي احتياجاته ويرفع الوصاية عنه تحت أي مسمى كان ويكف عبث العابثين ..

اما التقسيمات الفدرالية هذه تعني اصحاب المصالح فقط (حمران العيون) فهم يتصارعون على تقسيم الكعكة ..

لهذا طالما أن الحوار لم يكن باختيار الشعب لمن يمثله فيه وبعد أن ترك المتحاورون البحث عن حلول لأخطائهم في حق الوطن والمواطن لعقود خلت اصبح من الضرورة بمكان أن تكون الكلمة الفصل للشعب ..

ندعو أن يتم طرح مخرجات الحوار للشعب قاطبة للتصويت عليها لا أن يتقاسم اصحاب النفوذ كعكة الوطن ويُطلب منا أن نبصم لهم على هذا التقاسم كشهود زور وندفع ثمن هذا التقاسم ، ولنرى صدق الطرح القائل بأنهم (المتحاورون الذين لا يمثلون الشعب) اجمعوا على الدولة الاتحادية المركبة او غيرها ومدى قبول الشعب بهذه المخرجات ولتكن كلمة الشعب الفيصل فهو صاحب المصلحة والمتضرر من أي اتفاقات بين اصحاب المصالح على أن يتم تضمين (كل) الخيارات لشكل الدولة وعدم الاكتفاء بطرح وجهة نظر هذا الفريق او ذاك ليكون الشعب المسؤول عن خياراته دون وصاية عليه من أي طرف داخلي او جهة خارجية فالشعب ليس قاصر ويستطيع اختيار الافضل والاصلح له ولمستقبل الاجيال القادمة فقد انتهى زمن الوصاية على الشعب .