الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٣ صباحاً

الشباب ودورهم في المجتمع

هيثم الحميدي
الأحد ، ٠٣ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
لا يمكن أن نقول أنه لا معنى للتفاؤل وإن كان الواقع لا يدعو الية، أو يبشر به، الطموح الى التطور حق وعلينا الإيمان به، وصفه عظيمة في كل رجل عظيم، ويجب ألا تنطفي فينا الرغبة في السير إلى غداً أكثر عدلا، هو الأمل يبقينا متمسكين بالحياة، متشبثين بها بالرغم من إشارات الموت حولنا، وبالرغم من الخيبات والتآمر، فالحياة عبارة عن تجارب قد تنجح في بعضها وقد تفشل في بعضها الأخر، ولكن هذا ليس معناه الفشل فطريق النجاح ليس مفروشا بالورود، فالحياة مليئة بالحجارة، فلا تتعثر بها بل أزح الحجارة أو اجمعها وابن بها سلما تصعد بها نحو النجاح، فلا بد لنا كشباب أن نكون ذو همة، وعزيمة فلا أحد يصنع قفل من دون مفتاح .

لكن ما هو الدور الذي نقوم به كشباب لبناء ونهضة المجتمع؟ من أين نبدأ لكي نرتقي بمجتمعنا ثقافيا واجتماعيا وفكريا؟فبناء ونهضة المجتمع مسؤوليتنا جميعا! وإلا لا سبيل بأن نكون ممن وصفهم النبي محمد صل الله علية وسلم (نصرني الشباب، حين خذلني الشيوخ) البداية لكي يكون لنا دورا في بناء ونهضة المجتمع، فلابد أن يكون ولاؤنا خالصا لله سبحانه وتعالى، ولرسوله، ولوطننا، وأن تكون أهدافنا كشباب واضحة تمام الوضوح انطلاقا من عقيدتنا الإسلامية، ودور امتنا في الحياة.
ولكن في ظل انعدام الرؤية للمستقبل فإننا نمشي خطوات مجهولة الهوية نتلمس فيها طريقنا بصعوبة ولا ندري أين نضع خطواتنا التالية، وبذلك ننتظر الأحداث ولا نصنعها،أو نشارك في صنعها، وبهذا فالمستقبل شديد الغموض وعلينا أدرك خطورة ذلك، إن غياب التخطيط الذي يمتلكه الشباب للتطور، والنهوض الحضاري، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، هو السبب الرئيسي للتراجع عن مواكبة التطورات، والرقي، والنهضة وهو العامل الرئيسي في الكثير من الانكسارات، والنكسات، والنكبات، والتخلف في جميع المجالات الثقافية، الاجتماعية، والسياسية، لنصبح بذلك قصعة مهملة تتداعى عليها الامم، كما تتداعى الكلاب على قصعتها، وسنكون محط أنظار للتآمر، والتلاعب لدى الاخرين .

وهكذا فإن المجتمعات التي لا تملك شباب يعبر عن وحدتها، وهويتها الثقافية، والتاريخية وطموحاتها في النهوض والبناء، إنه مجتمع فاشل يلاحقه البؤس والتخلف، ويلازمه الفقر والبطالة، وتجتاحها الأزمات، والصراعات الطاحنة.

رسالتي إلى كل شاب وشابه، استغل شبابك قبل هرمك، وبدء من اللحظة لكي يكون لك دور فعال في مجتمعك، وعاتب نفسك قبل معاتبة الاخرين، ونصح نفسك قبل نصح الأخرين، ثم كرس ولو جزء من حياتك لمشاركة الأخرين في خدمة المجتمع، سياسيا، واجتماعيا، وثقافيا، واقتصاديا، وأدبيا، وفكريا، واعمل واجتهد فلن يرتقي الإنسان إلا بالعمل، ولم تشرق شموس الاختراعات والاكتشافات إلا بالعمل، ولن يصبح الشاعر شاعرا، والأديب أديبا، والعالم عالما إلا بالعمل، فالإنسان لم يخلق إلا للعمل فاعمل في حرفتك التي تشتغل بها بيدك لترى نعيم ثمرة جهدك، فالعمل شرف ومجد للإنسان، والمجتمع وقد أكد ديننا الإسلامي الحنيف في قولة تعالى :- ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العظيم .