الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٦ صباحاً

هل استوعب الحوثي الدرس ؟

عباس الضالعي
الخميس ، ٠٧ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
المؤشرات الأولية في جبهات الصراع في صعدة تشير الى ان الحوثي انكسر امام الزحف القبلي لمواجهة المشروع المستورد بواسطة الحوثي وأتمنى لعبد الملك الحوثي والإطراف الداخلية والخارجية التي تدعمه وتؤيده ان يفهموا الدرس الذي لقنتهم اياه قبائل اليمن في الجبهات التي سعى الى تحويلها الى ثكنات عسكرية لفرض اجندة سياسية وجغرافية وفكرية دخيلة على الموروث الثقافي والحضاري لليمن واضطهاده لجماعة السلفيين الذين يعدوا مكون هام من مكونات المجتمع اليمني ثقافيا ومذهبيا.

القبائل التي ردعت الحوثي وكسرت شوكة استكباره وغطرسته لفرض مشروع ثقافي مذهبي دخيل على اليمنيين ، هذا التدافع لا يمثل الا عينة بسيطة أتمنى ان يفهمها الحوثيين جيدا وان لاينجر وراء الدعوات المراهقة لعض الغلاة الذين ينطلقون وفق حسابات ضيقة تتوافق مع مصالحهم الذاتية.

الذين تدافعوا الى دماج وكتاف لم يتدافعوا لايقاض مشروع الاقتتال المذهبي والطائفي الذي حاول الحوثيين انشاءه وتدافعهم كان بهدف اخماد هذا المشروع ووأده قبل ان يتنامى ويتضخم وينتشر.

مصلحة الحوثي وانصار الله يكمن بالابتعاد عن هذه المشاريع وان كانت مصدر للدخل والتسلط ولكن عواقبها وخيمة وعلي الحوثيين ان يعلنوا التعايش السلمي الذي يعد احد اهم خصائص اليمن الاجتماعية والثقافية ، لان اليمن وعلى مدى القرون الطويلة الماضية لم يحدث ان قام صراع طائفي او مذهبي وكان سنة و( زيدية ) اليمن منسجمين وكان اختلافهم لا يتجاوز حدود الاجتهاد المعروفة.

الحوثي بمشروعه الدخيل افقد اليمن اهم مظاهرها الثقافية وهي الزيدية وهو المذهب الذي وفر بيئة سليمة من التعايش وبسبب الحوثي وفكره المستورد وتسلقه ظلما وبهتانا على الزيدية وهو براء منها اثر سلبا على هذا المذهب وشوه صورته الناصعة.

الحاضر الان مختلف ولا يمكن الخضوع لفكرة معينة او مذهب معين ولايمكن القبول لاي فكرة ان تفرض وجودها على الناس بقوة السلاح والارهاب والقتل وهذا الذي يجب ان يدركه الحوثيين ومن ورائهم ، فاليمن ليست العراق ولا لبنان ولا يمكن ان تتحول الى شيراز او قم.

اذا اراد الحوثي المضي في تعميق هذا الفكر المستورد فعليه ان يسير بالطريق الصحيح والعمل من خلال ادوات واليات سلمية لان فرض الفكرة بالقوة وتحت ارهاب السلاح ورفض الاخر امر غير مقبول من كل النواحي الاجتماعية والسياسية والثقافية وان العصر الذي يعيش فيه الحوثي يرفض ادوات واساليب العصور القديمة ، كما ان فرض الفكرة بقوة السلاح وبمجموعة من الاميين والجهلة امر يتعارض مع الوضع الثقافي والعلمي والتقني الحالي ، والناس اصبحت لن تستلم لهذا العبث وقد يكون الحوثي امام حالة قبول ورضى مزيفة دافعها الحاجة لتوفير العيش وهذا امر مقبول شكلا ومرفوض وقد رفض واقعا.

اتمنى على الحوثيين مراجعة مواقفهم بجدية والابتعاد عن النزعة الفوقية الانانية ومراجعته لكل مواقفه هو مبدأ سليم لمن يريدون بقاء الحوثي كجماعة ضمن مكونات المجتمع اليمني واتمنى ان يكون قد استوعب الدرس الى الان واذا لم يستوعب فقد كتب النهاية على جماعته.