الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٦ مساءً

دعوة للتعايش

موسى العيزقي
الخميس ، ٠٧ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً



(1)
لست مع الدعوات المنادية بمقاتلة الحوثيين والجهاد ضدهم ..كما انني لست مع الاعتداء على اخواننا السلفيين ومحاولة اخراجهم من " دماج" وتحويل صعدة الى منطقة شيعية خاصة بالحوثيين وحدهم على غرار ما تم في جنوب لبنان....فما يحدث في دماج اليوم من وجه نظري هو نتاج افرازات تعبئة خاطئة من قبل طرفي الصراع هناك.. الا انه وللأمانة والموضوعية لا يمكننا باي حالٍ من الاحوال المساواة بين الضحية والجلاد.. فالحوثيين كما هو معروف يمتلكون ترسانة عسكرية كبيرة واجهوا بها جيشين " اليمني والسعودي" والسلفين في دماج مهما قيل انهم يمتلكون سلاح الا انه لا يرقى الى مستوى سلاح الحوثيين وعدتهم وعتادهم.. ناهيك عن انهم بموقع المدافعين عن انفسهم واعراضهم وممتلكاتهم.. باعتبار ان الحوثي من اعتدى عليهم، وبالتالي فان المساواة بين طرفي النزاع امرً فيه اجحاف كبير...ومع ذلك نحن ضد سفك دم مواطن يمني اياً كان انتمائه ومذهبه وتوجهه..

(2)
اننا اليوم بحاجة ماسة الى اعادة صياغة مفاهيم التعايش فيما بينن على اسس سليمة وقواعد صحيحة .. فالرسول الاعظم – صلى الله عليه وسلم- تعايش مع اليهود والنصارى ، ومات ودرعه مرهون عند يهودي... واسلم على يديه الكثير من معتنقي الديانة اليهودية والنصرانية ..والذين وجدوا في تعامله وتعايشه معهم وحسن جواره اليهم خير نموذج للإسلام والمسلمين.. ونحن للأسف الشديد لم نستطع التعايش فيما بيننا ومع بعضنا رغم انتمائنا الى نفس الدين ونفس العقيدة ونفس الطائفة والوطن والقبيلة بل والاسرة.. وتجمعنا قواسم مشتركة كثيرة..

(3)
ان على من يدعون الاصطفاء الالهي ، واصحاب الحق المطلق والصراط المستقيم وانصار الله وابنائه واحبائه عليهم ان يعيدوا النظر في مفاهيمهم الخاطئة تلك، وعليهم العودة الى رشدهم.. وادراك انهم بتصرفاتهم تلك يؤكدون على جهلهم وقلة علمهم وادراكهم ووعيهم وايمانهم...كما وعليهم ان يعو انهم بتصرفاتهم الرعناء تلك لن يضروا الا انفسهم في المقام الاول..

فتعالوا نتعايش معاً، ونضع خلافاتنا وصراعاتنا ومفاهيمنا الجاهلية جانباً... فالوطن ملك الجميع ويتسع للجميع..

ومضة
لم يحصل في اي دولة بان تتوسط الحكومة لوقف اشتباكات بين طرفين الا في بلادنا ، فالرئيس والحكومة والجيش يتوسطان لوقف الاشتباكات الدموية التي تشهدها منطقة دماج ..

لماذا لا يفرض الجيش سيطرته على مواقع النزاع بدلاً من اكتفائه بدور الوسيط ..؟ ولماذا لا يتم اطلاع الرأي العام على حقيقة ما يجري في صعدة .. ومعاقبة البادئ والمخطئ والمعتدي ....