الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٥ مساءً

الهدف السياسي للحرب على دماج

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الخميس ، ٠٧ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
الحرب التي تشنها ميليشيا الحوثي على المركز العلمي المسمى دار الحديث في دماج ينظر إليه من جانب عقدي أو طائفي ، فشيعة اليمن ( الحوثيون ) أكثر تدينا واستجابة للتعاليم الطائفية المنحرفة من شيعة إيران وحزب الله في لبنان في التقرب إلى الله بقتل من يسمونهم النواصب الأنجاس من أهل السنة ومبادرتهم الفورية في القتل المركز والمتواصل دون الالتفات للأصوات الصارخة المنادية بوقف إطلاق النار ، إنهم يمتلكون بجانب الدعم اللوجستي والسياسي الإيراني علانية والأجنبي خفية الكم الهائل من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والذخائر التي تمكنهم من مواصلة الحرب لسنوات !!

مما يؤكد وجود صفقات من تحت الطاولة بين إيران وأمريكا والمدفوعة من دول الجوار فيما يتعلق بالحوثيين التزام الصمت والغموض على الجرائم الإنسانية التي يرتكبونها جهاراً نهاراً وغدت مناهضة حقوق الإنسان تكال وفق معايير سياسية وليست مبادئ قانونية إنسانية حقوقية ! والتصعيد الحوثي العسكري ضد دماج ويرافقه التخاذل الحكومي والرئاسي ينذر بكارثة إنسانية تستدعي الهبة الشعبية التي بتدخلها تكون قد سحبت البساط من تحت الحكومة ، مما ينتج هذا التدخل المحمود أعراضاً سياسية واجتماعية في المستقبل قد لا يحمد عقباه ! لكنه مما لا بد منه وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، ومن يصح عنده خذلان دماج لاعتبارات أو حسابات مهما كانت فقد أخطأ بوصلة الولاء وأراد ارتكاب ما ارتكبوه مما يعيبه عليهم ! والمنطق الراجح السديد يستوجب تأخير فتح الحسابات حتى يأتي زمانه ، لكل أجل كتاب ، ولكل نبإ مستقر .

ما أريد الإشارة إليه أن هناك هدفاً سياسياً غير معلن للدول المتحالفة على إنهاض مشروع الثورات العربية وبالأخص وصول الإسلاميين للحكم في الحرب الدائرة على دماج ، يتمثل هذا الهدف في إخراج دماج كأنظومة دينية لا تؤمن بالديمقراطية ولا تعترف باللعبة السياسية إلى جماعة اضطرتها الحروب الحوثية للتعاطي مع السياسيين دفاعاً عن نفسها وستجد أن التعاطي السياسي يثمر لها ما لا يثمر غيره ، ومن هنا تستدرج دماج لإفراغها مما هي فيه لتستبدل بغيره ، فيشار عليها أهمية مراجعة منهجها السلفي والعمل للحفاظ على السنة والعلم الشرعي وفق التعاطي السياسي الاضطراري الذي يحفظ عليهم مكانتهم ومنهجهم العلمي ويكونون حربة الإسلام الصحيحة في نحور المتعاطين للسياسة من الإسلاميين الذين جعلوا من الدين مدارج يتسلقون عليه للحصول على شهوة الكراسي والمناصب !

إن دماج في ما هم فيه أمام خيارات صعبة ، فهم إما يثبتون حتى ينصرهم الله ويدفع عنهم شر عدوهم ويعودوا إلى ما كانوا عليه ، ولا أظن ولع الجهاد وحب الشهادة التي كان ينتظرها إبان خوضه معاركه الشرسة ضد الروافض المجرمين تذهب هكذا دون الحنين للسلاح والتعبد لله تعالى في قتال أعداءه ونصرة دينه وأولياءه ! وهكذا يكون الأغلب ممن يشاركون وطيس الحرب على استعداد تام للسماع ممن يشاطرونهم حب الشهادة وحمل السلاح والشوق إلى الله بقدر كراهية التعايش في دنيا التخاذل والظلم والطغيان .

وإما يتداعى البعض منهم للعمل السياسي كشر لا بد منه ويضع على الأغلبية فكرة أن يستمر دار الحديث في التعليم وتدريس السنة بينما يفزع منهم من يدفع بالسياسة كيد الكائدين ومكر الماكرين وتكون بداية مراجعات قد تنتهي هذه المراجعات مع بداية انتخابات 2014م ويرشحون منهم بحسب الداعم الخارجي من الجوار ليكونوا في المجلس التشريعي القادم ممثلين عنهم يكفونهم رجمات الغدر من الروافض وغيرهم ! ولعلهم يراد بهم أن يكونوا الحربة ضد الإصلاح أو الإخوان في اليمن كما جعلوا حزب النور السلفي ضد الإخوان في مصر .

وإما يفروا تاركين دماج للروافض تأويلاًً لما فهموه من قول الحق جل شأنه ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلةً ولا يهتدون سبيلاً ) وفرارهم فيه ضياعهم واستقطابهم للقاعدة والعمل ألاستخباراتي .

وإذاً فالحرب على دماج يستهدف التغيير المنهجي لدماج وتجنيدهم إن صح التعبير لتحقيق أهداف سياسية دولية وإقليمية بامتياز .