كنت على موعد لحضور تيدكس صنعاء 2013 ، لكن هذه المرة كحاضر وليس كمتحدث ، لن أتحدث عن التنظيم والاعداد والانطباع العام للفعالية .. ولكن لفت نظري أمر جميل أخذني الى مساحات اخرى من التفكير ...

هذا الامر هو مقابلة الاستاذة/ نورية ناجي رئيسة منظمة الإغاثة والتعليم اليمنية ... ما صنعته هذه السيدة يذكرني جيداً بمسلسل الاطفال ( نوار ) .. لمن لم يشاهد هذا المسلسل فهو يحكي عن إحدى السيدات تفني حياتها في استقطاب الاطفال العاملين وخصوصا ممن لا يمتلكون اسراً وتعمل على مساعدتهم وتربيتهم تعليمياً واخلاقياً كي يكونوا أكثر فعالية وينتقلون من الشارع إلى وضع أفضل ...

هذا ما صنعته نورية ناجي ... فهي استطاعت أن تساعد مئات من الاطفال ( الذي اصبح معظمهم شباب الان) العاملين عبر اقناع أسرهم بعدة وسائل كي يكملوا تعليمهم ويحصلون على وضع وظيفي ومهني أفضل ويستطيعون أن يساعدوا أنفسهم وأسرهم ..
ما احزنني فعلاً من منظمي تيدكس صنعاء أن تجربة هذه المرأة العظيمة كانت مجرد مقابلة على هامش الفعالية .. شعرت أنها يجب أن تكون أحد المتحدثين فتجربتها مليئة ( بالفعل الذي يحدث التغيير) ... وهذا يعني أنها لن تكون موجودة ضمن فهرس المتحدثين ولن يعرض الفيديو الخاص بها ليراها كل الناس ..هذا يعني أن تجربتها لم توثق في تيدكس صنعاء.
كان معظم المتحدثين رائعين ووضعونا في افكار وتجارب مثيرة.. لكن ما جعلني اشعر انها مميزة .. أن معظم التجارب التي تم ذكرها .. لم يحقق اصحابها شيء إلا بعد خروجهم من اليمن .. بينما نورية تركت بريطانيا وأتت لليمن منذ 12 عاماً لتصنع العظمة.... ولعل وقوف الجمهور لها في نهاية اللقاء كان أكبر دليل.
نورية ذكرت نقطة مهمة جداً في العمل الخيري والمجتمعي في اليمن لن أخبركم بها .. ادعوكم لرؤية فيديو المقابلة .. هي الآن تستعد للسفر لتكريمها بوسام الملكة اليزابيث في بريطانيا ..
نورية قالت ( أهدي هذا الوسام لليمن ) سيدتي اليمن من يجب أن يعطيك وساماً .. وليس أنت .. لكن كعادة يمننا فانه في أحسن الاحوال يكرم عظمائنا بعد أن أكلوا تراب الموت ...