الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٦ مساءً

شوقي هائل حول تعز لمقديشو

محمد مصطفى العمراني
الثلاثاء ، ١٩ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
أشعر بالغصة وأنا أكتب عن تعز ففيها مأساة بقدر خيبتي الشخصية من شوقي هائل وقد كنت متحمسا له في بداية توليه منصبه كمحافظ لتعز وما يزال أرشيف مقالاتي في بعض الصحف والمواقع الإخبارية شاهد على هذه الحفاوة التي تبخرت لاحقا ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه وللأسف لم يتحقق ما تمنيته لتعز ولا القليل منه وجاء من جعلنا نترحم على النباش الأول .

قد يكون شوقي هائل إداري ناجح في شركة عائلته لكنه لم ينجح في إدارة محافظة تعز رغم أن له تجربة في مجلسها المحلي ومن وجهة نظري فإن الرجل أخذ فرصته كمحافظ وفشل فشلا مخيفا بل إنه ينتقم من تعز بكل وحشية .

من ثارت ضده تعز نكل بها عبر شوقي هائل وهذه هي الحقيقة المرة للأسف انتقم الرجل عبر شريكه التاجر انتقام بشع من هذه المدينة المسالمة ومن أبناء تعز طليعة أبناء اليمن وصفوة نخبتها الحالمون بوطن أجمل والثائرون من أجل المستقبل ، في قلوب أبناء تعز سلام يكفي لإخماد حروب العالم لكن شوقي هائل وبقية الطابور الخامس يدفعون أبناء تعز لامتشاق السلاح والعودة للهمجية إنهم يقبيلون أبناء تعز المثقفون وهذه هي الحقيقة .

تعز اليوم وأكثر من أي وقت مضى بحاجة لمحافظ جديد يقضي على فوضى السلاح وعصابات المسلحين ويجفف منابع الفساد ويضرب بيد من حديد ضد كل مخرب من أي جهة كان ، ففي عهد شوقي هائل تحولت تعز إلى مدينه أشبه بمقديشو حيث غرقت في فوضى العصابات المسلحة والمشاكل الأمنية وغيرها من المشاكل التي لا تزال تعيشها تعز .

أتواصل مع كثير من أبناء تعز ممن يكتوون بهذا الوضع المزري في تعز وجميعهم يؤكدون لي حاجة تعز لمحافظ كفؤ يقف من الجميع على مسافة واحدة ويوجد المشاريع اللازمة لهذه المحافظة الحيوية ويعمل على توظيف العاطلين وحل المشاكل العالقة والمرحلة منذ سنوات ..

صهري العائد قبل أيام من تعز فجعني بقصص الفوضى وانتشار السلاح في تعز الحالمة بماء قال لي: تعز التي ولدت فيها وعشت فيها طفولتي وشبابي لم تعد هي لقد مسخت على أيدي هؤلاء المقعشين والمسلحين والغبر الذين هبطوا عليها من حيث لا تتوقع وقدموا إليها من كل حدب وصوب ، أشعر أن صنعاء مقارنة بها مدينة أوربية ففي تعز يحل الخوف والقتل والثارات وقلة الماء وتطفح المجاري وتلعلع أصوات الرصاص كل حين .

تعز هذه المحافظة الرائعة التي ضحى أبنائها في الثورة وكانوا طلائع التغيير ورواد الحرية وبالأخير وجدوا أنفسهم بين بطالة مفزعة وفي أوساط مخربين وعصابات سلاح ومحافظ ضعيف ومحابي ومتستر على المسلحين والفاسدين كل هذا والإعلام يردد تعز عاصمة الثقافة وكأن تعز قد صارت مدينة فاضلة ولا ينقصها إلا هذا اللقب ؟!

وكنت قد دعوت الأستاذ شوقي هائل في إحدى مقالاتي عن تعز إلى أن لا يخضع لضغوط بعض الجهات التخريبية وليبني شراكة فاعلة مع أبناء تعز الطيبين الذين يتطلعون لرؤية تعز مدينة نموذجية تحذو حذوها بقية مدن اليمن وهي تمتلك كل عوامل النهوض الحضاري والرقي المدني وما على المحافظ إلا أن يتوكل على الله ويتجه بإرادة صادقة لتطوير تعز المدينة والريف وتنظيفها من كل مظاهر السلاح والعصابات وكل ما يشوه مدنيتها ورقيها وسيقف معه كل أبناء تعز وسيؤهله نجاحه في تعز إلى ما هو أكبر من إدارة محافظة تعز ولكن يبدو أن تلك الدعوات قد وقعت في وادي غير ذي زرع وفات الآوان وللأسف تحول المحافظ لمادة للجدل بين خصومه وأنصاره الذين يرددون دوما أن المحافظ وأنه " شابع من بيتهم " وكأننا بصدد إثبات ثراء بيت هائل أو كأن هناك من ينكر ذلك؟!!

والقضية ليست قضية شابع أم جائع ، القضية ماذا عمل لتعز ؟ وماذا أنجز ؟!!

للأسف الرجل عمق الانقسامات بدلا من توحيد الصفوف ولم الشمل ولا يفتأ هو وجوقته يرددون : شوقي شابع من بيتهم والإصلاحيين يعرقلون عمله مع إن أعضاء الإصلاح هم كغيرهم من أبناء تعز ضحية لفشل شوقي هائل وفساده .

أكرر اليوم ما دعوت إليه سابقا وهو تعيين محافظ جديد لتعز فتعز مليئة بالكفاءات والكوادر والشخصيات الوطنية القادرة على النهوض بها وحل مشاكلها بدلا من هذا الوضع المزري والذي سيفضي لمزيد من المشاكل .