الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٥ مساءً

لصبرنا حدود

محمد علي وهان
الخميس ، ٢١ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
من مصائب الدنيا أن الرأي لمن يملك لا لمن يرى و من عجائبها أن يجد نفسه يتولى السلطة من لم يستحقها بشجاعة و لا ذكاء و لا تضحيات و لا موهبة في أي مجال من مجالات الحياة و إنما لسوء حظ شعب عجل الله عقوبته لما في أنفس أهله من كذب و مكر و نفاق ، ليس إلا
ها نحن اليوم نجني ثمار ما أودع الله في أفئدة أبناء هذه الأرض من ذل و نفاق : -
ـ بلادنا على رأس قائمة الدول المهددة بإرهاب لا ناقة لنا فيه و لا جمل

ـ على رأس الدول المصدرة لمخدرات لا نعرف طعمها و لا لونها و لا رائحتها

ـ على رأس أفقر دول العالم و خيرات بلادنا تكفي لتغطية حاجيات نصف القارة

ـ على رأس أكثر الدول جهلا و تخلفا و كان التعليم في بلادنا حتى الثمانينيات الأفضل على مستوى دول المنطقة

ـ على رأس الدول الأكثر قابلية للزوال و لم نذق بعد طعم الدولة
لم تعد بلادنا الشاسعة تكفي لبسط نفوذ المتنفذين

ـ لم تعد بنوكها و مخازنها و مزارعها و واحاتها و مصانعها تكفي لتخفي أموال رجال أعمال (الفساد) و تجار التزوير و عصابات المال العام و مهربي الأسلحة و المخدرات والمحروقات و العملات المزورة

ـ لم يعد بين أرضها و سمائها ما يكفي من هواء لزفرات هواة السلطة
اليمن اليوم تدفع ضريبة خيانة أبنائها مع الأسف .. مع ألف أسف.
رجال دين يعرفون جيدا أن ما يقومون به ـ تحت الطلب ـ من محاباة المتسلطين ذنب لا يغتفر يعجز إبليس عن مجاراته

ـ مثقفون ـ يا للأسف ـ يبيعون أنفسهم رخيصة لسلطة جائرة و ينسون أنهم يقتاتون على شقاء شعب تطحنه المجاعة و الأمراض و التخلف

ـ مسئولون لا تستطيع السلطة حجز رواتبهم و لا طردهم لا تستطيع تمرير قانون و لا قرار من دون موافقتهم لا تستطيع الاستمرار في الوجود من دون قبولهم ينسون الآن بماذا استحقوها حتى لو كنتم في حل من كل واجب تجاه شعبكم الشقي فأي مصلحة لكم في مجاراة سلطة لا يكون لها ما تشاء من دون تغييبكم

ـ صحافة مخجلة تتسابق لخطب ود من يجوعها و يحتقرها و يقمعها و يتندر على الأثير بسخافتها و وضاعتها كيف نفهمكم ما هي مشكلة أبناء هذه الأرض؟
ما هي مشكلة هذا الشعب؟
من ذا يفك شفرة هذا الطلسم العجيب؟
لم يعد اليوم أي كلام يكفي لسبر أغوار هذا الواقع الأليم.

عار كبير على مثقفينا أن يظلوا أداة رخيصة لعلوج سخيفة تدمر شعبها بتعمد دون وازع من ضمير و لا مسؤولية.
عار مخزي أن يظل المتعلمون أباليس في كل بلاط يبحثون لكل جريمة عن ما يحولها إلى تعاليم ربانية أن لا نسمع في أي يوم من الأيام ـ منذ كنا ـ كلمة حق من أي منهم في وجه ظالم ، جائر جبار عربيد زنديق ؟
عار مخجل أن يموت شعبنا جوعا و قهرا و ذلا و لا يكون أي منا في لحد و لا سجن و لا على قائمة مطلوبين لغير وظيفة حقيرة أو مهمة حقيرة أو نذالة مريرة.

لكل شيء حدود إلا ذلنا و هواننا على الحكام و العلماء و نخبتنا المثقفة المدللة و نخبتنا السياسية المبجلة
ستعرفون جميعا ، إذا لم يكن هناك بد مما ليس منه بد، أنكم أخطأتم كثيرا في حق أنفسكم بما تكيلون من عقوق لهذه الأرض الطيبة التي أعطتكم أكثر مما تستحقون لتضنوا عليها بأقل قدر من وفاء.
لقد أصبح الآن من الصعب أن تعود اليمن بأي معجزة إلى سكة الأمان بسبب خيانتكم و أنانيتكم و نذالتكم و تماديكم في جهل من أسرفوا في تدميركم
فلتحترق هذه الأرض لتروا يومها أنكم الأجبن و الأهون والأحوج إلى من يحميكم.إلى من يأويكم إلى من يبصق على وجوهكم الآثمة بما تقومون به اليوم من استهتار بالسلم المدني بما تقومون به اليوم من فظاعات في حق هذا الشعب البريء بما تقومون به اليوم من ألاعيب أنانية ، حقيره
نحن ندرك اليوم جيدا أن وجودكم على الواجهة إشارة واضحة إلى عقوبة من الله لأبناء هذه الأرض ، فلا يمكن أن تتوالى السخافة بهذه الدرجة من الانسيابية و الانسجام بمجرد صدفة.

لكننا نحذركم من شرور أنفسكم ، فقد طفح الكيل، تذكروها جيدا .. فليس من عادة الزمن أن ينذر و ينذر.