الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٦ مساءً

هدى وعرفات والخطيئة السياسية

عبد الخالق عطشان
الجمعة ، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
[هدى وعرفات] ورغما عن اتفاقية الطائف في العهد الملكي واتفاقية ترسيم الحدود في العهد الجمهوري فهما لم يعترفا بتلك الاتفاقيتين الجائرتين والمُهينتين فأحبّ كلٌ منهما الآخر حباً حاولا كسر قيود تلك الاتفاقيتين على الرغم من أنه حبٌ أنساهما ذكر ربهما إلا أنهما ليسا معصومين فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون..

هل لأمراء آل سعود قلبٌ كقلب ( هدى ) الفياض بالحب والمشاعر الصادقة والذي حاولت به أن تتجاوز حراس الحدود الذين تشددوا في منع دخول الحُب وتساهلوا في دخول القات والمخدرات والمعونات للثارات والإثارات والنزاعات ؟ هل سيتعلم هؤلاء الأمراء من هدى أن الجار أولى بالحب وحسن المعاملة وحسن الضيافة والحرص على استقراره .؟وهل للقائمين على حكم اليمن فؤادٌ كفؤاد ( عرفات ) من آثر الوفاء لمحبوبته على رزقه و فيزته وضحى بكل ذلك في سبيل حبه وتتيُمه ؟ وهل لحكام اليمن أن يجوعون ليشبع الشعب ويسهرون لينام وهل لهم أيضا أن يتوافقون ليرتاح .. ؟لماذا لا يأخذ القائمون على الشعب [ الرئاسة – الحكومة – الأحزاب – المشائخ - ...] من عرفات الشجاعة ورفض الوصاية وكسر قيود الاستبداد وذل الاسترزاق..

لماذا لا تتعلم الجارتان من هدى وعرفات أن الحب ينتصر على الكراهية وأن الحب أصل الفطرة وهو الفطرة التي فطر الله الناس عليها وأن الإخلاص من دعائم الحب وليس الحب من أجل نفط الجوف ولا ميناء عدن ولا لديمومة الهيمنة ودوام التسلط ودعم النزاعات والشقاقات...

أحبت ( هدى ) الإنسانة (عرفات ) الإنسان وما أحبت هدى (المملكة ) عرفات ( الجمهورية ) ولن تحبه أبد...، هدى ضحية سياسة ملكية متطرفة تحرم الزواج الشرعي للجيران إلا بمرسوم ملكي واتفاقيات سياسية وعلى مستوى عالٍ من التمثيل الدبلوماسي وتحل العهر والإباحية السياسية مع الغرب والشرق رغما عن أنف هيئة الإفتاء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..، أصحاب الجلالة ترتفع فيهم الحمية والعصبية لأقصى درجاتها باعتبار هدى قضية شرف سياسي وقرار مصيري واعتداء على السيادة رغم أنها ( هدى ) مازالت تحتفظ بشرفها بينما عفيفات وحرائر في سوريا تنتهك أعراضهن وتُقتل بمال ( صاحب الجلالة ) وبهذا المال أيضا تزهق أرواح الأبرياء تماما كما أزهقت وأحرقت في ( رابعة ) وأخواتها..

مصير اليمن مرهون بقطع رأس (عرفات ) ليرتفع رأس الملك الذي نكسه عرفات ومصير آلاف المغتربين والنظر إليهم برأفة ملكية وعودتهم لأعمالهم مرهون بعودة ( هدى ) إلى السيادة السعودية هكذا يُخيل إلى سادتنا وكبرائنا..

هدى ستعود إلى عسير فهل ستعود ( عسير وأخواتها ) إلى أمهم المكلومة ( اليمن ) وأنّى لنا بـ ( عرفات ) يعيدهن ؟،وعرفات سينال جزاءه فهل سينال العابثين بشرف اليمن جزاءهم.. اللهم اغفر لــ (هدى وعرفات ) واجمعهما بحلالك فإنهما ضحايا من ضحايا حكامنا..