الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٨ صباحاً

أرملة يمنية تبحث عن كتاب لابنتها في حرم جامعة صنعاء

محمد عبد الملك الشرعبي
الجمعة ، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٤٥ مساءً
أثناء مروري أمام كلية الحاسوب صباح اليوم إستوقفتني أم فاطمة ، وأول ما سألتني عن الدكتور عبد الحكيم السروري .. أخبرتها بعدم معرفتي عن مكان تواجده .

ثم سالتها لماذا تريد القاء بالدكتور ؟ أخبرتني انها تريد ان تأخذ منه كتاب مادة الثقافة الاسلامية التي تدرسه معه ابنتها فاطمة تحديداً تخصص هندسة الاتصالات لدى مؤسسة اليتيم .
صدمني حديث الوالدة الكبيرة في السنة بطريقة اقل ما يقال عنها انها فطرت قلبي وقطعت كبدي معاً ،

واصلت استماعي لحديث أم فاطمة ، أخرجت ورقة واطلعتني على اسم الكتاب بالضبط والتي سجلته لها فاطمة وجاءت الى الجامعة لطلب مساعدة الدكتور في الحصول على الكتاب .

شعرت بالخجل من ام فاطمة ، اقترحت عليها بان اوجد لها لها كتاب الثقافة الاسلامية ، ردت علي فورا سأدعو الله ان يكتب لك يا ابني اجراً يساوي ثواب من يحج الى مكة .

انصرفت مع أم فاطمة وزميلي المهندس ايهاب الفهيدي الى المكتبة واخذنا الكتاب ، سالتها في الطريق ، أين والد فاطمة ؟؟ اجابتني لقد توفي منذ 6 سنين واعقبت بنهدة عميقة لو كان موجوداً لما كنت هنا الان.

تابعت اسئلتي .. هل لديها اخوة طيب ؟ أجابت ام فاطمة : بأن لديها إبن وحيد يعمل عسكريً في محافظة ريمة ومتزوج ولديه ابناء .

كانت الاسئلة تثير فضولي وتتقافز الى رأسي لمعرفة بقية تفاصيل حياتها واسرتها ، سألتها هل لديكم بيت اين تسكنون ؟ اجابت : لدينا غرفتان ايجار بالقرب من مستشفى الكويت واسكن مع زوجة ابني ؟

سالتها عن ابنتها فاطمة .. اخبرتني انها منذ اكثر من عام سجلتها في مؤسسة اليتيم .. وتدرس فيها تخصص هندسة حاسوب ، ليس لدينا مصدر دخل يا ابني غير مرتب الولد نسدد منه الايجار ونصرف على البيت .

بدأت اشعر بالاختناق والضيق، توقفت عند هذا الحد من الاسئلة ، انا الاخر لن ينفعني احد اذا اصبت بسكتة قلبية من هول حديث ام فاطمة التي اسمعه واتخيل حجم معاناتها واتألم كثيراً دون ان املك أي حيلة لأساعدها .

سالتها ما ان كان بإمكاني اخذ رقم تلفون ان كانت تملك او عنوان معين للتواصل معها لاحقاً..
قالت لي انها لا تحفظ الرقم .. أعطيتها رقمي واخبرتها ان ترسل الي برقمها لكي اقدر اكتبه وانشره هنا مع قصتها الى من يقرأ ويسمع ما اقول.

مع الاسف لم يوصلني أي رقم وكل الذي عرفته من ام فاطمة هو اسم ابنتها الجامعية اليتيمة ( فاطمة محمد حميد القصيمي ) التي تعجز عن دفع قيمة الكتاب وارسلت امها الى الجامعة لتأخذه لها من الدكتور نفسه وتدرس في المستوى الاول تخصص هندسة اتصالات وتكفلها مؤسسة اليتيم الخيرية .

لك الله أم فاطمة في وطنك .. ايتها المراءة الشريفة والنزيهة والطيبة .. انت لم تأخذين حقاً لاحد .. لم تنهبين ارضاً ولم تسرقين مالاً عاماً .

كل ذنبك انك من محافظة المحويت وليس لديك ولد ولا زوج في الجيش ولا الحكومة ولا منضمات المجتمع المدني وليس لابنتك فاطمة ايضاً حضاً في كفالة تعليمها وتوفير الملازم المهمة لمواصلة دراستها .