الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٦ مساءً

اتفاق جنيف النووي.. رد على "ارهاب الفتنة" السعودي

جميل ظاهري
الثلاثاء ، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
وأخيراً توصلت ايران ودول مجموعة "5+1" الكبرى الى اتفاق تاريخي مهم بخصوص برنامج طهران النووي بعد كر وفر وأخذ وعطاء وشد وحل استمر أكثر من عقد من الزمن الأمر الذي دفع بكيان العدو الصهيوني ومن يدور في فلكه من الأنظمة العربية الاقليمية من أبداء ردود فعل سريعة وغاضبة قبل وبعد الاعلان عنه في جنيف .

فجاءت تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي "أفيغدور ليبرمان" كأول ردة فعل على الاتفاق النووي التأريخي بجنيف حيث يقول "إن الاتفاق يترك في يد ايران كل أجهزة الطرد المركزي التي تتيح انتاج السلاح النووي"، معتبراً أن اسرائيل "غير مقيدة بالاتفاق النووي الذي توّصلت اليه الدول الست الكبرى مع ايران".

ونقلت القناة الاسرائيلية الثانية عن "ليبرمان" قوله: "أن الاتفاق يمثّل أكبر انتصار سياسي ودبلوماسي لإيران في السنوات الأخيرة، وهو يضعنا أمام واقع جديد"، ليرد بذلك على التصريحات الأميركية المرتاحة من التوصل للاتفاق والتي عبر عنها كبار مسؤوليها. فيما اعتبر رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي "نتنياهو" إن اتفاق القوى الدولية مع إيران بشأن برنامجها النووي "خطأ تاريخي"!.

فقد اعتبر الرئيس الأميركي "باراك أوباما" خلال مؤتمر صحفي سريع عقده فور التوصل لاتفاق جنيف، اعتبر ما تم الاتفاق عليه في جنيف، "ليس سوى خطوة أولى، إلا أنها هامة جداً على طريق توقيع اتفاقية شاملة بصدد البرنامج النووي الايراني". مؤكداً أن واشنطن "ستمتنع عن فرض عقوبات جديدة وستفتح للحكومة الايرانية الطريق الى الموارد المحظورة عليها بسبب العقوبات".

وقد سبق ردة الفعل الاسرائيلية ردود سعودية غاضبة وساخطة من التوصل الى اتفاق بين السداسية وطهران بجنيف وما حققته سياسة الاعتدال الايرانية من انتصار هو الفريد من نوعه طيلة العقد الاخير، حيث جاءت تصريحات السفير السعودي في العاصمة البريطانية لندن "محمد بن نواف بن عبد العزيز" بقوله "إن كل الخيارات متاحة" امام دول الخليج الفارسي العربية الغاضبة والحاقدة (حسب تعبير جفري فيلتمان) على الاتفاق الايراني مع الدول الست، وقد تنجر إلى سباق تسلح نووي!!، لتؤكد مرة اخرى تناغم وتطابق وجهات النظر والمواقف بين الرياض وتل ابيب كما صرح بذلك رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي "نتنياهو" من قبل .

فما حققته السياسة الايرانية وفي الجولة الثالثة من المفاوضات النووية بجنيف سيتيح الفرصة لنجاح "جنيف 2" السوري حسب تعبير وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" بقوله للصحفيين في محل انعقاد جولات المفاوضات.. "أن الاتفاق بخصوص النووي بين السداسية وايران قد يكون مفيدا بالنسبة للتحضيرات من أجل عقد مؤتمر جنيف -2 المتعلق بالأزمة السورية" .

وأشاد "لافروف" بالاتفاق النووي مع ايران قائلاً: ان "الاتفاق يعني اننا موافقون على ضرورة الاعتراف بحق ايران على "الذرة السلمية" من بينها حق التخصيب مع ادراك ان جميع الاسئلة الموجهة الى البرنامج النووي الايراني سيتم اغلاقها.

وتؤكد الوثائق الموجودة ان الوصول الى هذا الاتفاق الذي حقق الكثير لايران في الجولة الثالثة من مفاوضاتها النووية مع القوى العالمية الكبرى وفي غضون ثلاثة اشهر التزم خلاله الطرفان كامل السرية لبلوغ المطلوب وهو الربح – الربح الذي اكدته طهران منذ اللحظة الأولى على بدء الدور الجديد من المفاوضات بين الجانبين، لم يكن يتحقق لولا اصرار السعودية على مواصلة سياسة "أرهاب الفتنة" في المنطقة وزعزعة أمنها واستقرارها من العراق وحتى لبنان مروراً بسوريا الجريحة .

فلم يمر يوماً على شعوب هذه البلدان دون إراقة لدماء أبنائها البريئة كي يثلج صدر الارهاب التكفيري الوهابي السلفي السعودي وينام رغداُ لآنه حقق أمنية من أمنيات أبناء عمومتهم "بني صهيون" الذي يريدون من وراء ذلك الاستمرار في العبث بالقضية الفلسطينية وتركها نحو نسيان وتجاهل الرأي العام العالمي والعربي خاصة الفلسطيني الذي جرته سياسة الرياض لدخول صراع الفتنة الارهابية الطائفية في المنطقة بدلاً من التفكير بتحرير أرض الاديان السماوية المغتصبة والمحتلة، لتنطوي في ملفات التأريخ يعلوها غبار التنازلات المذلة والوضيعة والعربية الرخيصة طيلة أكثر من ستة عقود ماضية .

الموقف السعودي المتناغم مع موقف كيان الاحتلال الغاصب كشف عنه موقع "والاه" الاسرائيلي وبعد التوصل لاتفاق "جنيف" النووي نقلاً عن مصادر حكومية رفيعة في تل ابيب، يقول: "ان المؤسسات الامنية الاسرائيلية بانتظار الموقف السعودي من اتفاق جنيف"!! .

وكان رئيس وزراء العدو الصهيوني " بنيامين نتنياهو" قد أفصح عن التقارب السعودي – الاسرائيلي قبل ذلك وذلك خلال حديثه لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية مؤخراً بعد لقائه رئيس جهاز الاستخبارات السعودي بندر بن سلطان في إيلات، بقوله" اسرائيل وبعض دول الخليج وفي مقدمتها السعودية تتحدث بصوت واحد فيما يخص المشروع النووي الايراني ويجب على الدول الكبرى الاصغاء لهذا الصوت.."، لم يأتِ أعتباطاً أو محض الصدفة بل كان على ماهو عليه منذ أن أقر الملك "عبد العزيز" بفلسطين للحركة الصهيونية وحتى يومنا هذا مروراً بمواقف السياسة السعودية ووعاظ سلاطينها ضد حزب الله خلال حرب ال33 يوماً عام 2006 والتي خرج منها منتصراً مرفوع الرأس ليحقق أول انتصار عربي على تاريخ قيام الاحتلال الصهيوني على الاراضي العربية.