السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٩ مساءً

هل اغتيال جدبان مبرر لتصفية اللواء علي محسن ؟!

عباس الضالعي
الثلاثاء ، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
بيانات الإدانة والاستنكار لاغتيال النائب عبد الكريم جدبان رحمه الله للقوى التابعة والمؤيدة للرئيس السابق وما بها من غمز وتلميح عن مسئولية طرفا سياسيا او قيادات هو استباق خطير يشير الى ان هناك ترتيبات لعملية اغتيال قادمة ،
بعض وسائل الاعلام وبعض الإعلاميين والكتاب المقربين من لرئيس السابق وحركة انصار الله اعلنوها بوضوح وحددوا بالاسم او الصفة من الذي قتل النائب عبد الكريم جدبان وهو الاغتيال الذي لقى ادانة واسعة نظرا لمكانة الشهيد في المجتمع وابتعاده عن التعصب وكان يتطلع الى مجتمع مدني بكل معاني وصور المدنية.

بعضهم قال ان الجريمة كشفت عن الطرف الذي نفذ الجريمة وهذا الكلام بعد حدوث جريمة الاغتيال بوقت قصير وقبل اجراء أي تحقيقات ، منذ لحظة وقوع الجريمة والمواقع الإخبارية التابعة للرئيس السابق وهي تنشر الاخبار والمعلومات التي تحمل طرف سياسي وشخصيات مسئولية الاغتيال.

اما بيانات الادانة والاستنكار للمكونات التابعة للرئيس السابق وانصار الله فهي اشارت بالتلميح لمسئولية اطراف سياسية وما لم تفصح عنه البيانات افصح عنه الاشخاص وبعضهم قياديين ومسئولين وليسو قاصربن او مراهقين.

مواقع وصحف تابعة لعلي صالح وجهت الاتهام للاصلاح عن مسئولية اغتيال الدكتور جدبان بعد دقائق من ارتكاب الجريمة وهذا يدل على الجاهزية لاستغلال الجريمة وكأن عند هذه الوسائل والاشخاص بلاغ مسبق عن الجريمة ، حيث قال النائب احمد سيف حاشد " احمل التجمع اليمني للإصلاح المسؤولية الكاملة في حال تعرضه لأي تصفية جسدية." وهذا استباق خطير وسبق له تحميل الاصلاح مسئولية اغتيال النائب جدبان ، كما اتهم السياسي الناصري عبد الله سلام الحكيمي الاصلاح " الاخوان " مباشرة وانهم من قاموا باغتيال النائب جدبان ، وكان بعض الناشطين المؤيدين للحوثي كتب " رأس عبد الكريم جدبان برأس علي محسن " وكل هذه مؤشرات لمدى الشحن والتعبئة الاعلامية الخاطئة ، وهذه التعبئة قد تكون مبررا لارتكاب جرائم اغتيال جديدة بحجة الثأر لجدبان .

توجيه الاتهام قبل أي تحقيق يشير الى ان غرفة عمليات ادارة الجرائم كانت مستعدة بكل المعلومات وان هناك جاهزية لمواجهة المستجدات والتطورات وقد لا حظنا كيف تعاملت وسائل الاعلام هذه مع قرار تشكيل لجنة للنحقيق بتوجيهات رئاسية ولم يكون ضمنها وزير الداخلية وهذا طبيعي وتناولت المواقع الاخبارية التابعة لعلي صالح عن استبعاد وزير الداخلية من رئاسة اللجنة وهذا يعني ضمنا ان وزير الداخلية ضمن المتواطئين بينما اللجنة شكلت برئاسة نائب وزير الداخلية وعضوية وكيلي الامن القومي والسياسي ومدير البحث الجنائي.

الاشارات والتعبية الاعلامية عن مسئولية الاصلاح وشخصيات مقربة منه يشير الى ترتيب لاغتيالات اخرى من التيارات السياسية التي تختلف مع الاصلاح او المشترك او قوى التغيير، ومن ناحية ثانية قد يكون المستهدف هو احد قيادات المشترك او احد قيادات انصار الثورة وتحديدا اللواء علي محسن الاحمر مستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والامن وهنا لا بد من الاشارة الى الخبر الذي نشره موقع المنتصف " وهو موقع مقرب من الحوثي وممول من علي صالح حسب ما ذكره البعض سابقا "وبحسب المعلومات والمصادر الخاصة بالموقع في القصر الجمهوري والخبر كان تحت عنوان " تعرض اللواء علي محسن لمحاولة اغتيال داخل مكتبه بالقصر الجمهوري " واللافت للانتباه ان الموقع قال في صياغة الخبر (تعرض )ولم يقول (نجاة) اللواء من محاولة اغتيال او يقول (فشل) محاولة اغتيال ، وان سبب الاغتيال هو خلل طبيعي ناتج عن تسرب غاز وفق صياغة الخبر وصياغة الخبر تدل على ان هناك محاولة اغتيال اخرى .

خبر محاولة اغتيال اللواء علي محسن من اختراع المنتصف في يوم عطلة رسمية وهو مالم تتنبه له المنتصف ، والخبر يعتبر تسريب اعلامي وما يلفت الانتياه هو تزامن نشره بعد اغتيال عبد الكريم جدبان وحملة التحريض ضد اللواء واطراف سياسية وخاصة الاصلاح هو باعث للقلق من عملية اغتيال جدبان مبرر لاغتيالات اخرى و تدهور الاوضاع الى مستوى لا يمكن التحكم بمساراته مستقبلا.

الشحن ضد اللواء علي محسن من انصار الحوثي والرئيس السابق وتحميله مسؤلية اغتيال النائب جدبان يجعلنا ندرك بمخطط ان عملية الاغتيال وسيلة ومبرر لاغتيال اللواء علي محسن وقيادات سياسية اخرى مناوئة لعلي صالح والحوثي معا وربما ان الدكتور عبد الكريم جدبان لم تشفع له مدنيته ورفضه لحمل السلاح وان انتصاره لجماعة كانت يوما مظلومة على يد حليفها الجديد لم تحول بينه وبين الاغتيال المبرمج
تبني وسائل الاعلام والاعلاميين المدعومين والموالين لعلي صالح والحوثي لحملة ضد اللواء علي محسن وتحميله مسؤلية الاغتيال هو مخطط للتصفية الجسدية للواء علي محسن او مبرر لتصفيات جسدية ضد شخصيات سياسية من اللقاء المشترك وخاصة الاصلاح وهذا هو الخطر الذي لم يستوعبه انصار الله بأنهم مستهدفين لزجهم في صراع التصفيات مع خصومهم من خلال اقناعهم بأن الاغتيالات التي تستهدف انصارهم ينفذها الطرف الاخر.

توقيت جريمة محاولة اغتيال الزميل محمد العماد رئيس تحرير صحيفة الهوية التابعة للحوثيين وعملية اغتيال النائب عبد الكريم جدبان ممثل انصار الله في مؤتمر الحوار هو توقيت يهدف الى اشعال فتيل الصراع الطائفي وقد يجبر طرفي الصراع دون موافقه منهما وانما استجابة للضغط والتعبئة الاعلامية الخاطئة التي يخطط لها طرف اخر للزج بالطرفين للاقتتال فيما بينهما انتقاما لمواقفهما باعتبارهما خصوم سياسيين له والطرف المستفيد من هذا الصراع هو الطرف الذي يتزعمه الرئيس السابق.

تبني وسائل الاعلام التابعة للرئيس السابق لمحاولة اغتيال اللواء علي محسن هو مؤشر خطير وقد يكون رسالة لما هو ات ومهما كانت الاجواء والغيوم مثقلة بالمجهول فإن الامل لازال معقودا بتغلب الحكمة وحضور العقلاء للتحكم بالمشهد لتجاوز مسار انهيار السلم الاجتماعي ووقف التهور بدوافع الانتقام واحلام العودة لسلطة.

الجميع امام مسئولية كبيرة وعلى الجميع ايضا الالجميع امام مسئولية كبيرة وعلى الجميع ايضا اليقظة لمواجهة مخططات تؤدي باليمن الى المجهول .. رحم الله الشهيد الدكتورعبد الكريم جدبان وان يكون فاجعة اغتياله اخر احزان اليمن .. اسأل الله ان يحفظ دماء اليمنيين جميعا وان يتولى المتربصين سوءا باليمن واهله وان يحفظ اللواء علي محسن من كل شر وان يبعد كل ابناء اليمن كل مكروه.