السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٩ صباحاً

المعلم بين الضرب والإضراب

عبد الخالق عطشان
الثلاثاء ، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
[لا يوجد تعليم /، التعليم أصلا فاشل ، والآن إضراب ...روحوا يا عيالي ....افتح لهم الباب يا ...] كان ذلك مقتطفا مما قاله مدير المدرسة بعد أداء النشيط الوطني وهو كما يبدو عليه يشعر بالأسى من الحال الذي وصل إليه المتاجرة ببناة المستقبل عبر التهافت الحزبي بل واللكاعة الحزبية في العمل النقابي..

نصف ساعة يمكث مدير المدرسة ومعه المشرفون يلملمون الطلاب من خارج المدرسة ليسوقونهم إلى ساحة الحشر المدرسي وما إن قال المدير ( روحوا ) تراهم مسرعين فارين من قسورة وفي غضون دقيقة أو أقل أضحت المدرسة خاوية على عروشها من أي طالب ..يدل هذا الحال إلى المأساة التي وصل إليها التعليم والذي حاولت السياسات المتعاقبة أن تقدمه على التربية لكن يبدو أننا وفي خلال سنوات لن نجد لا تربية ولا تعليم إذا ظل المعلم بين مطرقة تجاهل الدولة وسندان التهاتر النقابي الحزبي..

يأتي وزير التربية الدكتور الأشول إلى مدرستي ليدشن العام الدراسي ويُبشر المعلمين أن العلاوات السنوية ستصرف خلال شهر سبتمبر أو اكتوبر وينتهي شهر اكتوبر فيبدأ المعلمون بتكذيب الدكتور ويلعنون الثورة ويجلدون الوفاق ويترحمون على ما سبق.. أتمنى على وزير التربية ألا يصرح إلا بعد اتفاقه مع وزير الخدمة والمالية ولا داعي للإحراج..

النقابات تخرج من كهفها بعد نوم عميق وتستغل كذبة سبتمبر في نوفمبر وتطالب الحكومة بالالتزام بما تم الاتفاق عليه في محضر المطالب العام الماضي ولم ينفذ منه شيئ ، يبدأ التصعيد النقابي ، الحكومة( تُدعمم ) ووزير التربية ضحية (الوجيه وشمسان ) والقانون لا يحمي المغفلين ، بعدها الوزراء الثلاثة يجتمعون بالنقابات والنتيجة بشارة بمولود لكن ( ميت وسيأتي خلال عام 2014م و ( يا حمار لا تموت قد تلمنا شعير ) يخرج الاتفاق بان الحقوق ستأتي كاملة خلال عام 2014م باستثناء علاوة يتيمة لشهر ديسمبر 2013م تضاف على الراتب ( والأعمار بيد الله )..

نقابة المعلمين ( أم النقابات ) المحسوبة اصلاح ومعها النقابة الوطنية (المنشقة ) من نقابة المهن التربوية المؤتمرية ونقابة المهن التعليمية الاشتراكية تصدر بيان بالاتفاق السابق مع الحكومة وتدعو لرفع الإضراب ..
نقابة المهن التربوية المؤتمرية ترفض الاتفاق وتدعو للإضراب بل والتواصل مع مدراء المدرسة بالتعطيل الشامل وليس الإضراب ومعها نقابة المهن التعليمية الاشتراكية والتي تبرأ إلى الله من الختم المنسوب إليها في بيان نقابة المعلمين وتؤكد على أن ذلك الختم ضاع وهو ابن عامين عام 2007م بل وتعلق عضوية الشخص الذي حضر الاتفاق مع الحكومة وأن هناك ختم جديد يا (عالم )..

حقيقة العمل النقابي تحكمه العشوائية والتخبط والصيد الحرام في الميدان الحرام بل تنعدم لغة التفاهم بين تلك النقابات بل وإن الشك والتوجس سيد الموقف وهو( الشيخ النجدي) الحاضر دائما في اجتماع النقابات ..أين النقابات إلى اليوم ومنذ العام الماضي ولا تتابع الحكومة فيما تم الاتفاق عليه والتواصل الدوري مع المعلم أولا بأول في كل المدارس وليس في بعضها .....آآآآلآن وفي ظل الوضع السيئ الذي تمر البلاد اشتغلت الماكينة النقابية وبهذا القلب الوطني الذي يشفق على المعلم وينسى الوطنية.. آآآلآن النقابات تريد البنك المركزي ذلك الشاة العجفاء أن يدر حقوقا دافئة في هذا الشتاء اليمني الجاف والبارد والقاتل بعد أن حلبه السابقون وأجهز عليه بعض اللاحقون في نثريات وبدل [ سفر ومواصلات واحتفالات ومهاترات وجلسات...] ..
لكم كان العمل النقابي التربوي قبل عام 2011م ذو نكهة انسانية ومذاق وطني وذلك حينما كان هناك معارضة سوية ليست مشوهة نصفها من الإنس والأخر من الجن وكانت الحقوق تنتزع انتزاعا ولها ( لون ورائحة وطعم ) وأسألوا نقيب المعلمين الرجل الحر والتربوي القدير الأستاذ / أحمد الرباحي.. وليست كاليوم تهافت ومكر وتخاذل ومتابعة فصلية لأغراض حزبية في الأساس إلا ما رحم ربك ..