الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٧ صباحاً

شعب الله المنحوس..!

موسى العيزقي
الخميس ، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
وكأن النحس بات ملازماً لنا نحن اليمنيين.. وكأنه يمني الجنس والأصل والهوية.. وكأننا منحوسون بالفطرة.. مئات المنحوسين اليمنيين يسقطون يومياً قتلى وجرحى ولأسباب مختلفة باختلاف الزمان المكان.. خلاف شخصي .. نزاع قبلي..

حوادث سير.. صراع طائفي.. صراع سياسي.. خلاف عائلي.. وهكذا تعددت الأسباب والموت واحدُ..!

شيء مؤسف بجد أن تـُهدر كرامة الإنسان، وتهان آدميته، ويسقط دمه، وتزهق روحه، وهو الذي قال الرسول عنه : لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم أمرئ مسلم.

والمؤسف أيضاً أن مئات الضحايا في بلادنا يسقطون أمام مرأى ومسمع من الحكومة وفي وضح النهار ولم تحرك وأجهزتها المعنية ساكناً.. فيما القتلة يتجولون في الشوارع بحرية تامة بينما تقف الحكومة مكتوفة الأيادي عاجزة عن فعل أي شيء.. وهي بذلك تكرر أخطاء سابقاتها من الحكومات .. بحيث تكتفي بالتوجيه بتشكيل لجان للتحقيق أو لجان للتوسط بين طرفين متنازعين مثلما هو الحال مع المواجهات الدامية التي تشهدها منطقة “ دماج” بمحافظة صعدة بين الحوثيين والسلفيين..

والتي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى من الطرفين، وتشريد الآلاف من الأطفال والنساء الأبرياء..
كذلك النزول بحملات أمنية في أوقات نادرة لملاحقة السلاح والمسلحين والذي نأمل كما يأمل كثيرون بأن تستمر هذه الحملات على مدار اليوم والأسبوع والشهر والعام .. لا أن تنشط فقط عقب حدوث جرائم من العيار الثقيل، تهز المجتمع كما هو حال محافظة إب التي لا تشهد حملات أمنية إلا عندما تحدث عملية قتل كبيرة..

إن ضعف أداء الحكومة وهوانها وعجزها عن القيام بدورها في حفظ الأمن وتوفير الحاجات الأساسية للمواطنين سبب رئيس وراء الانفلات الذي نعيشه في الوقت الحالي، وارتفاع معدل الجريمة ، وتشجيع المخربين وأعداء التغيير على التمادي في فسادهم وإجرامهم ، فلم يألوا جهداً في تخريب المنشآت الهامة والحيوية، ومصالح المواطنين، وإلحاق الضرر الكبير بها كضرب أبراج الكهرباء وتفجير آبار النفط.. والتقطعات لشاحنات النفط والغاز .. في محاولة بائسة ويائسة لإعادة عجلة التغيير إلى الوراء..

إننا كيمنيين نعاني الأمرين.. جراء الأوضاع المعيشة الصعبة والمتردية.. بل لن أكون مبالغاً لو قلتُ إننا في ظل العيش في الوضع الراهن نعاني من ما يمكن وصفه بما يشبه الموت البطيء..