الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٨ صباحاً

مملكة حميد الدين وجمهورية قليل الدين

عبد الخالق عطشان
الجمعة ، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
عقودٌ من الزمن وحكامنا الجمهوريون يجلدون بيت حميد الدين ويُسمع صوت سياطهم جليا في 26 سبتمبر من كل عام ، وفي كل مناسبة وطنية يُلصِق هؤلاء الحكام اسباب فشلهم بالعهد الكهنوتي لبيت حميد الدين الذين ورَّثوا الجهل والفقر والمرض حسب خطاب حكامنا الجمهوريين فما الذي ورِثه الشعب الجمهوري من الحكام الجمهوريين ، وما من شك أن لكل نظام حُكمٍ محاسنه ومساوئه لكن من غير المعقول أن تظل مساوئ بيت حميد الدين ذريعةً يتذرع بها حكامنا الجمهوريون ويرجعون إليها قصورهم وفشلهم..

لأكثر من خمسين عاما في شمال اليمن فقط وحكامنا الجمهوريين لا يصعدون إلى كرسي الحكم إلا على سُلم الاغتيالات والانقلابات فخمسة رؤساء كلٌ يطيح بمن سبقه وسادسهم حملته أعناق شباب ثورة فبراير وجرت بمركبه دماؤهم ليطير إلى كرسي الحكم ببساط الثورة لا المبادرة ..

على الرغم من المساوئ التي طالت حكم بيت حميد الدين لا شخوصهم وأنهم ذبحوا كل من ثار عليهم في كل ساحة إلا أن من خَلفهم من الجمهوريين كان لهم شرف السبق في قنص [أبي الأحرار] ومما يحسب لبيت حميد الدين أنهم على قدر من العلم والدين ويكفي أن دماء مواطنيهم كان لهم حرمة وعصمة ، وإِن سَفك بعضها بيت حميد الدين( ظلما ) لأنهم ثاروا عليهم فذلك راجع إلى ولايتهم لأمرهم ونظرتهم على أنهم خارجين عليهم ووجب قتالهم وهنا – لن نبرؤهم من دمائهم ولا نمنحهم الحق في ذلك – وهم مسؤلون عنها عند ربهم ومع ذلك فدم المواطن له حرمة وقداسة حاول بيت حميد الدين صونها فما كان هناك تقطعٌ ولا اختطافات ولا اغتيالات لا بالحمير ولا بــ (المُترات )..

الجمهورية أسقطت بيت حميد الدين فجاء بعدهم بيت ( قليل الدين ) وتجلى هذا البيت منذ ثلاثة عقود حينما ورِث الأرض والشعب وما كان له حظٌ من علم ولا دين إلا مارحم ربك فجثموا على صدر الوطن طيلة تلك الفترة باسم ديمقراطية زائفة وحاولوا إرساء مبدأ التداول الدموي للسلطة ، اكتشفوا حقول النفط و حفروا آباره وكلما حفروا بئرا ازدادوا غنا وازداد الشعب فقرا واكتوى الشعب بلهيب تلك الآبار بينما حكامنا من بيت ( قليل الدين ) اهتدوا بتلك النار إلى كل طريق يقودهم إلى الثراء الفاحش وكلما ازداد المانحين مِنحا أزداد الشعب مِحنةً وجهلا وبلاء ونحوا بالشعب نحو الأمية بدلا عن محوها ، يتشدق بيت قليل الدين ببناء [ سدٍ ] بينما أقاموا سدودا بينهم وبين شعبهم وضربوا بينهم بسورٌ ظاهرة الرحمة وباطنه العذاب ، صمّ آذاننا هذا البيت بالوحدة ولما سقطوا أعانوا كل مرتد عن وطنيته ووحدته وكل باغ خرج اليوم على ولي أمره ، بنوا المدارس وعند الحاجة اتخذوها متارس وجعلوا الجهل مديرا عليها ، أقاموا الكهرباء ولما رُحّلِوا أرادوا جعلها في رِحالهم ولما عجِزوا ( خبطوها ) واتخذوها للشعب عناء ..

قُتل رجل في عهد بيت حميد الدين عند شجرة فرُبطت الشجرة حتى جاء القاتل واعترف بجرمه و اليوم القتل أضحى أمرا اعتياديا وعلى الرغم من وجود الشجرة اليوم والقرائن والشواهد التي تدل على القاتل إلا أن العجز غلب الحزم ومن قلّ دينه قلت وطنيته وضعفت ولايته واهتزت ارادته وضاعت هيبته وانفض انصاره وكثر أعداؤه ولو ادعى الدين وتسمى به ولقد أصبحت قلة الدين تصحب الحوثي والإنفصالي واليميني واليساري و الحاكم والمحكوم والرئيس الانتقالي والمخلوع.