السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢١ صباحاً

وانتصرنا ياوطن..!

خالد الصرابي
الأحد ، ٠١ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
لن اقول ربما ولكن حقيقة نيران الفتنة المشتعلة في ربوع وطنا الحبيب مؤلمة للغاية .فكم نتمنى تلك اللحظة التي تسكن فيها عاصفة الشر الهايجة في نفوس من نجزم القول على انهم فقدوا السيطرة الفكرية والتوازن النفسي وذبلت ضمائرهم كاغصان الشجر ألمجتثة جذورها, وذلك من خلال استنكار المنطق نفسه لما يقدمون عليها من افعال تشير بكل مدلولاتها الى استبدال الخير المفعم بنور الايمان بفقدان تام للوعي بكينونته والادراك المبدئي لمعاني الانسسانية .نحن شعب مسالم هكذا يصفنا التاريخ حتى وان سبق لفتيل الفتنة العديد من الاشتعالات المتفرقة لكن نيرانها سرعان ما تنخمد وننتصر دوما بالحب والوئام وروح التسامح والسلام بيننا .منذ الازل ونحن مسلحون بكل شيء وفي جميع المجالات حتى قطع السلاح النارية التي تتكاثر بشكل يقلق العالم لكن ماتؤكده التقارير والاحصائيات هو وجودنا في خانة النسبة الاقل لمعدل الجريمة على المستوى العام .نفخر دوما بتكوبناتنا كمجتمع اصيل يمتزج افراده كاسره واحده وبابتسامتنا الترحابية والمعروفة عالميا رغم البساطة وشحة الامكانيات الا انها رمز يعبر عن مدى قناعة النفس ورضاها بما قسم لها من الرزق.. في حاضرنا ليس امامنا سوى هدف واحد هو بناء الوطن واعمار ما تلفته اعاصير الازمات وصراعات اثار الاحقاد المتبقية .ما يتطلبه منا ذلك المسار هو الاتجاه نحوه بكل ما فينا من هوية وطنية اذ لابد ان ننتصرعلى جوانب السلب الساعية الى تعتيم اجواء يمنا وتدنيس تربة ارضها الطهور لنبقى كما عهدنا الزمان - فرسان في وجه العداء ,وعشاق للسلام- . لقد اسعدني خبر اقتراب زواج الشاب اليمني –عرفات- بالفتاة السعودية –هدى- في الشكل يبقى مجرد حدث بسيط لكن ما عكسه من معاني تكمن في انتصار الحب هنا في ارض اليمن كمضمون لركضنا الدائم خلف نشرالحب والسلام في كل مكان وزمان .لقد تجسدت روعة تلك الحقائق من خلال من تلك الحشود الجماهيرية التي خرجت تهتف بتأييد حار لهذين الشابين وقد ارتسمت على وجوه المجاميع الغفيرة ملامح السعادة الصارخة بصوت ملئ هذا الكون بان بلدنا ستبقى موطن الخير والمحبة والسلام .عزز ذلك تبرعات المواطنين لبناء عش زوجي سعيد امام عرفات وهدى المنهكين عقب قضية تسارعت معها نبضات القلب خوفا من المجهول الا ان موقف ابنا شعبنا الذي لم يكن بالشيء الجديد كونه جزء من سلوكياتنا المعتادة كفعل اشتبكت فيه الايادي في وقت ما احوجنا الى لملمة شمل الصف الواحد قد اثلج الصدر واعاد له امل التكاتف الوطني الذي سيبدد معه ظلام الفتن والتناحر واراقة الدماء البريئة لنكون قد جنبنا انفسنا من غضب الخالق عز وجل ..فمما لاشك ان الفروقات شاسعة بين ما قد نجنيه من الانصياع خلف نزوات الفتن الشيطانية ,وتنصيب راية الحب الخفاقة دوما بالتقدم والازدهار والمرددة لنشيد السلام .فليس ثمة نصرا ينتظرنا خلال احتسابنا اعداء لبعض بالقدر الذي يعد تلاحمنا وافشاء الحب والسلام فيمابيننا هو النصر الحقيقي لنا ثم لمن تجرع معنا خلال سنوات الحقد والصراع الهدام مرارة العناء"الوطن"لنمضي بخطى واثبة مرددينها بصوت عال"وانتصرنا ياوطن"..