الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٦ مساءً

هذا ماستجنوه بالتمديد لهادي!!!

علي منصور
الثلاثاء ، ٠٣ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٣٠ صباحاً
المثل يقول الجواب (المكتوب او الرسالة) باين من عنوانه ... ومثل آخر "ما يجرِب المجرَب إلا احمق" ... وخلال سنتين من حكم الرئيس هادي بانت لنا الكثير والكثير من صفاته وسجاياه ... فهو والحق يقال اسم على مسمى ... هادي جداً ومسالم جداً وضعيف جداً، ويبدوا انه رئيس على نفسه فقط ولا تتعدى اوامره ونواهيه الحرس الذين حوله... فالبلد بفضل الفراغ الذي خلقه اصبحت ذات رئاسات عديدة مبعثرة... شي عند الزعيم ومؤتمره وشي عند حميد واخوته وشي عند علي محسن وعسكره وشي عند الحوثي وعصابته وشي عند الحراك وحراكيشه وشي عند مشايخ الشؤم المرتزقة، وشي وشويات عند الاصلاح ومن والاه وشي عند الاشتراكي وزمرته، ووصله مع القاعدة ومجرميها... المهم ، اصبح عندنا زفة طويلة عريضة من الرؤساء والزعامات والأحزاب والحركات والسكنات؟؟؟ صحيح ان هؤلاء كلهم كانوا رئآسات وزعامات وقيادات صغيرة ومتوسطة وكبيرة ايام صالح... إلا ان حسها كان واطي... وفين وفين لما يطلع لها حس... ولم تكن تصل بهم الامور ابداً الى اعلان الحروب كما هو حاصل الآن بين الحوثي وحاشد في وادي دنان وحرض وكتاف أو في دماج... او الاستيلاء على مدن كما حدث في رداع أو الهجوم على قيادات مناطق عسكرية كما في المكلا. يعني باختصار اول مشكلة في هادي انه ماقدر يملاء الكرسي... يعني اوجد فراغ سمح لهذه القوى التي ذكرتها بالتضخم.... فإذا استمر هادي كمان سنتين فيعلم الله كم عاد باتتضخم وكم بايفرخ لنا من زعامات ورئاسات وقيادات ومراكز قوى جديدة؟؟؟

واضح ان هادي انسان مسالم يبحث عن السلامة ولا يريد ان يصطدم بأحد...ويعتبر ان اي مشكلة أو صراع في البلد ليس إلا "محاولة لجر الدولة لمعارك جانبية"، يافخامة الرئيس الدولة لا تجر وإنما مفروض انها تجرجر الناس، وبعدين فين هذه المعركة الكبرى التي تخوضها والتي يريد الناس يجرونك بعيداً عنها.... لا شفنا لاغبارها ولا دخانها... ثم أن الصدام اصلاً سنة الحياه (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة) وهو امر حتمي بالنسبة لرئيس جمهورية، لأن هناك دائماً من يتغولون على الصالح العام ممن يجب عليه ردعهم وايقافهم عند حدهم. كما ان حب السلامة ربما يصلح لدرويش متصوف لكنه لايصلح لرؤساء اختارهم الناس لحماية حقوقهم ومصالحهم والذود عنها وخوض المعارك من اجلها.... معارك من اجل الحصول على حقنا في حياه كريمة آمنه مستقرة ... لكن يبدوا أن حب هادي للسلامة هو من النوع الشديد الذي فل من عزيمته واغراه بالتقاعس ، كما قال الشاعر:

حـبُّ الـسلامةِ يـثني عزم صاحبهِ *** عـن المعالي ويغري المرء بالكسلِ
واستسلام هادي لهذا الطبع الضعيف المحب للسلامة معناه أن التمديد له سيكون كارثه لأننا لن نحصل إلا على المزيد مما نالنا منه في السنتين الماضيتين من خراب وتخريب، كان هو سببه ولو بشكل غير مباشر. ولهذا فالأنسب لهادي المحب للسلامة أن يجنح للاعتزال كما نصح شاعرنا:
فـإن جـنحتَ إلـيه فاتخذ نفقاً *** فـي الأرض أو سلماً في الجوِّ فاعتزلِ
وواضح من اعتزال هادي للمقايل العامة واقتصار تخزيناته على سكرتيره الخاص وواحد او اثنين من الأهل انه قد عمل بنصيحة شاعرنا فاعتزل في طيرمانة القات في الجو. والمطلوب ان يواصل هذا الاعتزال ولا يفكر في فترة ثانية.

هادي انسان بسيط وغلبان وعلى قد حاله كما تبين لنا من مقابلته الصحفية مع وكالة شينخوا الصينية. فالساذج فقط هو الذي يمكنه أن يتصور ان صاحب تلك المقابلة يمكن أن تكون لديه رؤية أو قدرة للخروج بالبلد من مآزقها وكوارثها المتتالية. اذن بالتأكيد لن تزيد الامور إلا سوءاً فيما لو استمر لسنتين اضافيتين.

وفوق هذا وذاك فإنه ليس صاحب قرار، ولهذا عجز عن استغلال التفويض الشعبي والدعم الدولي له للخروج بنا من هذه الأزمة. لو شخص آخر معه كل هذا الدعم الشعبي والدولي كان قد وقف كل واحد عند حده.... لكنه خضع للمساومات والتنازلات... وحاول يشتري راحة البال بالفلوس... حتى مخربي الكهرباء والنفط ماحب يواجههم وفضل يصرف لهم "بدل تفجير"... والأهم عنده انه شادد حقه الكرسي ورابط له عرض العم اوباما والصديق بن عمر... وبقية المسائل والمهام مش مهم.

هادي مرمط الدولة وبهدلها ، تركها ملطشة للخارج والداخل، لم يستطع حماية شيئ سوى نفسه، هوجمت وتهاجم منشآت الكهرباء والنفط ولم يحرك ساكن، جرى اغتيال الضباط ورجال الأمن والاعتداء على المعسكرات ولم يستطع حمايتها، فقدنا كمواطنين امننا، اختطفوا النساء ورجال الأعمال والجنود و...، حول الدوله في دماج من الطرف صاحب الشرعية في حسم الامور الى وسيط بين المتقاتلين ... كما لو كان القتال يجري في مقديشو ، طردت المملكة عشرات آلاف المغتربين اليمنيين في الوقت الذي استثنت فيه السوريين لأن بلدهم في حالة حرب ولم تستثني اليمن ولم نسمع لهادي حتى تصريح او مناشده للسعوديين. جيش طويل عريض من خمسمأة الف او يزيد ... لماذا لا يحركه لحماية المنشآت وفرض هيبة الدولة؟؟؟ والحجة انهم (ولا ادري من هم) يريدون أن يجرجروه لمعارك جانبية... يرحم قتلاك في المعركة الأساسية!!!

حتى الفساد الذي نخر في هذا البلد 33 سنه والذي توهمنا انه سينتهي ... زاد في عهد هادي ولم نسمع منه إلا كل التشجيع لهذه الحكومة التي خاطبها ذات مرة بما معناه لاعليكم لأن 33 سنه من حكومات صالح لم تنجز شيئاً !!! مصدراً لها بهذا التصريح شيكاً على بياض لتسرح وتمرح... فخرج علينا من جناحها "الاصلاحي" ثنائي الفساد سميع-السعدي الذين قادا فساداً لم يسبق له مثيل يوشك ان يفلس بالدولة... فلا حول ولا قوة إلا بالله... هذه الحكومة التي اعتبر اليمنيون أن رئيسها ليس سوى صبي عند حميد كان مصيرها الحتمي الفشل ... وهي تحظى وتتمتع ، ولأول مرة في التاريخ الحديث لليمن، بإجماع شعبي منقطع النظير على أنها اشد الحكومات فساداً وأكثرها فشلاً ... وبإمتياز. وهذا ليس فقط رأي الناس بل أيضاً رأي كل رعاة المبادرة ... فهم أيضاً مجمعون على فشلها وغير راضين عن أدائها.

تصرفات ومواقف ليس لها تفسير. بل واصبحت تثير لدينا تساؤلات فيما اذا كان هادي يقوم بمالايقوم به لتخريب البلد... هل كان من البداية يهدف لهذا الإنهيار من اجل ان نقول له "كمل جميلك" كما يقولون الآن للسيسي في مصر؟ ام انه يخطط لما هو ابعد من ذلك ويريد تخريب البلد لكي ننشغل في الشمال بمشاكلنا وتتفكك البلد ويسهل انفصال الجنوب؟ ؟ هل هل هل ؟؟؟؟

الخلاصة، نمدد لهادي على ايش ؟ من شان سنتين من نفس هذه الفوضى؟ ام ماذا؟ لا تقولوا لنا اننا سنقع في فوضى اكبر إذا لم نمدد له... لأننا شبعنا من هذا النوع من الابتزاز، ولا تقولوا لنا ان هادي هو الأنسب للمرحلة فهذا يترك للصناديق؟؟ اليمن بعد سنتين تمديد لهادي سيكون بلداً ممزقاً مصوملاً "حارة كل من ايده له"...