السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٧ صباحاً

وهل بقى ما هو مكتوم في العلاقات السعودية – الاسرائيلية ؟!

جميل ظاهري
الثلاثاء ، ٠٣ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
امتداح"ابراهام هاليفي" الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الصهيونية "الموساد" المعروف بعدائه الشديد للعرب والمسلمين ، السياسة السعودية تجاه الشرق الأوسط والكشف عن عمق التعاون السعودي مع الاحتلال الاسرائيلي منذ نشأته على أرض فلسطين المغتصبة وحتى يومنا هذا لما يحقق من مصلحة الطرفين !!.

وأكد "هاليفي" بأن سياسة السعودية تجاه "إسرائيل" لم تكن في يوم من الايام سيئة أبداً بل على العكس فقد ساعدت على قيام وتأسيس وتثبيت "دولة اسرائيل" على أرض فلسطين؛ مضيفاً "السعوديون لم يساعدوا أهل فلسطين بأي شكل طوال الفترة الماضية لا بالمساعدات المالية رغم أموالهم الكثيرة أو بمساعدات عسكرية معتبرة".

وكشف المسؤول الاستخباراتي الصهيوني عن وجود تحاور بين السعودية وكيانه المحتل منذ القدم فقد قدم الملك عبد العزيز بن سعود وكبار مستشاريه الكثير للقيادات الاسرائيلية، وأن بن غوريون أبلغ "حافظ" و"هبة" مستشارا الملك في ثلاثينيات القرن الماضي أن السعودية يجب أن تقود المصالحة بين العرب واليهود!!.

وأضاف "هاليفي" بالقول: خطط سلام السعودية المتعاقبة والتي توجٌت بالمبادرة العربية لولي العهد والذي أصبح الملك عبد الله والتي تروج لتسوية نهائية بين العرب واليهود لا تحتوي على ذكر للاجئين الفلسطينيين على الاطلاق".

كما كشف رئيس جهاز الموساد السابق أن أميرين من العائلة المالكة تم علاجهما في كيان الاحتلال خلال القرن الماضي وهم الملك السعودي فهد بن عبد العزيز والأمير منصور أول وزير دفاع للسعودية.

وجاءت هذه التصريحات متناغمة ومتسقة مع ما قاله الأمير السعودي "النصف لبناني" الوليد بن طلال في حديثه مع الصحافي الأميركي الاسرائيلي الشهير "جيفري هيلدبرغ" لشبكة "بلومبيرغ" الاقتصادية من مقر إقامته في فندقه الخاص "فور سيزن" في شيكاغو بالولايات المتحدة، حيث قال: أن إيران عدوتنا وليس "إسرائيل" .

وأكد "الوليد" على حقيقة أفكاره الطائفية الخطيرة ودوره في أشعال حربها حيث اضاف بالقول: إن "المسلمين السنة في العالم العربي يقفون وراء "إسرائيل" ويدعمون أي هجوم تقوم به على إيران لتدمير برنامجها النووي، ولو أنهم لا يصرحون بذلك علناً"؛ وهذا ما يتنافى و محاضرات خالته الوزيرة اللبنانية السابقة "ليلى الصلح" التي ترأس مؤسسته «الانسانية» والذي لا يكاد يمر يوم من دون أن تحاضر عن مساوئ الطائفية وعيوبها !!.

وتابع هذا الامير السعودي الذي واجه مؤخراً فضيحة اخلاقية تتعلق بعلاقته مع المغنية الكندية "سيلين ديون" قبل ان تتطلق من زوجها السوري الاصل !، في حديث دون خجل أو استحياء ل"بلومبيرغ" قائلا: "ليس هناك ثقة بإدارة أوباما ونحن "وإسرائيل" ودول أخرى في الشرق الأوسط نشعر بالقلق جراء الصفقة الإيرانية ـ الأميركية بشأن البرنامج النووي"

وهاجم "الوليد بن طلال" الذي سُوّق يوماً ما لتولي رئاسة الحكومة اللبنانية !، الرئيس الأميركي "باراك أوباما" بعنف شديد على تردّده تجاه سوريا، وتخاذله أمام ايران؛ مما دفع الصحافي الأميركي الاسرائيلي "هيلدبيرغ" الى وصف الأمير السعودي، بأنه "إسرائيلي ويهودي أكثر من نتنياهو"، حين أشار إلى أن ما قاله له عن التعاطف مع إسرائيل"يجعل حتى بينيامين نتياهو يخجل منه"!!.

وتقول صحيفة"جوريزالم بوست" الإسرائيلية أن للامير السعودي الوليد بن طلال وهو شريك رجل الأعمال اليهودي ـ الصهيوني "روبرت مردوخ"، بارون صناعة الاعلام في العالم، الذي كان تبرع مؤخرا لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" بمبلغ مئة مليون دولار لتغطية نفقات برنامجها الخاص بسوريا والتشهير بالنظام السوري؛ يد طولى في دعم المجموعات المتطرفة المسلحة في سوريا بغية اسقاط نظام الاسد هناك وذلك عبر أصدقائه وقنواته اللبنانية في فريق (14) آذار .

وقال الأمير السعودي "الوليد" ما لا يستطيع أن يقوله المسؤولون السعوديون جهارة بخصوص نتائج اتفاق جنيف النووي بين طهران ودول مجموعة "5+1" والصفقة الايرانية - الأميركية ووجّه انتقادات لاذعة الى الرئيس الأميركي واعتبره أنه "أصبح لعبة في يد إيران"؛ مضيفاً: "نحن وإسرائيل معنيون بهذه المسألة وقلقون منها (...) القادة في إسرائيل كما هو حال القادة في السعودية، يتوجّسون من تنامي انحياز أوباما لإيران، بحيث يحتاج إلى أسابيع قليلة ويعلن موافقته على السماح لها بصناعة القنبلة النووية"!!.

ونصح "الوليد" كيان الاحتلال الاسرائيلي التعجيل والاسراع فيما سماه ب "عملية السلام" مع الفلسطينيين "لأن ذلك سيساعدنا في عزل إيران واسقاط النظام في سوريا وإضعاف حزب الله" – حسب قوله.

كما كشف عن الدور السعودي الاساسي والمرتكز في تغذية وتمويل الصراع والحرب القائمة في سوريا عبر دعم المجموعات الارهابية المسلحة بكل انواع واشكال الدعم المالي والتسليحي وتجنيد الافراد، جيث قال: "أن الرياض زادت من وتيرة إمدادات الأسلحة والتدريب للمعارضة السورية، لكنها لا تستطيع أن تقدم معونات تقارن بما يمكن أن تقدمه قوة عظمى"..

وفي هذا الاطار كشفت مذكرة سرية لجهاز الاستخبارات الاميركية "سي آي أيه" خلال عهد الرئيس "بيل كلينتون" عن تواصل العلاقات والتعاون الوثيق بين الرياض وتل ابيب معتبرة أن "سياسة حماية إسرائيل وإبقائها قوية يمكن ترسيخهما بوجود النظام السعودي" – حسبما كشفته "ويكيليكس".

وتقول المذكرة، بأنه بعد نشأة "إسرائيل" وبروز تيارات فكرية قومية وراديكالية في المنطقة، أصبح النظام السعودي هاماً بدرجة كبيرة لقمع طموحات هذه القوى لأنها كانت تهدّد أمن ومستقبل "إسرائيل". كاشفة أن النظام السعودي هو الذي زوّد "إسرائيل" بالخطط المالية والتنسيق في إطار مشاريع مشتركة، سواء داخل أو خارج السوق الشرق أوسطية.

فيما يلفت الملحق المضاف الى المذكرة إلى المكاسب المادية والإستراتيجية والمصالح، بما يشمل، سيطرة اسرائيل على ست جزر سعودية في البحر الأحمر، وتبادل المعلومات حول المعارضة السعودية والحركات الاسلامية داخل المناطق المحتلّة وخارجها.

وتضيف الوثيقة من أن العلاقات بين آل سعود والكيان الاسرائيلي قوية جداً تجعل الطرفين يخططان لقلب نظام الحكم في سوريا، وهي خطط مازالت قائمة وقيد التنفيذ هذه الايام حيث تعاني سوريا من الارهاب السعودي – الاسرائيلي .