الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٤ مساءً

انتبهوا لمخرجات الحوار من الدراجات

عارف الدوش
الاربعاء ، ٠٤ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
ليس تحريضاً ضد الدراجات النارية وسائقيها وراكبيها فأغلبهم وهم كثر يعملون بجد وتفانٍ وكد يعرقون ويتعبون ويأكلون لقمتهم بعرق جبينهم ويعولون أسراً بدخل الدراجات النارية ويصابون بفجائع لا أول ولا آخر لها يتكسرون وتتحطم آمالهم عند أو صدمة من سيارة فارهة يركبها متعجرفون كباراً وصغاراً ويحتشي داخلها مرافقون شعث غبر يتلثمون كالنساء حتى لا يعرفهم أحد من منا لا يشاهد سائقي الدراجات النارية في شوارع المدن صنعاء وتعز والحديدة وعدن وحضرموت وفي مختلف مناطق اليمن بائسين متعبين يلتحفون اشعة الشمس ويتدثرون بصرير برد الشتاء مثلهم مثل غالبية أبناء الشعب اليمني المكافح الذين كلما هبوا في ثورة وقدموا دماءهم زكية طاهرة خدعتهم نخبهم من خلال تهجينها لأحلامهم.

الدراجات النارية هي نفس فكرة وتخطيط وتنفيذ الهيلوكسات التي اغتال سائقوها وراكبوها في مرحلة التسعينيات نجوما مضيئة من كوادر الحزب الاشتراكي اليمني فقط لأن هذا الحزب كان ينادي بخروج المعسكرات من العاصمة والمدن الرئيسية ويطالب بدولة المواطنة المتساوية ويكافح من أجل الفقراء والكادحين باعتباره نفذ أول تجربة في المنطقة العربية تنحاز للفقراء والمتعبين وإن شابتها الأخطاء ودمرتها العصبيات والتآمر المحيط بها من الشمال والخليج ودول العالم الرأسمالي المتوحش فقد جلد الاشتراكيون انفسهم بما فيه الكفاية ولا زالت بعض النخب تجلد قادتهم حتى اليوم بلا هوادة وتحملهم كل الهزائم والانتكاسات وتنسى الجلادين والمفسدين واللصوص وسارقي أقوات الناس والقتلة وقاطعي الطريق والخاطفين والمعتدين على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط ومن أوصل البلاد والعباد إلى ما نحن فيه.

ما علينا فلست هنا مدافعاً عن الاشتراكي وقادته فله صحفه ووسائل إعلامه وإن كان يستحق الدفاع فقد ظلم كثيراً وضرب ونهب كثيراً وأقصي أعضاؤه وكوادره بعد أن جرى اغتيال كوكبة منهم عام93م قبيل حرب صيف 94م الملعونة وجرى استكمال التعامل معه ومع دولته التي ظل يحكمها أكثر من 25عاماً كغنيمة بحرب 94م وحتى اليوم وتوجت اغتيالات اعضائه وقياداته باغتيال أحد أبرز قيادته ومهندس اللقاء المشترك المفكر والمثقف القائد الفذ الشهيد الرفيق جار الله عمر.

بعد ما علينا لابد من التنبيه والتحذير، وهو واجب الكتاب والصحفيين لعل وعسى وهم هنا وأنا واحد منهم لا نلطم الخدود ولا نضرب كفاً بكف ولا نكتب طلاسم غير مفهومة، فالدراجات النارية في 2013م هي نسخة مصغرة من هيلوكسات 93م فمعد السيناريو والمخرج واحد وإن اختلفت الوسيلة أو جرى تطويرها من الهيلوكس إلى الدراجة النارية الخفيفة التي تستطيع الاختفاء عن الأنظار سريعا لصغرها وقدرتها على المرور في أماكن ضيقة والاختباء سريعاً.

علينا أن لا نأخذ كل الناس بجريرة المجرمين فليس كل اصحاب الدراجات النارية قتلة ومجرمين كما كانوا بالأمس ليس كل سائقي الهيلوكسات قتلة ومجرمين، فلدينا تجارب سابقة وسمات معروفة وعلى اجهزة الأمن ورجالها الأفذاذ الذين يستأسدون في أذية البسطاء والمساكين الذين تدفعهم ظروفهم إلى الصراخ في وجوه الظلمة والفاسدين وآكلي السحت والمال الحرام ولا يحركون ساكناً تجاه القتلة والمجرمين وهم معروفون وظاهرون للعيان ونقول للقيادات العسكرية والأمنية عليكم أن تتحملوا مسؤولياتكم بجدارة وأن تقفوا وتعلنوا للشعب من هم المجرمون الذين يريدون الإطاحة بأحلام الشعب في الثورة والتغيير.

قفوا يا من تمثلون النخب المثقفة والسياسية مع الشعب وسيقف معكم وسيكون القاضي العادل الذي سيحكم على كل مجرم حكمه العادل ونقول للنخب "لا تستعبطوا" هذا الشعب المغلوب على أمره فعليكم الإشارة بوضوح والتصريح بدلاً عن التلميح ولا تمارسوا التضليل وادعاء البطولات واستنطاق المبادىء المحنطة غير الواقعية لاستهداف المناضلين بحملات شرسة وترك القتلة يسرحون ويمرحون كمن يغطون على عين الشمس بغربال ..

صحيح النقد مطلوب وضروري لتقييم الاعوجاج ولكنه ليس مقدماً على مواجهة القتل والاغتيالات واستهداف أحلام الناس ولن تكونوا أيها النخب المتصارعون الآكلون لحوم بعضكم البعض أفضل من الذين قدموا أرواحهم من أجل الوطن في السابق واللاحق منذ ثلاثينيات القرن العشرين الماضي حتى اليوم ولا يتسع الحيز هنا لسردهم فهم كثر.

الاغتيالات سمة من سمات عهد ولّى إلى غير رجعة فمن الاغتيالات بالرصاص إلى الاغتيالات بالسيارات وبالسم إلى الاغتيالات بالهيلوكسات إلى أن وصل الأمر إلى الاغتيالات بالدراجات النارية، فمعد السيناريو والمخرج واحد والشعب يعرف من هم القتلة وإن تم التستر والأمنية لاعتبارات توافقية أو لتصفية حسابات سياسية اعتقاداً منها أن ذلك سيجعلها في مأمن أو يساعد على إضعاف الخصوم فقد تم اضعاف الاشتراكي بعد الوحدة ومحاولة تدميره بحرب صيف 94م فماذا كانت النتيجة اعتبروا يا أولوا السياسة " المرتكسه " فلا تصنعوا هزائمكم بأيديكم، فالصمت عار على رأي الدكتور عبدالعزيز المقالح .

وأخيراً: لوا كل واحد منكم قالها بوضوح وحددتم المجرمين المستفيدين من الاغتيالات لما تجرأوا على تحدي الشعب، وثقوا بالشعب أن الشعب جيش لا يذل.. عاش الشعب، عاش الشعب.. ورحم الله الفضول عبدالله عبدالوهاب نعمان والرحمة للشهداء الأحرار.