الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٩ صباحاً

سؤال محير

خالد الصرابي
الجمعة ، ٠٦ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
قد اتوقع العديد من الاسئلة التي قد توجه الي في يوم ما ,وهو الحال نفسه بالنسبة لكل شخص فينا , وقد نتمكن من الرد عليها اوحتى الغالبية منها ..لكن سؤال قد يوجه ولم يكن قط في الحسبان .بالطبع ليس ضعف اوعجز امام الاجابة عليه فهوا يبدوا من الناحية المنطقية سهل للغاية كونه جانب انتمائي تدركه عامة البشر المجزاة في كل رقعة من سطح الارض .لكن الحيرة فيه هي البداية ومن اين ستكون ففي اتجاهه ستتوارد الى الذهن كل الخواطر والمشاعر الجياشة والوان النمق الشعري المتعددة وخاصة نحن اليمنيون السباقون والمتميزون في الغزل الوطني مع ان ذلك السؤال يشوبه نوع من الاحتراف الذي لايطفوا دائما على السطح لبلوغ عمقه الشاهق خلف ركامات كل الاحاسيس الوجدانية .فتخيل ان في يوم ما سئلك شخص "ماذا يعني لك الوطن؟" سؤال قد يبدوا في منتهى البساطة لكنك حتما ستتمتم في بداية الاجابة عنه .فكلما حاولت الحروف والكلمات الخروج من فمك يحدث نوع من التردد والاسترجاع وذلك لعدم الاقتناع بجمل الوصف التي قد تقولها فتحاول جاهدا الاستبدال بما يستحقه وطنك من معنى تعبيري تكنه في اعماقك وكل جوارحك تجاهه .مع ان التسرع في الاجابة عليه تنم عن سطحية عشقك الذي تعتقد طوال سنوات عمرك بانه مفرط فيه ..فهل ستقول بانك الوطن وانه انت!!ام سينتابك السجع المعلن بانه امك وحضنك الدافئ ,واغلى شيء في حياتك !! نعم هذا ابلغ ما يمكن لكل شخص ان يقوله حتى من يعثون فيه فساد ويسعون في خرابه يقولون هذا .اليس سؤال محير بالفعل! انظر عزيزي الاجابة عليه لاتحتاج منا الى ذلك الاسلوب الرونقي الباحث في حنايا الروح المنهكة عن جمل تحفوها زخارف الجمال الابداعي في القول لان من الصغائر المتطفلة في حياتنا هي الانتظار لذلك السؤال اذا فالامر يتطلب منا الحد من ذلك التمادي القادم صوبنا في هيئة سؤال حتى وان ولد لدينا سؤال اخر من نوع استفساري "كيف" .لاشك بان الخير والشر في حياتنا عنصران متضادان لبعض تماما , ولايوجد شخص في هذا الكون حتى الاطفال يدركون ماهي مسارات ونتائج كل عنصر منها كعملية قياسية تضعها اطار على كل من تتعامل معه او هو موجود من حولك مثل الاقارب والاصدقاء ومجال العمل وايضا الوطن نفسه . فعندما تبرز نتائج عملك وتصرفاتك تجاه احد تلك الاشياء كمدلول على افعال خيرة فان انعكاساتها حتما ستوحي وتؤكد كمية ما بداخلك من صدق واخلاص تجاهه يمتزجها حب مفعم وايمان نقي به ., وحين يلمس الاخرون تلك النتائج لن يجروا احد على توجيه أي نوع من الاسئلة في الصدد نفسه كون الواقع وحده من يمكنه الاجابة ..اما عند اختلاف ذلك وسلك طريق عنصر اخر "الشر"فان تصنيف الحقائق سيضعك اولا في خانة العدو ,والمجرد من كافة الانتماءات اوحتى معاني الولاء .كما ان سطور المدح مهما طال نسيجها لن تخفي تحت باطنها مؤشرات الخبث والحقد التي لابد وان تطفوا كالجثث الهامدة على سطح البحر . لذلك ستضل مساعي البناء في اروقة وطن متهالك تتعثر امام ايادي صنفها دخان حطام افعالها المتناثر في اركاناته من عناصر الشر المعيقة دوما لترجمة تلك المشاعر الوطنية على ارض الواقع , وسيبقى ذلك السؤال حتى وان كان محير بالنسبة لنا قائما وموجه اليها بالذات حتى لايختلف فعلها عن خطابها "ماذا يعني لك الوطن؟