الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٣ صباحاً

هجوم العرضي ومسلسل "امسكوهم حاكموهم احبسوهم وهربوهم"

علي منصور
الجمعة ، ٠٦ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
يبدوا أن كل هادي جاءنا في اليمن لم يكن له من اسمه نصيب... بدءاً بالإمام الهادي ومن تلاه من ائمة دمويين الى هادي عيسى صاحب العبارة الشيطانية "قد اسمه خرج" الى الرئيس هادي... ولو ان الدموية في عصر هادي هذا الزمان ليست من صنعه... لكنها دموية فشل في منعها او حتى كبح جماح تصعيدها غير المسبوق.

في بداية حكم الرئيس هادي كان قد اتخذ قراراً شجاعاً بخوض حرب غير مفتوحة ضد القاعدة. فواجههم في ابين وفي غيرها ... وابدى تعاوناً غير مسبوق مع الأمريكان لإستئصال هذه الجماعة المجرمة. كل هذا يحسب للرئيس لهادي. ولكن هذا لم يعد كافياً ولابد من مزيد من الحزم والقوة في مواجهتهم . فقد استفحل اجرامهم واوشكوا أن يحققوا النجاح التام في المرحلة الاولى من خطة التمكين التي وضعها منظروا القاعدة ، والمكونة من ثلاث مراحل.
تبدأ خطتهم للتمكين بما يسمونها مرحلة "التنكيل بالدولة"... وفيها يتم اغتيال المسئولين ورجال الأمن السياسي والشرطة ومهاجمة المعسكرات والمرافق الاقتصادية ورموز الدولة وهيبتها مثل وزارة الدفاع وقيادة المنطقة العسكرية في المكلا. والقيام بكل ما من شأنه الانتقاص من هيبة الدولة واسقاطها من اعين الناس والتنكيل بها وبحيث يجعلون كثير من مسؤلي الأمن والشرطة والجنود والضباط يتخوفون على حياتهم ويتهربون من مناطقهم وأعمالهم.

ثم تأتي المرحلة الثانية التي يسمونها مرحلة "التوحش" وفيها تختفي اجهزة الدولة في المناطق التي نجح فيها التنكيل وذلك نتيجة إحجام المسئولين من رجال امن وشرطة وقضاء عن تولي اعمالهم وقد يتركون المنطقة فيتوحش الناس من الدولة ويلجئون الى هذه الجماعات الاجرامية التي تحل محل الدولة في التعاطي اليومي مع قضايا الناس الخ ... مثلما حدث في جعار.

واما المرحلة الأخيرة فهي مرحلة التمكين واعلان الدولة "الاسلامية". وفيها يخرجون الى العلن بدولتهم المزعومة إسلامية والاسلام منهم براء براء براء...
نحن كيمنيين لن نقف متفرجين والبلد تنزلق يوماً بعد يوم نحو الصوملة والأفغنة والعرقنة ... كلنا نطمح أن نعيش في بلد آمن مستقر يجد فيه ابنائنا واحفادنا فرصهم في الحياه الكريمة الآمنة... بعيداً عن هذا الجنون ... وهذه مسئولية الدولة ... ومن تولى على الناس كان مسئولاً عن امنهم ومستقبل البلد .... ثم أن اليمن بلد مسلم ونحن مسلمون موحدون مصلون صائمون مزكون حاجون نخاف الله ونطمع في عفوه ومغفرته... ونؤمن أن الانسان في خسر إلا من آمن وعمل الصالحات ... ونؤمن أن من يقتلون الناس بتحريفهم لكلام الله عن مواضعه مصيرهم النار وبئس المصير... وليس للقاعديين عندنا من دعوى ... وليس لهم ان يستحلوا الدماء ... هم منحرفون محرفون مجرمون ... يؤلون النصوص بحسب هواهم ... يكفرون المسلمين ويسفكون دمائهم بفهمهم المعوج للدين.

هذا الاجرام القاعدي يجب اجتثاثه... والدولة يجب أن لا تأخذها بهؤلاء رأفة ولا رحمة ... وهذا التنكيل بالدولة لن يردعه إلا التنكيل بهم. ففي كل مرة يهاجمون فيها معسكراً او نقطة عسكرية او مبنى حكومي او رجل امن يجب أن تخرج الدولة منهم من السجون بنفس عدد الضحايا وتشنقهم نفس مكان الاعتداء... فهذا سيكون الرد المناسب الرادع لهم ... هذه حرب مفتوحة ومن يتراجع فيها سيخسر... كما يجب ايضاً ردع المتعاونين معهم ممن يأوونهم ويتسترون عليهم وبنفس الاسلوب... وطالما ان الرئيس هادي قد اتخذ القرار بمواجهتهم واستئصالهم فعليه ان يعزز قراره بقرار من هذا النوع...
بعد هجوم اليوم في مجمع العرضي... فإن اي تخاذل من قبل الدولة او تقصير في الكشف عن نتائج التحقيقات ومن تواطئ مع هؤلاء المجرمين فأدخلوهم الى مجمع العرضي... اي تقصير او تخاذل وتهاون في ردع المجرمين والمتواطئين لن يكون لدينا له كمواطنين إلا تفسيراً واحداً وهو ان الدولة متواطئة معهم ... لن نقبل استمرار هذا المسلسل بدون ان نرى على الأرض اجراءات قوية حازمة صارمة تجاه هذه الجماعات والمتواطئين معهم... لم تعد لعبة لجان التحقيق التي لاتعود بنتيجة والتي سرعان ما ينساها من امر بها ومن كلف بها ... والله في عوننا ما دمنا في عون انفسنا.