الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤١ صباحاً

امتحان الزعيم والسيد لأنصارهما

عبدالسلام راجح
الجمعة ، ٠٦ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٣٠ مساءً
تبدلت قاعدة اللعبة من متر سياسي إلى سيارات مفخخة ومجاميع مسلحة يتم تنصيبها في العاصمة صنعاء والمدن الرئيسية وذلك لإرهاب الشعب من قبل عناصر الزعامة والإمامة التي تمتحن قدراتها وجاهزيتها حاليا لساعة الصفر.

عندما وجد صالح أن الرئاسة خرجت من قبضته ووصايته هدد بأنه سيقود معارضة من نوع آخر لا يمكن ترجمتها إلا من خلال الاغتيالات والتفجيرات التي شهدتها اليمن طيلة العامين الماضيين ولا يزال هذا السيناريو هو الوحيد الذي ينجح مع كل قرار جمهوري يضع الزمرة هدفا لسهام الرئاسة ومجلس الأمن.

خطاب الحوثي الناري الذي هدد فيه بفتح جبهات أخرى في مناطق حساسة وذات أهمية كبرى ونقل المعركة الفاصلة إلى العاصمة جاءت مع اختتام جلسات الحوار المزمع انتهاءه في شهر ديسمبر والتي لا تخدم مسيرة الحوثي ولا تتوافق مع أهدافه ومطامعه في العودة إلى نظام الملكية الخاصة بالبطنين التي دائما ماترد في خطاباته وفي ملازمه ومنهجه الفارسي وتصدير ثورته الدموية.

الانفجار الذي هز العاصمة صنعاء في مجمع وزارة الدفاع جاء بعد تهديد مجلس الأمن لصالح الذي يعتبر المعرقل الأول للحوار الوطني وفي هذا التوقيت الذي تلى القرار الرئاسي بإنهاء مؤتمر الحوار الوطني وجد صالح نفسه في مأزق كبير ووجد نفسه في حصار داخلي وتهديد خارجي ,لذا فإن صالح ليس بالبليد الذي لا يفهم قواعد اللعبة بل إنه قادر على عمل تحالفات مع كل الجماعات المسلحة المخترقة من قبل المؤتمر الشعبي العام والتي تعمل وفق أملاءات وتوجيهات صالح بالقيام بعمليات تخريبية تنقذه من شبح العزل السياسي والمحاكمة التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى
صالح والحوثيون والقاعدة تتعدد الألقاب والأحزاب والطوائف ويظل الإرهاب واحدا يخرج من مشكاة واحدة وتديرها أجهزة متخصصة بإثارة الشغب تم استدعائها من عدة دول لإنقاذ صالح وعائلته وزمرته من تهديدات القريب والبعيد.

مخرجات الحوار ليست في صالح عفاش والحراك والحوثيون والقاعدة هذا المربع الخطير ينفذ أجندة خارجية تستهدف أمن وسكينة البلاد ويسير بالبلاد إلى مربع العنف الذي يخطط له أعداء اليمن في الداخل والخارج.

اغتيالات ضباط الأمن السياسي والقادة العسكريين واستمرار الانفلات الأمني والعمليات الانتحارية كلها تصب في خدمة مشروع إجهاض الثورة وتحويل مسار التغيير وإفشال الحوار الوطني الذي شارف على الانتهاء وهذه العمليات لابد وأن يتم إحباطها وإفشالها قبل أن تتمكن من تحقيق أهدافها الدموية
الذي قتل شباب الثورة والذي يستهدف الآمنين إلى جانب الفصائل المسلحة التي تقتل اليمنيين في الشمال والجنوب كلها تمتلك تأريخا أسودا وملفات دموية تثبت الأيام أن هذه الملفات ستحصد المزيد من الشخصيات الوطنية وستمتد بطول الوطن وعرضه.

صنعاء هي الملاذ الأمن للإرهابيين وهي محط أنظارهم وإسقاطها يمثل أول أهدافهم وأخر طموحاتهم ولذا فإن على القيادة السياسية والحكومة أن تبدأ بالضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن وأن تترك سياسة الدعممة التي فشلت أمام قائمة الإرهاب الطويلة التي لن تكون أخرها وزارة الدفاع بل إسقاط العاصمة كلها بما فيها دار الرئاسة.

الحوثيون والقاعدة تمثلان ناقة صالح التي سيظل يسير بها في كل مكان وسيثير بهما الرعب ويقودهما إلى منصة الرئاسة مرة أخرى كون صالح لا يستطيع العيش إلا بتحالفات مشبوهة واللعب بالأوراق الأمنية لأنها ستظل البيئة المناسبة له ولزمرته.