الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٩ مساءً

اللواء محسن وغزوة العرضي

عبد الخالق عطشان
الاربعاء ، ١١ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٣٠ مساءً
لم يكن حادث العرضي عرضيا ولم يكن بنيران صديقة أو خللا فنيا او تكتيكيا في مناورة حربية حتى يحدث ذلك الكم من الضحايا وحتى يتباطأ المحققون في التحقيق وتصرح الأجهزة المعنية بالفاعل ولقد تباينت الآراء وتعددت التحليلات وتضاربت الأقوال وأضحت بعض الأطراف تلمح بالفاعل فيما البعض الأخر قد صرح به ولكن العجيب في الأمر أن تستبق فئةٌ الحادث أو التهمة وكأنها تقول ( ستقولون أني الفاعل ) كما هي العادة في كل حادث إرهابي وتخريبي..

حادث العُرضي ( مجمع الدفاع ) وبتلك الاستماتة والبشاعة بل والبراعة في نفس الوقت لم يكن يستهدف مريضا أو مرافقا له أو مُمرضا أو طبيبا أو حتى جنديا أو ضابطا بقدر ما يكون يستهدف صيدا ثمينا إما رئيسا أو مستشارا إلا أن القدَر حال دون ذلك وبهذا الصيد يكون الفاعل قد أثبت قوته ووجوده على الأرض من جهة وخدم غيره وهذا هو المهم من جهة أخرى وهو المتربص عند كل حدث وهفوة للرئيس وللحكومة وللقوى الممثلة للتغيير فيجد هذا المتربص الفرصة للانقضاض على السلطة والعودة بها إلى رِحاله على أساس أنه منقذٌ في زمنٍ يصعب على احد غيره على المغامرة لهذا الأمر فهو أدرى بدروب السلطة وشعاب الحكم وله تجربة سابقة أضف إلى ذلك أنه ما زال له أثر ونفوذ في جميع سلطات الدولة وله من الحلفاء من يؤازرونه في هذا الأمر ولهم مجتمعين من الإمكانيات الهائلة ما يعينهم على هذا الهدف المنشود وعودة الملك المفقود..

حادث العرضي جعل البعض يخرج بآراءٍ يخلط الأمور بعضها على بعض ويجعلها ركاما فترى الشك والحيرة والتضليل تخرج من خلاله فيضع قوسين ويضع بينهما أن المتهم في الحادث لا يخرج عن ( علي أو علي أو علي ، ) وبعيدا عنهم جميعا وعلى فرضية [ لمعرفة الفاعل فعلينا معرفة المستفيد ] ومما لا شك فيه أن أحد هؤلاء (العلا علة) مهووس بداء السلطة وحب الظهور وهو المستفيد الأول ثم يأتي بعده (معلول ) بداء الانفصال ومتيم بالتشظي وكلا المعلولَين فقدا منصبيهما أما( عليٌ الثالث ) وهو (اللواء علي محسن) ليس بحاجة ولا مستفيد من هذا الفعل فهو في منصبٍ لا يطمع فيه إلى غيره وما عُين فيه إلا لفاعليته في الثورة والتغيير والمرحلة الانتقالية وإيمانا من غالبية المحكومين والحاكم والقوى الوطنية الفاعلة وكذلك القوى الخارجية أن ( اللواء ) ركنا رئيسا من أركان المرحلة الراهنة..

لم يفقد اللواء مهابته ولم يخبو نجمه ولم تتناقص شعبيته إذ مازال رقما موجبا وصعبا ، مجلسه لا زالت تحظره النخب السياسية والفكرية ومعظم تكوينات المجتمع التواقة للتغيير والحرية ومكتبه كل يوم في استقبال للوفود والسفراء وما من وافد ذو سلطة قادم من الخارج إلا وعرج على مكتب اللواء وهاتفه مشغولا باتصالات من سبق ، مازال اللواء يُدعى ويُطلب ويُستشار وحضوره في أي محفلٍ له قيمته وقدرهُ.. فيما غيره ينتِظر على أبواب المناسبات ويتربص ويكمن للأحداث ويستبشر بالمصائب علّهُ يجد مناسبةً إما ليبعث برقية عزاء أو تهنئه أو ينتظر بفارغ الصبر ولو حتى لمجموعة من الأطفال ليخرجوه من عزلته ووحشته بعد أن عاف مجلسه كبار القوم من العقلاء والشرفاء والوطنيين وليجد مادة إعلامية يطل من خلالها لتسلو نفسه ونفس المتيمين به ..

إنّ مصداقية وشفافية وإخلاص الحاكم والحكومة هي التي ستؤكد هذا الرأي أو تدحضه وتنقذ الوطن.. وكلنا ذوو خطأ..