الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣١ مساءً

جنون الحب وحب الجنون ( 3 )

عباس القاضي
الخميس ، ١٢ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٢٠ مساءً
فرك أحمد عينيه ليـتأكد ،،، أيقن أنها أماني ،،، أومأ لها أن تدنو منه ،،، فهو لا يستطع أن يسند قامته ،،، ثلاثة أيام بدون طعام ولا نوم ، ليست قليلة ،،، و استعادة شيئا من وعيه ،،، جعلته يشعر بالجوع ،،، والإرهاق .

دنت أماني و جلست القرفصاء ، ليتبادلان النظرات دون كلام ، لقد تعطلت لغة الكلام بالفعل ،،، وفي الأخير نطق : ما الذي جاء بك يا أماني ؟ قالها و هو يتمنى أن يلقي رأسه في حجرها ،،، و هي كانت تشعر بذات الرغبة ،،، لكنها تذكرت أنها أصبحت أجنبية عليه ،،، فقد طلقها منذ شهرين ،،، و المكان في شارع عام ، ربما يعذره المارة كونه مجنون ،،، أما هي لن يعذرها أحد ،،، فجمالها الفائق يلفت الأنظار،،، فأنفها الشامخ يكاد يخترق لثامها ، و نقابها لا يتسع لعينيها ،،، و كفها المكشوف من شدة بياضه ترى الأوردة و الدماء تجري فيها .

لم ترد عليه و اكتفت بإشارة ،،، أنها ستخبره لاحقا ،،، والهاتف بمحاذاة أذنها تتصل بأخيها صلاح أن يأتي و حددت له المكان .

جاء صلاح بسيارته ،،، و قف بجانب الرصيف ،،، و نزل بسرعة ليستنهضه ،،، ثم ساعده في المشي إلى السيارة ،،، تحركوا إلى بيت احمد لكنه أشار عليهم أنه لن ينزل ،،، فعرفوا أنه يريد بيتهم ،،، فهي مازالت بيت خالته .

اعتنوا بأحمد أيما اعتناء و باستشارة طبيب بكيفية التعامل معه و الغذاء المناسب و المتدرج لمعدته الخاوية ،،، حتى استقرت حالته ،،، و فاق ينظر لمن حوله ،،، مستغربا من وضعه المزري ،،، لكن صلاح كان قد احضر له ما يلبسه ،،، و قام بنفسه ليغتسل و يلبس ، وعاد أحمد كما كان شكلا لكنه مختلف طباعا.

لم تردي على سؤالي ،،، قالها لأماني ،،، وصلاح يجلس بينهما ،،، أومأت لصلاح أن يغلق الباب ،،، ففعل ،،، ثم قالت : أخي صلاح الوحيد من الأسرة الذي يعرف أنني كنت اخرج للبحث عنك منذ علمنا هروبك من البيت ،،، وكنت أتعلل لبقية الأسرة أنني عند صويحباتي ،،، و صلاح بجوارها يهز رأسه ، تأييدا لما تقول .

قال لها أحمد : ما هو الدافع للبحث عني رغم إساءتنا لكِ ؟ ردت أماني ، باستحياء : لا تنس أنك ابن خالتي ،،، و أنك كنت زوجي و ما زلتُ في أيام العدة ،،، التي من الواجب في الشرع أن أقيم في بيتكم ،،، ثم أطرقت بنظرها إلى الأرض ،،، ثم قالت : كان عندي إحساس يسيطر علي ،،، بأنك تحتاج لي ،،، و أنا مدركة أنك مظلوم مثلي ،،، و سقطت دمعة من عينها ،،، أحس أحمد أنها أغرقته ،،، بل كوَّنت في وعْيِهِ المضطرب بحرا لُجِيّ ،،، لا يستقر لأمواجه مركب .

- يتبع –