الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٩ مساءً
السبت ، ١٤ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
أين يذهب أحدنا بأطفاله حتى يأمن عليهم فلا تسرقهم ذئاب بشرية لا يمتون للإنسانية بأي صلة غير وجوههم الإجرامية ( أخزاها الله وأذلها ) وجلودهم الكالحة ( أحرقها الله ) في الدنيا قبل الآخرة كما أحرقوا الكثير من القلوب والأفئدة حزنا على أحبتها المسروقة ( المختطفة ) من أمام منزل أو مدرسة أو حارة أو شارع ظن البريء أن عالمه الإنساني يخلو من أمثال هذه الذئاب التي استمرأت قتل نفسها اللوامة التي زودنا الله بها لتكون أداة تحذير وجرس تنبيه توقظ العابث في أحلام يقظته لينهي عبثه ويوقف نفسه المتطلعة لما ليس لها عند حدها ، وتنبه الغافل السادر في غيه وقد أخذته أمانيه الحالمة لما ليس له فيه حق فيرعوي ويزدجر ، فأما وقد تخلصوا من هذا الجهاز الحساس الذي يفرملهم بين حين وآخر فلعل صورة أم فقدت وحيدها تعلق في ذهن بعضهم وهي على فراشها تنتظر الموت الذي نفر جميعنا منه وهي تأمل أن يأتيها فيخلصها من قسوة آلام الفقد والحرمان تسبب به شقي خلقه الله لم يتعلم ذات يوم أن الطير ترفرف بجناحيها على وهن وضعف من شدة الجوع وتطوف ما قدر لها تضرب فجاج الآفاق تبحث رزقها المكتوب لها حتى تجده فتأخذه راضية شاكرة .. رتل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم حركتها هذه حتى قيام الساعة وجعلها تغريدته للمتوكلين على الله ( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) . أي تذهب جائعة وتعود شابعة قد أملأ الله بطونها . أو لم يتعلم هذا الشيء الذي ابتلانا الله به أن عالم الغابات التي اتخذناها مثولة للفوضى والعبثية والاعتداء على الآخرين والحياة القاسية الغير منضبطة بأي قانون أو عرف يعطي الحق أو يرد الحق لأهله .. هذا العالم الوحشي المخيف وجد العالم بالنظر إليه ومتابعة سلوك سباعه وضباعه حدودا وأعرافا وقوانين يتعاملون بها .. ومنها أن السبع لا يهاجمك ما دام شابعا ولا يؤذيك ما لم تؤذه وأن بالإمكان ترويض السباع وتربيتها . بل حتى الأفاعي التي اتخذناها مثالا للخبث والغدر أمكن ترويضها .. أما أنت أيها الشيء ولا ندري ماذا نطلق عليك .. لست تتعلم أو حتى تروض ولست قابلا لشيء مما يمكن التعامل معه.

أعود لذات السؤال الذي بدأت به : من يتحمل مسؤلية الحفاظ على فلذات أكبادنا وهي تذهب أو تعود من وإلى المدرسة والبيت ؟ هل تستطيع الداخلية ضمان أمننا وأمن أولادنا ؟ أم تتحمل العائلات مسؤولية حماية أولادها وبالتالي فأتصور الوضع يكون هكذا : 1- إنقطاع أولياء الأمور عن وظائفهم وأعمالهم المهنية قدر الساعات التي يذهبون فيها بأولادهم إلى مدارسهم والعودة بهم إلى البيت . 2- وساعات أخرى يقتطعونها لشراء ما يلزم بدلا من الاستعانة بالأبناء سابقا . وقد يتجه الناس إلى تشكيل لجان أمنية لحفظ الأمن والاستغناء عن الجهات الأمنية التي تحتاج ذاتها إلى حماية !! . هل للداخلية أن تصدر بيانا تنهي أو تخفف بعضا من المخاوف وتجيب على بعض التساؤلات تقطع به حبال الفأر الذي يسرح ويمرح به في مقايلنا وأماكن اجتماعاتنا وحتى في مؤسساتنا وأعمالنا ؟! أم يطيب لها الستر وتتأول الآية ( إن الله لا يحب الجهر بالقول من السوء إلا من ظلم ) أم أنها من الظواهر التي لا تثير القلق أو تهدد الأمن القومي !!

إننا في الحديدة نعيش إرهاب الاختطاف لأبناءنا ونسمع من الأساليب والاحتيال التي يتم بها اختطاف الأبناء ما يجعلنا نسيء الظن حتى في أقرب الناس إلينا ! . هل هذا المشروع المخيف الإرهابي يستهدف من حيث الأبناء محافظة الحديدة أم تشاطرنا بعض المحافظات نفس الألم والخوف الذي نعيشه هذه الأيام ؟! فإن كانت الحديدة فقط دون سواها وعدونا المتربص بنا يتاجر بأبناءنا لدول الجوار وبات الحق كالشمس في رابعة النهار فدعونا نلقي مصيرنا بمصائر أبناءنا وكفانا من جيراننا ما قد وجدناه عليهم في صدورنا ووالله إن مما في الصدور مما تحمله لما تعلمه من جار السوء ما يكفي لنكون الريح العاتية التي تدمر كل شيء أمامها لا توقفها إلا خروج الأرواح من الأجساد بإذن ربها والله المستعان .