الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٧ مساءً

جنون الحب وحب الجنون (4 )

عباس القاضي
الأحد ، ١٥ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
دمعة واحدة من أماني كانت كافية لإحياء موات قلب أحمد ،،، حيث أحس أن قلبه يكاد أن يطير من جوفه .

لم يستطع أن ينطق ،،، كان يرغب بالبكاء لكنه لم يستطع ،،، تحجرت الدمعة في عينه ،،، و اكتفى بالنظر إليها ،،، و هي تحرث الأرض بعود ثقاب كان في متناولها ،،، و كأنها مخطوبة أمام خطيبها في مشروع النظرة الشرعية ،،، و صلاح يرقب الموقف و يوزع نظره بين أماني و أحمد ،،، هو يعرف مقدار حب أماني لأحمد ،،، حيث لم يجد رأسها متسعا سوى صدره يوم طلاقها ،،، بكى صلاح من بكائها ،،، لكنه كان بين الحين و الآخر يطمئنها بقوله : لم يكن أحمد يدرك ما يقول ،،، أحمد مظلوم مثلك يا أخيتي ،،، لا تحرقي صدري بدمعك ،،، سيعود أحمد ،،، أنا متأكد أنه سيعود .

وعندما علمنا بهروب أحمد من البيت ،،، جاءت كالملسوعة بالأفعى ترتجف ،،، تستشير : ما ذا نفعل يا صلاح ،،، أحمد ضاع ،،، أحمد أصابه الجنون ،،، يا ضياعي بعدك يا أحمد ،،،! قال لها : إن علم أبي و بقية أخوتي عن مشاعرك هذه ؛ ستكون الكارثة ،،، أماني : لا تنس إننا في مجتمع يقدس العرف و التقاليد أكثر من الشرع ،،، و اهتمامك به بهذا الهوس لا يقبله عقل ،،، ردت عليه و هي ترتجف كالمقرورة من البرد رغم حرارة الصيف : صلاح ،،، أين هو العقل ؟ اشعر أن قلبي يتضخم ، و عقلي يذوب ،،، واتفقا على أن تقوم بالبحث عنه على أنها تزور صديقاتها .

لحظات مرت و كل في فلكه يسبح ،،، قطعها صلاح بقوله : احم احم ما لكم صلوا على رسول الله ،،، صلوا على الرسول ،،، و قال أحمد : ما ذا بعد ؟ أشعر بكرمكم و إحسانكم كأنما ألقيتم الرماد الحار في وجهي ،،، أشعر بالخجل ،،، و أردف ميمما وجهه شطر صلاح : اذهب و احضر أمينا شرعيا لمعالجة وضعنا وفق الشرع ،،، ثم التفت نحو أماني قائلا : هذا إذا كان ما عندك مانع ،،، ردت عليه بصوت أفصح من ذي قبل : كذا على طول ! واستطردت قائلة : " عادني شا حاسبك " كانت هذه الكلمة كافية بأن تجعل أحمد يبكي و يضحك بنفس الوقت ،،، و يتقلب وهو في مكانه و يقول : فديت " حقك المحاسبة يا أماني " تبسمت ضاحكة من قوله و حركاته ،،، و قالت له : أنت متأكد يا أحمد أنك قد عقلت ؟ و إلا عادك ،،، و حركت قفص أصابعها ،،، مشيرة للجنون ،،،وأردفت : أنت نسيت أن أخي صلاح موجود !