الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٠ صباحاً

مانديلا .. أيقونة النضال من أجل الحرية !

أحمد مصطفى الغر
الاثنين ، ١٦ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
مساء الخميس الماضى كان موعداً لرحيل أيقونة السلام والحرية والنضال "نيلسون مانديلا" ، أما المكان فكان فى منزله قى جوهانسبرج بجنوب افريقيا ، كانت حياته متثقة مع مبادئه ، مبادئ لم يتخلى عنها ، ودفعته عزيمته القوية فى ان يحقق أماله وأحلامه بأن يرى جنوب افريقيا خالية من التمييز ، وأن يفتح صفحة جديدة فى تاريخ هذا البلد .. صفحة خالية من الانتقام ، إنها "جنوب افريقيا السلمية التى نراها اليوم" كما جاء وصفها بيان الملكة "اليزبيث" .

وبمجرد ان أعلن "جاكوب زوما" الرئيس الجنوب افريقى عن وفاة مانديلا .. إنهالت برقيات العزاء من كل دول العالم ، و تكدست مواقع التواصل الاجتماعى بصور و كلمات مانديلا الخالدة ، وبدأ العالم حالة من الحداد والحزن على رحيل مانديلا ، حتى ان بعض الدول العربية مثل مصر قد اعلنت الحداد الرسمى ، وفلسطين قد نكست الاعلام وأعلنت الحداد.

مانديلا الذى يمثل الكفاح من أجل الحرية ،والنضال ضد جميع أشكال العنصرية والتمييز والعنف السياسى ، كان زعيماً سياسياً ملهماً و رجل سلام و رمز للتسامح ، حتى أن حياته قد لخصها "ريتشارد ستنجل" مدير تحرير التايم البريطانية من قبل فى عدة دروس ، تصلح ان تكون القاعدة الاساسية التى يجب أن ترتكز عليها قيادة أى زعيم أو مسئول فى اى منصب قيادى ، منها :القيادة من المقدمة لا تعنى أن تتجاهل قاعدتك ، تستطيع ان تقود من الصفوف الخلفية وتدع آخرين يعتقدون أنهم فى المقدمة ، الحضور مهم .. لكن الابتسامة أهم ، حتى التنحى .. يعتبر قيادة.

إن أفضل شهادة يمكن ان تحصل عليها ، هى تلك التى تأتى من خصمك ، أو مجازاً من أخر شخص تتوقع أن تأتى منه ، "كريستو براند" السجان الذى صاحب مانديلا فى سجنه منذ 1978 وحتى الافراج عن مانديلا فى العام 1990 فى سجن جزيرة "روبن" الحصين أدلى بشهادته مؤخراً لوكالة رويترز عن مانديلا حيث قال: ( كان دائما ودوداً ومؤدباً ومعينا لغيره ، لقد أصبح لاحقاً مثل الأب بالنسبة لى ) ، لقد كان هذا فعلا هو مانديلا .. الذى طوى صفحة الماضى بمجرد ان صار رئيساً ، وشرع فى رسم المستقبل بدلاً من إضاعة المزيد من عمر بلده فى التفتيش فى الماضى ، أليس جميلاً ان يتحول الرقم الذى كان يحمله وهو سجين 64/466 الى رقم دعائى شهير يستخدم فى حملات جمع التبرعات لمنظمة مانديلا للطفولة ولمكافحة مرض الايدز ، بدلاً من ان ينبرى فى عقاب من أعطاه هذا الرقم !

نحن العرب بحاجة الى قراءة سيرة الرجل الذاتية التى لخصها فى كتاب "رحلتى الطويلة الى الحرية" والتى كتب معظمها فى زنزانته ، لعلنا نعرف بعض الحيل التى تساعدنا للقضاء على آفات الانتقام والتمييز والقمع ، و تلهم رؤسائنا كيف يكون الحكم الرشيد .