الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٥ مساءً

حول الضحايا "الأبرياء" لهجمات الطائرات بدون طيار

علي منصور
الثلاثاء ، ١٧ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٢٠ صباحاً
من المعروف أن هجمات الطائرات بدون طيار تسترشد بعملاء مزروعين وسط الجماعات الارهابية مهمتهم تحديد الأهداف ووضع علامات على سياراتهم تتوجه على اساسها الصواريخ لاقتناصهم وتخليص الاسلام والبشرية من عتههم وشرورهم بشكل محدد ودقيق ولا مجال للخطاء فيه. والاشخاص الذين يسقطون في هذه الهجمات من غير القاعديين هم ضحايا لتواجدهم مع عناصر من القاعدة واختلاطهم بهم، بل والتعاطف معهم ودعمهم والتستر عليهم. فالقاعديون يشبهون الحشرات الطفيلية التي لا تستطيع العيش وحدها وتحتاج الى كائن حي آخر تلتصق به ليؤمن لها المأوى والغذاء والحماية ... فهم لا يستطيعون التواجد في أي منطقة والعيش والتنقل فيها بحرية وعقد جلسات غسل أدمغة الشباب وإقامة معسكرات التدريب وورش تجهيز السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والانطلاق منها لممارسة إجرامهم إلا في بيئة حاضنة من القبائل التي تقبل لسبب او لآخر بتواجدهم وسطها، اما لأسباب مادية او عقائدية مشوهة او خوفاً منهم ومن المتواطئين معهم من أبناء تلك القبل. ودعونا لا نغالط بعض، فإن هذه البيئة الحاضنة هي جزء اساسي من المشكلة وشريك في كل ما يرتكبونه من إجرام، ويحق عليها ما يحق عليهم... وهذه هي الحقيقة التي يقرها العقل والمنطق ولكن لن تجرؤ الدولة ولا أي سياسي على قولها صراحةً.

نعود لنتسائل هل هؤلاء الضحايا ابرياء؟ لا شك في أن من تواجد مع القاعديين أثناء الضربة من اطفال ونساء وكذلك الأشخاص الذين يجهلون أن الجالسين أو الراكبين معهم من القاعدة هم ضحايا ابرياء، لكن دمائهم لا تقع على عاتق الطائرات بدون طيار بل على من سمحوا للارهابيين بالإقامة والنشاط في مناطقهم والانطلاق منها لممارسة اجرامهم في كل اليمن... وهم نفسهم الذين رضوا لهؤلاء الضحايا من نساء وأطفال بالاختلاط بهم. أما من تواجد معهم وهو يعرف انهم من القاعدة فليس بريئ بل شريك لهم في إجرامهم.

ارهابيو القاعدة يكفرون ويقتلون المرضى والأطباء والممرضين في المستشفيات لمجرد انهم متواجدين في “دار الكفر” التي تضم بحسب فقههم المختل المشوه كل من ليسوا معهم، كونهم الوحيدين الذين في "دار الاسلام". يعني باختصار هم يعتبرون كل الناس كفاراً إلا هم. فإذا كان هذا هو موقفهم من المجتمع والمريض أو الطفل أو المرأة المتواجد في المستشفى بحثاً عن دواء ، وأمثال ذلك ممن لا ناقه لهم ولا جمل... إذا كان هذا موقف القاعديين منهم فالأولى أن الضحايا الذين يسقطون بهجمات الطائرات بدون طيار لأنهم متواجدين في سيارة واحدة مع امثال هؤلاء الارهابيين ... هؤلاء الضحايا أشد ذنبا لأنهم يؤون هؤلاء الارهابيين ويدعمونهم ويناصرونهم.

يعني بإختصار العشرات الذين يسقطوا في هذه الهجمات ليسوا ابرياء ... هم يؤون ويدعمون ويساندون ويخالطون ويؤيدون ويمولون ويتمولون من الارهابيين الذين يعيشون وسطهم وبينهم ومعهم في بيوتهم وقراهم وأراضيهم... وهم بإختيارهم يرتضون لأنفسهم ولنسائهم وأطفالهم أن يكونوا دروعاً بشرية لهؤلاء الارهابيين ... والى أن تعقل قبائل البيضاء وشبوه ومارب وأبين وحضرموت وأرحب و... ويفهموا انهم لن يكونوا بمنأى عن عمليات اجتثاث عصابات القاعدة فإن هذه الحرب ستكون وتستمر حرباً مفتوحة لحماية الوطن والدين من هؤلاء الملتاثين ... وإن اصرت هذه القبائل على مواصلة دعم الارهاب وعلى أن هؤلاء المجرمين يخدمون دين الله ... فليحسبوا انفسهم شهداء معهم.

والأفضل لهم أن لا يزايدوا على الدولة بأنها اهدرت سيادة الوطن وكرامته بالسماح للأمريكان بهذه الضربات. لأن البادئ أظلم. هم بدأوا بالارهاب والدولة من حقها أن تستعين بمن ترى للتخلص من هذا الوباء. هذا اولاً. وثانياً مايزال اليمن الى اليوم مهدور السيادة بمشايخ مرتزقة يتلقون الأموال من الشرق القطري والخليجي ومن الشمال السعودي ومن الغرب "النصراني" ، إن كان تبرعات للقاعدة في سبيل الشيطان أو مرتبات تصرف للتخريب السعودي او كفديات لمن تختطفهم القاعدة أو .... فهدر السيادة هم اول مرتكب له.

لا بأس أن تراضي الدولة الضحايا بشيء من المال ولكن يجب في نفس الوقت أن تكون الرسالة مزدوجة... افهامهم أنهم الجانين على انفسهم وأن الضربات الجوية لن تتوقف طالما استمروا في احتضان الارهاب.