الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٦ صباحاً

مخرج فيلم العرضي .. بندر بن شيطان

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الثلاثاء ، ١٧ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٢٠ مساءً
هكذا أتصور .. المجزرة التي وقعت في مستشفى العرضي بصنعاء بغض النظر كونها تستهدف رئيس البلاد وكونها محاولة انقلاب مستوفية الأركان والأضلاع والزوايا تستهدف تغيير وتسوية الملعب السياسي وفق أجندات إقليمية ودولية لكن ما يجب عدم نسيانه وعدم إغفاله ثقافة الإجرام التي مارستها أدوات الإجرام بهياكلها وصورها البشرية ، أكاد أجزم أنهم كانوا في مستشفى العرضي يتحركون دون أدنى وعي فيهم ، كأنهم تحركهم من بعد بما يشبه الريموت ، أياد ترى كل ما يدور في المكان وجعلت منهم كتلك الألعاب الإسبتيشن التي تتطلب اللعبة فيها قتل كل حيي متحرك دون استثناء وتنتهي اللعبة بإنهاء وقتل الجميع .

كلنا رأينا القتل الوحشي من قبل تلك المجموعة التي فقدت كل شيء إلا عبثية إزهاق الأرواح الطاهرة وقتل الأنفس المحرمة البريئة وسفك الدماء المعصومة ، خسروا والله الدنيا والآخرة ، كيف بهم وهذه الأرواح تتعلق برقابهم يوم القيامة وهي تشحط في دماءها تخاطب الحكم العدل يوم لا ينفع مال ولا بنون : يا رب سل هذا فيما قتلنا ؟؟ كيف بالله سيجيب عليهم وعلى الله ؟ ما عساه يقول ؟ أيقول مثلا : أردنا مصلحة الوطن ؟!! ظننا أننا ننقذ البلاد !!

كندر بن شيطان .. ونوعه : ذكر وليس أنثى ولست أقصد بين الذكر والأنثى ، يقال أنه أكل عليه الدهر وشرب في إقامته بين الأمريكيين كسفير دائم حتى غدا كأحدهم ، جندته الاستخبارات الأمريكية ليدير دفة قيادة الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص دول الربيع العربي ، ويبدو أنه مخلص الولاء ويدرك أكثر من الأمريكيين مصالح الأمريكيين في المنطقة ، ولديه من الثقافة الفنية وشغفه بأفلام الهوليودي والأكشن منها ما يكسبه مهارة التخطيط في إخراج الأكشن المرعب والخطير والحقيقي الواقعي كما شاهد العالم فيلمه النوعي في مستشفى العرضي بصنعاء والذي ذهب فيه من الضحايا العشرات بدم بارد ونكهة شيطانية وطابع أمريكي حقير .

إن ما حدث في العرضي تأريخ يحرم نسيانه وطوي صفحته مهما كانت المبررات سياسية كانت أو أمنية ، وإنها والله دماء تجب المطالبة بقصاصها من قتلتها ومن وراءهم إلى يوم الدين ولا تسقط هذه الجرائم الشيطانية بالتقادم ، وليعلم الجميع أن السكوت عنها خيانة سنجني عقوبتها في حياتنا قبل أخرانا ، وأول المطالبة التي يجب عدم الترخص فيها هي المطالبة بكشف الحقائق وكشف المتورطين فيها وبعد ذلك القبض عليهم ومحاكمتهم .

أما كندرة بن شيطان لعنه الله فإن أفلت من عقوبة الدنيا على جرائمه المتعدية التي لا تنتهي فإننا نؤمن أنه لن ينجو من قبضة التي لا يجاوزها كل ظالم فاجر ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) .