الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٦ مساءً

قبائل حضرموت .. عسى ما شر ؟!

عبدالباسط العريقي
الثلاثاء ، ١٧ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٢٠ مساءً
كان لقبائل اليمن منذ فجر التاريخ صولات وجولات وحضور مشرف ومتميز بين قبائل العرب ؛ وبعد بزوغ نور الإسلام كان لتلك القبائل قصب السبق في الدود عن حياض الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض وكانوا دائمآ في مقدمة الركب والسباقين في تلبية دعوة الجهاد والفتوحات الإسلامية ؛ ومن تلك القبائل قبائل حضرموت الضاربة جذورها عمق التاريخ دون خلاف .

لكنّ الملفت للنظر هنا أن تلك القبائل (أعني قبائل حضرموت تحديدآ) اختفت عن الساحة عقودآ طويلة نشأت خلالها أجيال كثيرة مدنيّة لا تعرف القبيلة ؛ وعُرفت البيئة الحضرمية بأنها بيئة غير قبلية ولا تحتضن القبيلة بل هي بيئة علم وتجارة ؛ وقد كان يُنظر للحضارم في الجنوب قبل الوحدة بنفس نظرة أبناء الشمال لأهل تهامة بأنهم أناس طيبين ومسالمين حرفتهم التجارة وفيهم الكثير من أهل الفضل والعلم والصلاح .

اليوم وعند سماعنا أن قبائل حضرموت قد تنادت من كل أنحاء حضرموت وخارجها وعقدت مؤتمرآ لها استبشرنا خيرآ بهذا المارد الذي انتظرناه كثيرآ وهو في سُبات دام عقود طويلة لعله يكون رافدآ مهمآ للصدع بالحق وإنكار المنكر ورد المظالم ولم شمل الأمة والدعوة لوحدتها بعد تفرقها ؛ إذا به يدعوا لهبة شعبية من خلال دعوات وقرارات تفوح منها وبقوة رائحة العنصرية والمناطقية النتنة .

كما قيل(تمخّض الجبل فأنجب فأرآ) وإلا فأين كنتم وأين كانت هبّتكم ياسادة ياكرام حينما استحل واستباح الحزب الإشتراكي خلال عقود من حكمه كل شيء في الجنوب والشرق من حروب ومجازر وسجن وقتل وسحل وترهيب العلماء والشيوخ فضلآ عن عوام الناس وغيّر المناهج ونشر الإلحاد وأشاع الرذيلة وحارب الدين والفضيلة وسلب الهوية وأمّم الحجر والمدر والشجر فضلآ عن الأرض والمسكَن وحتى الإنسان .

اجعلوا من تاريخ آبائكم وأجدادكم وأسلافكم بلسمآ ونبراسآ تهتدون به ؛ فقد هاجروا إلى أصقاع الأرض شرقها وغربها شمالها وجنوبها وعمروها واستوطنوها وتعايشوا وتزاوجوا مع أجناس كثيرة من أهل تلك الأرض يختلفون عنهم لغة وعرقآ ولونآ بل ودينآ أحيانآ ؛ وكان يُضرب بهم المثل في الصلاح والبذل والعطاء والدعوة بالأفعال قبل الأقوال ولم الشمل وجمع الكلمة ؛ فكيف بكم وأنتم بطن من بطون حِمْيَر تدعون جهارآ نهارآ صراحة إلى الإنفصال والإنعزال عن أبناء جلدتكم ممن هم يشاركوكم أصلآ الدين واللغة والأرض والوطن ؛ ألهذا تناديتم واجتمعتم ؛ وعلى هذا صحوتم بعد كل ذاك السُبات ؛ لقد خيبتم فيكم رجاءنا ؛ لكن مازال عشمنا ورجاءنا في الله أولآ ثم في الصالحين والحكماء منكم وهم لا شك كُثر لكنهم يؤثرون الصمت حال عموم الفتنة ؛ وإنها والله لدعوى جاهلية .