الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٨ مساءً

بين إكسبو دبي وكابوس اليمن

سناء سعيد
الاربعاء ، ١٨ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
من شاهد احتفالات دبي بمناسبة فوزه باستضافة إكسبو 2020 لا يمكن أن يكون سعيداً بعدها ليس حسداً ولكن حزناً على المفارقة العجيبة بين هنا وهناك فهناك لا أسمع سوى أصوات فرح والعاب نارية وهنا لا أسمع سوى صوت خوف ورعب نازية .

أتساءل لماذا نحن ؟ لماذا نحن شعب لا يحق له أن يضحك أن يفخر أن يأمَن أن يفرح .

فبمجرد أن نسمع خبر يكاد يشبع لهفتنا للفرحة عن جائزة حصل عليها شاب يمني عن مجموعة مخترعين ,عن مشروع استثماري جديد عن إنجاز لشابة يمنية عن خطوات إصلاح جديدة سرعان ما يقتل هذه اللهفة خبر اغتيال أو صورة لتفجير وفيديو لاقتحام وأخبار وأخبار عن اختطاف وسرقة وتقطع وقتل و الخ.

لكن هل يفترض بنا أن نظل هكذا بأماكننا أن ننتظر الفرج وننتظر أن تنصلح الحال من تلقاء نفسها, ننتظر أن تنصلح نفوس المسئولين ؟

هل يفترض بنا أن نتغاضى عن المبدأ الذي هدانا إليه ربنا والذي هو أساس كل تغير؟

((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهم))

يجب علينا أن نتفكر في هذه الآية و نضعها أمام أعيننا كل ما رأينا حال بلادنا يتدهور من أسوء إلى أسوء لنتعرف على المخرج من هذا الوضع ولنتعلم كيف تكون بداية التغير .

حال المواطن اليمني يمكن أن أشبهه بسارق دجاج يدعوا الله أثناء سجوده أن ينتقم له من سارق جوالات, فالأحرى بنا قبل أن نحاسب الآخرين أن نبدأ بمحاسبة أنفسنا .

لا أُبرئ كبار الفاسدين ولكن بأي وجه ندعو الله أن يخلصنا منهم ونحن لدينا على الأقل طالب ابتدائي غشاش وفي أول خطواته لدخول عالم الفساد .

أليس علينا قبل أن نطهر البلاد من الفاسدين أن نطهر أنفسنا ونطهر منازلنا .

ما الفائدة من خروجك في مظاهرة حاملاً لافتة لا تطبق ما عليها ؟

بماذا تختلف عن هذا الذي خرجت تتظاهر عليه؟حتى لو اختلف حجم الفساد بينكم تبقى المبادئ واحدة .

لا يجب علينا أن نتهاون بصغائر الأمور زاعمين أن معنا مشاكل أكبر فهذه الصغائر ما هي إلا خلايا مكونة لكبائر الأمور.

أليس هذا الطفل الغشاش سيكبر على مبدأ الغش وخيانة الأمانة و الاستهانة بحقوق الآخرين .

ألن يكبر ليصبح طالب جامعي غشاش ليتخرج وبتوظف بوظيفة لا يستحقها أو ربما سيتخرج ليصبح واحد في طابور المعلمين الفاشلين المستعينين بجمل ((أحفظ مش لازم تفهم )) ليكون مربي لأجيال وأجيال من الفاشلين القادمين وتستمر دورة الفساد والفشل إلى ما نهاية.

((ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ))

لم يستثني ربنا صغائر الأمور ولعل إصلاح هذه الصغائر هي من ستصلح حالنا .



ألا يستحق هذا البلد أن نحاول من أجله , العملية ليست سهلة ولكن بالتدرج و الإصرار سنصل إلى ما نسعى إليه

(( إن عمارة دار جديدة على أنقاض دار خربة لا يتم طفرة ولا يتم عن ارتجال و إهمال , فكيف ببناء النفس وإنشاء مستقبل )) محمد الغزالي

و أثناء محاولتنا لإصلاح ما قد أفسده الماضي في نفوسنا , علينا أن نحرص على بناء نفوس أبناءنا بطريقة صحيحة من الآن و أول ما يجب أن نعلمهم أن الغش له ثلاثة أبعاد بشعة السرقة وخيانة الأمانة والكذب .

فربما طفلك هذا سيكون يوما هو الزير القادم أو الرئيس القادم فأحسن تنشئته .