الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٢ صباحاً

عذرا أيها الشهيد

محمد علي وهان
الاربعاء ، ١٨ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
عذرا أيها الشهيد فنحن أمة لا تقدر شهداءها وتكتفي بأن تسجلهم في سجل الغابرين

عذرا فحكامنا يقاتلون بالوكالة و يبيعون بالوكالة ويهوون النذالة جاعلين من جسدك الطاهر فداء للظالمين

عذرا أنت في وطن يحكمه من لا يستحقه و يديره على طريقة البارونات الطامعين المتلهفين

عذرا لتقصيرنا لضعفنا لنسياننا لاختلافنا لتركنا إياك وحيدا تواجه الأشباح وتعتسف المجاهل

عذرا فأنت في وطن العجائب أنت وحد ك الحاضر لتدافع عن وطنك الذي ارتهنه عتاولة الفساد وهواة التسلط المفتونون بالسفر والترحال..

عذرا لأن سياسيينا جعلوا من جسدك الطاهر قضية سياسية يبيعونها ويتاجرون بها في أسواق النخاسة ويدنسون صورتك حتى وأنت ترقد بين الخالدين ...

عذرا فإعلامنا مستغرق في نوم عميق لا يجيد إلا التسبيح و التحميد كل فصيل باسم قائده الملهم صانع المعجزات رائد التنمية الأول أما أنت فلا ذكر لك لأنك من المنسيين ..

عذرا فقيادتنا الوطنية مرتبطة بحب عذري مع –ظاهرة كونية –مستعصية على التحليل –يقال لها الحوار- و لهذا يقضى جل قادتنا أوقاتهم في القاعات المغلقة والتسكع على أبواب السفارات أما أنت ففي آخر الأولويات لأنك تنتمي لهذا الشعب الخامل الساكن المستكين

عذرا فأنت ابن اليمن الجديد حيث الفقر و الجوع و الجشع و الطمع و التملق أما البطولة و التضحية و حب الو طن فكلها مصطلحات وكلمات خارج السياق و بعد أن أديت دورك واستثمرت أياد خرقاء نصرك صرت من المنبوذين.

عذرا لأن بعض وسائل إعلامنا الحر حولتك إلى مجرد مغتصب لأرض الغير وروجت لأكاذيب ودعايات خفافيش الظلام دون أن تراعى حجم التضحيات التي قدمت لأمتك ووطنك و شعبك و لكن لا تحزن سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

عذرا كلنا مخطئون مقصرون مذنبون في حقك أنت تستحق أكثر من هذا الوطن الذي يضيع أبناءه تستحق قيادة غير تلك التي تعمدت الضحك على الذقون ....

عذرا لأننا قتلناك قبل أن يقتلوك.. كيف لا و نحن من شرعنا لزملائك و أترابك حب السلطة وتملكها و شغلناهم – أو شغلوا أنفسهم- بها عن مهمتهم النبيلة التي كنت أنت أحد شهدائها ولكن بفعلنا ذلك قتلناك و أنت تتفرج علينا نهرول خلف كل من استلم السلطة من زملائك بينما لا نكاد نذكرك و أنت ترابط على الثغور وتتعرض لعظائم الأمور وكأن لسان حالك يقول
وإذا تكون كريهة أدعى لها .. وإذا يحاس الحيس يدعى جندب!!

عذرا لأننا عجزنا عن الوفاء بحقك حيا وميتا عزاؤنا فيك هو كونك ستبقى من الخالدين رمزا للتضحية والوفاء والشهامة فقد امتلكت القلوب وسكنت وجدان أمتك بعد أن سطرت بدمائك الزكية آمال و أحلام أمة تسعى إلى الأمن و الازدهار فنم قرير العين مطمئن البال أيها الخالد في صفحات العظماء ...

عذرا و إلى جنات الخلد يا شهداء الوطن