الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٦ مساءً

الى روح التاريخ ويراعه العذب

صادق الفائشي
الاربعاء ، ١٨ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
الى روح التاريخ ويراعه العذب، الى المعلم والمربي الفاضل عبد الملك الشيباني، أيها الخالد بما قدمت من علم ومعرفة لهذا الوطن، تعلمنا منك وما اكتفينا، وها انت تغادرنا ونحن على قلق بعد المخاض الذي اعترى هذا الوطن المكلوم. غادرتنا والرياح لا تزال تتلاعب بـ سفينة وطننا الحبيب ذات اليمين وذات الشمال ، ها انت تمضي الى عالم الخلود. ونحن نعيش على ذلك الامل الذي أملته بأن يولد الجيل الذي كتبت عنه وله ، ها نحن نهمس لك ايها الفاضل والمفكر الكبير. باننا سنكمل الدرب الذي تعلمناه منك

لم تغدرنا روحا أيها النبيل وستكون معنا كلما اشتد بنا الخطوب وهبت علينا العواصف، نستشف من حرفك الرصين ما يجنبنا الانحراف عن الطريق السوي، والانجرار الى الهفوات ، ان روحك الطاهرة لن تفارقنا وستكون معنا سندا تأخذ بأيدينا وايدي النشء الى بر الأمان ولتحفظ البوصلة على اتجاهها الصحيح

أيها الرائد الذي تبحر في بطون التأريخ وسبر عمق اغواره. ايها المربي الذي دأب على التفتيش في صحرائنا القاحلة عن مفردات العزة لكي تستردنا من هزيمتنا واحباطنا وتسعفنا من وجعنا وتخلفنا. من دون ان تيأس يوما.

لقد تعبت من كل الانظمة التي تعاقبت على سدة الحكم في هذا الوطن الذي كان سعيدا. ولكنك لم تفقد الامل يوما بقيام الدولة الديمقراطية التي اردتها ان تهتم بحياة الناس، وان تحقق العدالة والمساواة بين جميع فئات الشعب. الدولة التي تكون مع شعبها في سنوات العجاف وللأسف كل سنواتنا عجاف. وان تغلق الابواب امام الريح السوداء التي عصفت وما زالت تعصف بنا. وان توقف نزيف الهجرة لشبابنا الذين هم عماد الوطن. وحتى لا يأتي يوم يدخل الوطن في شتاء يفقد دفئ أبنائه


ها انت وفي هذا الوقت بذات تودعنا في أوج حاجتنا الى امثالك. وكأنك تأكدت ان جيلا جديدا قد بدأ برسم خطواته الاولى وان هذا الجيل لن يحيد قيد انملة عن المسيرة التي بدأها الاحرار. وكأنك تيقنت ايضا بأنه كما صنع الربيع العربي. لن نخطئ الربيع وسيأتي ثماره وسينال ما خرج من اجله. ولن تأخذه غمامة صيف عابرة الى شتاء كاذب. وها نحن نعترف لك ونحن نودعك. باننا كنا قبلك نتحسر على اوقاتنا ونعيش بؤس ايامنا.

وبقينا أسارى لخوفنا. ولكنك علمتنا الشجاعة والثقة والاعتزاز بالنفس. وان وقع الكلمة اقوى من السيف. وان قول الحقيقة يحتاج الى شجاعة الفرسان. واوصيتنا ان لا نخاف ابدا من قول كلمة الحق امام سلطان جائر. وان لا نخاف مقاومة حاكم ظالم. وان لا نسمح يوما ان يدخل اليأس والاحباط الى قلوبنا.

نعم. لقد خسرناك. والشعب سيفقدك. ولكنك ستعيش دوما في ذاكرتنا الابدية. وفي ذاكرة كل الاجيال القادمة. وسنحتاج الى حكمتك والى ارثك في تصويب البوصلة نحو الهدف الذي أقسمنا عليه جميعنا.

ستبقى أيها الحبيب في اعماق قلوب كل المخلصين والاوفياء من ابناء يمننا. لقد خسرنا حضورك وسنفقدك بشدة. واليوم وان كان يجتاحني الحزن العميق على فراق هامة بحجمك. الا انني اقول اننا على طريق الحرية التي كنت تنشدها سائرون ولن نبرحها قيد انملة

رحمك الله أيها المربي الفاضل وجمعك بسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم