الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤١ صباحاً

التسوية .. نخبوية أم شعبية؟!

عارف الدوش
الخميس ، ١٩ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٢٠ مساءً
جري التسويق والترويج كثيرا حول اهمية التسوية السياسية ( المبادرة واليتها التنفيذية ) وانها جنبت اليمن حرب أهلية وأن اليمن اجترح نموذجا فريدا وانه لابد ان يحتذى به الى اخر ما سمعناه وقيل.

ووفقا للتسوية انتقلت الثورة من الساحات الى كراسي الحكومة والى مؤتمر الحوار الوطني وظلت تخاطب مكونات الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني والحراك الجنوبي المشاركة في مؤتمر الحوار بانها قوى اصبحت ضمن المعادلة السياسية وعليها ان تناقش مشاريع المستقبل باعتبارها جزء من معادلة سياسية جديدة ستؤدي بالضرورة الى بناء يمن جديد.

وشكلت القوي الجديدة التي كانت نتاج الثورة الشبابية السلمية مع القوى المقصية بفعل حرب صيف 94م كتلة فاعلة في مؤتمر الحوار الوطني كانت وراء مخرجاته المطالبة بدولة مدنية ومواطنة متساوية وحققت مخرجات مؤتمر الحوار جزءاً هاماً من مطالب الثورة الشبابية.

الى هنا كانت التسوية تتجه نحو مطالب الثورة التي هي مطالب أغلبية ساحقة من أبناء الشعب ولم يبق سوى تحويل نتائج التسوية وهي مخرجات الحوار الى أرض الواقع من خلال خلق مؤسسات واليات تنفيذية لان مؤسسات النظام التي ثار عليها الشعب لا يمكن ان تكون صالحة لتنفيذ مخرجات الحوار وكون القوى الجديدة وتلك المقصية غير ممثلة او متواجدة ضمن صناعة القرار في مؤسسات النظام القديم.

التسوية بدون مؤسسات جديدة تستوعب القوى المشاركة في الثورة والتي جعلها مؤتمر الحوار ضمن المعادلة السياسية ليست سوى تسوية نخبوية تديرها نخب قديمة تمثل النظام الذي ثار عليه الناس وان شارك جزء من النظام السابق في الثورة .

فان لم تتخل النخب القديمة عن اساليب ادارتها القديمة وتسمح بتحول مخرجات التسوية الى شعبية تخدم اغلبية أبناء الشعب ستبقى التسوية نخبوية وستكتشف الجماهير ان التسوية ما كانت الا تحايل على الثورة لان مخرجاتها لا تخدم سوى النخب القديمة وستعيد انتاجها وبالتالي انتاج النظام القديم بصور اخرى.

واخيرة: إن لم تتحول التسوية من خلال مخرجاتها الى تعبير عن التغيير الذي ارادته الثورة الشبابية ستظل نخبوية وستبحث الجماهير عن ثورة بل ثورات جديدة تحقق التغيير الذي تبتغيه.