السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٣ صباحاً

الزواج القَبلي طريق الانتحار!!

المهيب الحميدي
الخميس ، ١٩ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٢٠ مساءً
عندما يصبح اﻻنتحار وسيلة فعالة مجدية ﻹيصال رسالة ما، فمعنى ذلك أن قتل النفس أصبح ضروري ليصل درس معين من تجربة حدثت أصبح الكلام فيها باطل ،الزواج سنة الحياة كما تقول كل اﻷديان ومصير حتمي على كل إنسان ..لماذا ﻻ نربط هذا المصير مع من نريد؟

اعرف صديق لي من ايام الثانوية حبَ فتاة واستمر لسنين ، وبعد ان اكمل دراسته طلب من والده ان يطلب له يد تلك الفتاة ، حاول والده اقناعة لتزويجه احدى اقاربه فلم يقبل ، فستجاب له والده وذهبَ الى اسرة تلك الفتاة وعرضوا الامر عليهم فرفضوا بحجة ان الولد لا يملك بيت ولن تسكن ابنتهم بشقة ايجار رغم ان البنت تريد تسكن معه في كوخ مهجور ، حاولوا مرارا التوسط لا جدوى ، تزوجت الفتاة من شاب اخر والده ارغمه على الزواج منها ، رغم انه لا يريدها وتلك الفتاة لا تريده ، ولكن تزوجا ولم يمضي عام وعدة اشهر فقيل ان الفتاة انتحرت.

وهذا نص رسالة تركته قهراً .. وحريقاً في القلوب :
"أحاديثك كانت جافة ورطبة، سأتكلم بصيغة الماضي ﻷني سأكون بعد هذه الرسالة بالنسبة لحياتك ماضٍ، دخان سجائرك المميت يملئ البيت .. رائحته فتت أوردة دماغي وتزيد صُداعي .. معاملتك الباهتة أزعجتني وأوجعتني، حُبك ﻷطفالك أثار غيرتي وسخطي .. أنا والدتهم .. زوجتك برضا الجميع .. لم تحبني يوماً وأحببتك بعد زواجنا وتعلقت بك كما لو أنك "ماجد" حبيبي السابق الذي خسرته من أجل الزواج بك زواجاً لم أرغب به من قبل ، لست وحدك من يرفض هذا الزواج .. سأموت بعد حين لم يبقى شيء ﻷخفيه سوا هذا السر الذي ﻻ يهمك، سألتك قبل هذه الخطيئة إن كنت تريدني حقاً بكامل قناعتك، فأجبتني بثقة الرجال "نعم" أبداً لم أقتنع يوماً بالزواج التقليدي لكن أمي أصرت عليّ ووالدي بدأ يمل من وجودي ، وظهرت أنت وبيتك وسيارتك ووظيفتك المحترمة كفرصة لعائلتي .. لم أحبذ بأن يخالط أنفاسي نفسُ رجلٌ ﻻ يرغب بي بقناعةٍ تامة .. لم تحدث في نفسي أي تغيراً تمنيته لم تسعدني ولو مرة .. مرة واحدة فقط لم تُرحني، لم أعش معك بسﻼم .. حافظ على ابنتي (مروئ) التي أسميتها على اسم محبوبتك اﻷولى .. وداعاً لﻸبد ".

رسالة مفخخة تفجرت بوجه وروح ذلك الرجل .. سمح للعادات والتقاليد بتحميله إثماً وذنب روحٍ ما استطاع يوماً حُبها إرضاء للعادات والتقاليد "وللأب" .. والدي على رأسي وعيني وكﻼمك أمراً واجباً عليّ لكنك لست من سيتزوج ويعاني .. لذلك أرجوك افهم معاناتي.

المرأة وﻷن كلمتها هشة نوعاً ما في مجتمعاتنا الفاضلة ﻻ تستطيع الصراخ والرفض والتمرد كما الرجُل الذي يفرض كلمته كوقع السيف
بتسلط وعلى الجميع سمعاً وطاعة، لماذا ضعف أمام هذه المهزلة وقبل خوض هذه المعركة النفسية الوخيمة .. التي لم ولن يخسر بها أحداً سواه ﻷن المرأة اعتادت على التعود والصمت والقناعة وسترضى ، لكنه خاض فخاب وخسر، هي كل يومٍ بصمتها تنتحر، مارس عليها دور الزوج
اللقلب الذي اعتدنا على سماعه ولم يكن رجُل!.

تعودت النساء على " نعم ، موافق ، عادي ، الاي تريده" ما رفضنَ يوماً خشية على قلوبهنَ وحفاظاً على من فيها ، يوافقنََ فوراً دون تردد دون أن يتعلمنَ من تجارب الاهل .. اعتقد ﻻ شعور أشد ألماً من ارتداء المرأة الفستان اﻷبيض لغريب ﻻ يقربها روحياً، وﻻ وجع يضاهي شعورها وهي تحمل في رحمها طفﻼً من شخصٍ لم ترغب به، وكذلك شعور الرجل بأن امرأة غير الذي طالما تمناها حبيبة وزوجة وأماً ﻷوﻻده
سترافقه طيلة حياته يُصبح ويمسي معها يتخيلها أخرى ، الزواج القَبلي في معظم اﻷحيان جريمة مُفزعة لمدة سنين طوال، ترتكبها العادات فينا فنموت وما أنجزناه خلاف ما كنا نشعر ونُحب .. خِﻼف ما حلمنا به مع غير من تعلقنا به.

ﻻ أمانع الزواج التقليدي إن كانت القلوب خالية فلا بأس .. أرفضه وبشدة عندما يتحول لنقمة وانتقام لحُبٍ عشناه فلم يفلح .. ومن منا خرج من هذه المعركة ونجح؟ على من لم يخض هذه التجربة بعد أن يُحسن الخيار واﻹختيار، ﻻ تعلق بك قلباً ﻻ تحبه وﻻ تترك قلباً وراءك تهواه.