الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٨ مساءً

لدعاة الهبة: دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ

د . محمد حسين النظاري
الجمعة ، ٢٠ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
يحز في النفس ان ننساق كيمنيين نحو ما يسيء للعلاقات بيننا البين، وما يعمق الجراح، ويزيد الانقسام.. نحن اليمنيون شعب واحد، هذا ما ينبغي ان يقر به الجميع، خاصة اولئك الساسة الذين لا هم لهم سوى تفريق الجموع، لتبقى مصالحهم قائمة.

من المعيب ان يقوم سكان بعض المحافظات بطرد اخوة لهم من محافظات اخرى اجبرتهم لقمة العيش على التنقل خارج محافظاتهم الاصلية.. فهذا السلوك غير موجود لدى اليمنيين وليس من شيمهم، ويكفي اننا نحتضن ما يزيد عن مليون لاجئ صومالي ضاقت بهم قراهم، من دون ان نمن عليهم أو نضايقهم.
ان ما يقوم به البعض خاصة في هذا التوقيت بالذات ليس مستغربا، فهناك من احس فعلا ان عهدا جديدا سيجمع بين اليمنيين، وسينسون من خلاله صفحة الماضي، بكل ما فيها، لأنهم عقدوا العزم، على الاخاء والتسامح، ولكن من قدر هذا الشعب المسكين ان يوجد من ابنائه من تمردوا عليه، وأرادوا له الشقاء، لأن في شقائه رخاء لهم.

نذكر من يريد ايقاظ نعرات الجاهلية والتعصب الاعمى للعرق والنسب والقبيلة بأنها دعاوي باطلة، ابطلها الاسلام وقال عنها رسول المحبة والسلام صلى الله عليه وسلم: دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ، وليس انتن من ان يحرض البعض على قتل وتشريد اخوة لهم في الدين واللغة والوطن، لا لشيء إلا لاتباع بعض مرضى النفوس، من الذين لا يطيب لهم ان يعيش اليمنيون بسلام.

من المعيب والمخجل ان ينادي كل منا ببعض ما كان ينادي به العصاة في الجاهلية، فهذا تهامي وذاك عدني، واخر حضرمي، وغيره صنعاني، وتعزي و.....الخ.. كل تلك هي التي باستطاعتها ان تفتت القلوب قبل الأحجار، واذا ما تفتت قلوبنا، ضعنا جميعا.. ويخدع نفسه من يظن انه سينجو بمفردة.

حقيقة لا بد ان يعيها الجميع ان نجاة اليمنيين لهم جميعا، وهلاكهم ايضا جميعا.. ولهذا فينبغي على عامة الشعب ألا ينقاد لفئة معينة لا تعيش إلا في مستنقع الخلافات، ودوي الاسلحة والانفجارات.. علينا جميعا ان نتحد في وجه هؤلاء، فهم العدو الحقيقي لليمن.

من العار ان تكون عدوتنا اسرائيل ارحم ببلدنا منا –وهي والله كاذبة- فها هي تنادي امريكا والمجتمع الدولي بمساعدة اليمن، بطبيعة الحال ليس حبا فينا، ولكن لأنها تدرك –وهي ام المصائب والدسائس- بأن ما يريده الخونة من اليمن، لن يتوقف ضرره عليها، بل سيطال المجتمع الدولي.
فيا ايها اليمني الغيور على بلاده هل ترضى بأن تكون عدوتك اسرائيل اكثر شفقة ببلادك منك.. مستحيل ان كنت يمنيا اصيلا ان ترضى بذلك، فأين حبك لأرضك وشعبك، وأين شجاعتك في الدفاع عن ارضك وعرضك.. اليمن اليوم في امس الحاجة الى تكاتف الجميع.

يكذب من يقول انه يريد اعادة البلاد الى ما قبل مايو 90، الامر اخطر من ذلك بكثير، لن يكون هناك شمال ولا جنوب، سيتصارع الكل مع الكل، من أجل لا شيئ، سوى تمزيق وتفتيت الوطن، فكل يريد دويلة خاصة به، سموها تهامية أو عدنية او لحجية او صنعانية او تعزية او حضرمية.. لكنهم لن تبقى عند تلك التسميات، فستنهار حتى هي امام الرغبة الجامحة لدى البعض لتمزيق اليمن، بالمقابل على الدولة ان تدرك ان الابقاء غلى المعسكرات في عواصم المدن فيه خطورة على حياة المواطنين، وعليها اخراجها منها.

اليمن اليوم يعيش اخطر مما كان عليه في السنتين الماضيتن، فكلما اقتربت نهاية الحوار، كلما زاد كلب البعض، وأردوا افتراس الشعب، بحجج واهية يخدعون بها ضعاف النفوس، مرة تحت مسمى العدالة وأخرى تقاسم الثروة وثالثة اقتسام الغنيمة السياسية.. هم في حقيقة الأمر، يريدون لأنفسهم كل شيء ليبقى الشعب بدون شيء، فهل يفهم الشعب المخطط الخبيث الذي يريدون ان يوقعوه فيه؟؟؟.. نتمنى ذلك.