الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٨ مساءً

سلام عليك يا وطني

محمد علي وهان
الاثنين ، ٢٣ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
وتبحر مراكب ((القراصنة)) لتُجهز على آخر الأحلام لتمتص آخر قطرة دم من حنايا وطني المبتلى بتحكم الصغار الصغار قلبا وقالبا الصغار تفكيرا وبرامج للغد.

الشموس اللافحات ذات هزيع في المفازة تلك التي لمع منها خلال المعتقل الكبير نُثار ضوء خبت وطمئنت إلى المخادع مؤثرة ألا تسطع على أناس لا يقدرون قيمة الشموس.

والفجر الذي تخيلته من عام مضى إن هو إلا تلافيف الدجى تتكثف وتتلبد صائحة بوطني: إن عليك لليلا طويلا فنم ثم نم
يا وطني الذي رسمته في خارطة صبواتي جسد للتباريح المضمّخة بالآه ومعزوفة حزينة للآمال المنتحرة يا ما أمر انتحار الآمال ويا ما أنكى أن يموت الغد أمام عينك وأنت تناقش كالصغار في تفاهات الصغار

أحببت وطني من كل عروق قلبي أحببته يتدفق خلال شراييني وأوردتي أحببته حتى مات الحب أحببته خيمة عربية في الصحراء وحداة يغنون للسماء ومآذن تسبح لرب السماء وصبايا لم يعرفن غير الصبوح والغبوق بألبان النوق وطني هل حقا ما زال فيك نوق وصبايا؟

حلمت به واحة غناء مربعا للعطاء دوحا للألق زهرة نرجس. موطنا للعدالة مرقصا للنجوم قرية آمنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان بإذن ربها حلمت به حبا وشمسا وقمرا ونايا ووترا وليال مترعات بالمحبة والإخاء يسكن خلايا أدمغة بني وطني حلمت بوطن يمحو فيه غده البهيج جراحات الماضي حلمت بسجون خاوية ومواطنين يغنون ملء أشداقهم كما شاء الغناء والطرب..لكن السماسرة وقطاع الطريق والمرابين وتجار المبادئ والأنذال والجلاوزة يأبونه إلا جزيرة للمواجع يأبونه إلا مستقبلا كالماضي لا يريدون لأحلامي أن تولد. لا يريدونك - يا وطني- أن تولد من جديد ما زال القوم يسوِّقون الحثالات كقديسين ما زالوا – كما عهدتهم - أنذالا. أنذالا يفكرون بعقلية القبيلة والإقطاع وتفاهات ما قبل التاريخ

سلام عليك يا وطني يا جالسا في كف عفريت يا جرحا كبيرا لم يندمل تُرى من يخلصك من كف العفريت من. من؟