السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٦ صباحاً

السبب غياب دولة الشركة الوطنية

عارف الدوش
الثلاثاء ، ٢٤ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
التأمت القوى السياسية بكافة أطيافها لحل معضلة اليمن المتمثلة بغياب دولة الشراكة الوطنية في منتجع موفمبيك كما يسميه الأكثر تشاؤماً منا وأسميه أنا من اليوم " ملتقى الكلام "الهدرة" والأمنيات " لأن قوى الغلبة في البلاد التي تمتلك" السلاح والمال " لا تريد أن تؤسس دولة الشراكة الوطنية والدليل " الحنبة "الواقع فيها مؤتمر الحوار أو ملتقى الكلام والهدرة والأمنيات عفوا.



ما جرى ويجري في حضرموت والضالع وعدن وما يجري وسيجرى في غيرها في الوسط والساحل الغربي وشمال الشمال يكشف بجلاء غياب دولة الشراكة الوطنية وتعبيرات ما يجري أقل ما يمكن أن نصفها بأنها تعبيرات ما قبل الدولة والبارزة في تمظهرات القبيلة والمناطقية ونراها تبرز في أماكن أخرى بتمظهرات الطائفية .



هناك من الزملاء الصحفيين والكتاب من يشعلون اعواد الثقاب في يمن مغلق يرش عليه أطراف الصراع الإقليمي براميل الغاز والنفط فتمظهر الصراع في حضرموت وعدن والضالع وفي غيرها من المحافظات والمناطق في الوسط والغرب وشمال الشمال بأشكال ما قبل الدولة الوطنية يوضح غياب المشروع الوطني الجامع أو على الأقل الجامع بحده الأدنى.



ولست مبالياً أو متحفظاً إذا قلت ان القوى السياسية الحالية وقادتها المعتقين " حانبون" في نفس تمظهرات الصراع المختلفة في اليمن فهم قادة سياسيون يعيشون تلك التمظهرات لغياب أفق المشروع الوطني لديهم أو هم بصريح العبارة لم ينتجوا فكر وطني قادر على تجاوز مظاهر الصراع المختلفة المتكلسة في قوالب " القبلية والطائفية والمناطقية والجهوية ".



فلولا الحكم بطريقة وشلة وفئة مناطقية وجهوية وربما في عمق تفاعل الحكم بطريقة طائفية ما كنا وصلنا الى ما وصلنا إليه, للاسف هناك من لازال يقرأ نتائج تمظهر المشكلة اليمنية في التخوين ويستدعي الخارج كمبرر فهبة حضرموت عنده مؤامرة يقودها الخارج الذي يريد تمرير مصالحه وإن كان ذلك ينطبق على اليمن كلها وليس حضرموت فقط.



ولا ينظر اصحاب نظرية المؤامرة الى جذر المشكلة الحقيقية في اليمن وهو غياب دولة الشراكة الوطنية التي ظلت قوى مصلحية مستفيدة هي من مختلف مناطق ومحافظات اليمن تضرب أي تكوينات جنينية لدولة الشراكة الوطنية وكان كلما اختار الله قائد آأو قادة تنبري له قوى منا نحن اليمنيون تتغير تحالفاتها في اللحظات الحرجة التي تكون فيها اليمن قاب قوسين أو ادنى من الولوج الى دولة الشراكة الوطنية.



لتبدأ تلك القوى بالتحايل على كل منجز يريد ان يدخل اليمنيين في دولة الشراكة الوطنية وهذه القوى لها نفوذها ومراكزها وممثلوها في كل مفاصل حياة اليمنيين هي غير محددة بأشخاص معينين حتى نقول علينا ان نحملهم بطائرة ونرميهم الى البحر _ ومقولة نرميهم في البحر هذه دفعتنا كعرب الثمن غالياً - وإنما هذه القوى هي تكوينات تعيش بيننا ونعرفها معرفة كاملة.



هي قوى تنحني للثورات والهبات والاحتجاجات والحوارات بأشكالها المختلفة عسكرية " ثورة 26 سبتمبر " نضالية فدائية " ثورة 14 اكتوبر " شعبية نضالية قتالية " انتصار حصار السبعين يوماً " سليمة تفاوضية تحاورية " اعادة تحقيق الوحدة مايو 90 " الحوار ووثيقة العهد والاتفاق وأخيراً مؤتمر الحوار الوطني ونتائجه على الورق وقبل بدء التطبيق والتنفيذ تنبري بكل قواها وتستعيد تحالفاتها لتصبح تلك القوى وجهان لعملة واحدة.



لست متشائماً وهذه المرة الوحيدة التي يجب أن لا نتشاءم فالناس شبوا عن الطوق وإن لم تفهم هذه القوى التي تأكل الأخضر واليابس على مدى أكثر من نصف قرن منذ ثورة الـ 26 من سبتمبر حتى اليوم إذا لم تفهم ما يجري فأنها ستكون أول الخاسرين وهذه المرة بتمظهرات ما قبل الدولة كما نشاهد في حضرموت والضالع وعدن وغيرها من المحافظات والمناطق التي تغلي فيها النيران تحت الرماد .



وفي التمظهرات الجارية بأشكال ما قبل الدولة تصبح القوى القابضة على القوة " المال والسلاح" والناهبة لمقدرات الوطن هي الخصم الأول وإن بدت بعض التمظهرات في حضرموت متخلفة وفردية من خلال الانتقام من أصحاب البسطات أو الدكاكين أو اللوكندات الصغيرة فهي نتيجة تعبئة خاطئة لمخرجات ما قبل الدولة الوطنية وغياب الفكر السياسي الوطني الذي يحمله سياسيون لديهم مشروع واضح



وجادت فترات الخمسينيات والستينيات والسبعينيات بقادة عظام وكبار ووطنيين ن أمثال الرؤساء سالمين والحمدي وعبد الفتاح اسماعيل وعلي ناصر محمد وجادت بمفكرين ومناضلين بارزين امثال عبد الله باذيب وجار الله عمر وعمر الجاوي وعبد الله البردوني



وأخيراً : إن ما يجري اليوم في حضرموت والضالع وعدن وفي غيرها من المحافظات الوسطى والغربية وشمال الشمال إن لم يتم تداركه فسنذهب نحو اشكال جديدة تعبر عن ما قبل الدولة في تمظهرات قبلية ومناطقية وطائفية في ظل غياب دولة الشراكة الوطنية والفكر الوطني الجامع فأين السياسيون والمفكرون والمثقفون ليقولوا كلمتهم الفصل ، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.