الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٨ صباحاً

الخائفون من الفدرالية!

احلام القصاب
الاربعاء ، ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
في ظل التخوف من الفدرالية اجهد البعض نفسه بمحاولة القاء اللوم على الاخرين بالنبش في سيرتهم الذاتية ومحاولة القاء اللوم عليهم على اساس انهم قدِموا لليمن يحملون مشروع تمزيق اليمن بينما الجميع يعلم أن من اوصلنا إلى الحال الذي نحن فيه اليوم يتحمل كل الوزر ..

فالبعض يسعى جاهداً لإقناع الناس بأن المشاريع المطروحة حالياً لا تحقق الاهداف التي لأجلها ثار الشعب ومنها (المواطنة المتساوية) احد هذه الاهداف .. بينما الحل بسيط وموجود في شرعنا الاسلامي .. قاعدة فقهية .. ما لا يدرك كله لا يترك جله .. المواطنة المتساوية غير موجودة في اليمن منذ ثورة 62م مروراً بثورة 67م وصولاً لوحدة 22 مايو لدرجة أن الناس اصبحوا يدعون نهاراً جهاراً لتمزيق الوطن نتيجة غياب المواطنة المتساوية .. وعليه بناءً على ما تطرق إليه البعض وبحسب طرحهم ففي الاقاليم ستوجد مواطنة متساوية لأبناء كل اقليم وهذا افضل من دولتنا البسيطة التي لا توجد فيها مواطنة متساوية الآن وبهذا نكون حققنا القاعدة الفقهية ما لا يدرك كله لا يترك جله ..

مع رفضنا الذهاب لأي تقسيمات فدرالية في عجالة مثلما يحدث الآن وفي ظل الظروف الحالية والشحن النفسي ضد الآخر بل افضل التدرج في اعطاء الصلاحيات للمناطق على أن تتم مراجعات بشكل مستمر لمعرفة وجوه القصور وتطويرها بالشكل الذي يضمن لكل ابناء الشعب الحق في العيش والعمل في كل ربوع اليمن بعيداً عن التصنيفات المناطقية والدعوة بالأحقية والاولوية بحسب الانتماء لهذه المنطقة او تلك انما يحق للمناطق أن تحصل على نسبة من عائدات الثروات الموجودة فيها لغرض التنمية .. اما مسألة التفاهمات حول نسب الثروات فهذه تتم بين سلطات المناطق (الاقاليم) والمركز دون تعقيدات للأمور وافساح المجال للناس تعيش بسلام بعيداً عن التسلط والظلم والضيم ولا يمكن القبول أن يحرم مواطن من التنقل والعمل والتوظيف في أي منطقة في وطنه بدعوى عدم انتماءه لهذه المنطقة او تلك هذه الامور يمكن التحاور حولها مع الجميع بغرض الاقناع والتوصل لحلول بدلاً من التوجس فالتحدث بوضوح من اجل ايجاد ضمانات لحقوق كل ابناء الشعب في كل اليمن افضل من لعن الظلام ولوم الآخرين لأن الهدف ايجاد وطن لكل ابناء الشعب ومواطنة متساوية وفرص للجميع يجب أن يضمنها الدستور دون تمييز بين ابناء مناطق (اقاليم) اليمن ..

وعلى المعارضين لما يطرح الآن من مشاريع أن يقدموا مشاريعهم البديلة ولا يكتفوا بالتشكيك بكل شيء وبأي شيء لمجرد التشكيك وعليهم اقناع الشارع بطرحهم والدفاع عن ما يرون أنه مصلحة لليمن من وجهة نظرهم ولا يُكتفى بالكتابة .. فالشعب والارض لازالا ضمن نطاق الكرة الارضية ..

فالبعض يستخدم سياسة العزف على جميع الاوتار التي ما عادت تجدي نفعاً في الظروف الراهنة التي تتطلب مواجهة حقيقية لأي مخاطر تواجه اليمن وتمس وحدته وسيادته واستقراره وسلامة اراضيه بحسب ما جاء في المبادرة الخليجية وقراري مجلس الامن فالتصريحات الصادرة عن البعض بأن الارياني بتوقيعه على وثيقة ضمانات حل القضية الجنوبية لا يمثل المؤتمر وغير ملزم بها (ما كان المؤتمر يتهم به الآخرين في الماضي القريب اصبح يمارسه اليوم رجل في السلطة ورجل في المعارضة) فإن صح ما يدعيه المؤتمر أن الارياني وقع على الوثيقة بصفته الشخصية كنائب لرئيس مؤتمر الحوار لما لم يوقع ياسين نعمان على الوثيقة كنائب لرئيس مؤتمر الحوار بصفته الشخصية ايضاً !! .. سياسة الرقص على رؤوس الثعابين اصبحت بحاجة إلى ادخال تحديثات عليها فهي لا تواكب التطور الحاصل في ادراك الشعب لهذه الاساليب واصبحت بحاجة لعملية (update) حتى تواكب المرحلة .. يوقع بيده اليمنى حتى لا يقال معرقل للمبادرة ويرفض باليد اليسرى حتى يقال الحريص على وحدة اليمن التي نحرها بسياساته ..

الامر الملفت للانتباه اجتماع الخصوم على رفض الوثيقة هل هذا الامر يعد شيء عادي ! ام أن الوطنية الآن تقرحت عند البعض الذي كان سبباً لما نحن فيه اليوم (فما الذي جمع الشامي على المغربي) !! ام أن الآن بدأ العد التنازلي لبدء مزاد المزايدات كاستحقاق لأي انتخابات قادمة ..

فالحملة المستعرة في المواقع الاخبارية الاليكترونية وتصريحات بعض الكتاب (المقروءة) حول التوقيع على وثيقة الضمانات على الرغم أن هذه الوثيقة لا تقر تقسيم فعلي لليمن فهي مجرد آلية قد يتفق عليها الاطراف او يختلف وقابلة للتعديل وغير ملزمة للشعب على الارض الا أن الحملة اما بغرض تمريرها لتصبح سهلة الهضم على اساس أن الامر اصبح واقعاً لا مفر منه او أن العملية لغرض ايهام فئات معينة أن مطالبكم تحققت فلا داعي للمعارضة والرفض لأن هذه الاصوات اكتفت بالنقد لما يحدث ولم تقدم بدائل مقنعة ولو من باب التنظير .. كالدعوة للنزول للشارع لرفض مخرجات الحوار التي تعتبر كارثية من وجهة نظر البعض (واظن أن هذه الدعوة سيتخوف الكثير منها خشية عصا مجلس الامن اما من تهمه مصلحة اليمن لن يخشى شيء) ..

او المطالبة بإخضاع مخرجات مؤتمر الحوار للاستفتاء وهذا حق تكفله كل القوانين خاصة في القضايا المصيرية ليقول الشعب كلمته فيها فهو صاحب المصلحة والمتضرر الوحيد من أي قرارات لساسة خبرناهم لعقود من الزمن واثبتوا فشلهم وعليه لابد من استفتاء الشعب حول مخرجات الحوار..

او التعبئة من اجل التصويت بـ ( لا ) للدستور القادم .. هذه خطوات عملية يمكن القيام بها بدلاً من توجيه (اللعنات) وتحميل الاخرين اخطاءنا والنبش والتفتيش في سيرة الناس كالأساليب التي تتبعها اجهزة الاستخبارات للإساءة للمعارضين بينما نحن بيدنا أن نقبل او نرفض ..

**
اخيراً هل وقع هادي في الفخ بالتوقيع على هذه الوثيقة ؟ ام أن العملية مدروسة ومخطط لها من سابق فالذين فرضوا علينا المتحاورين باسمنا فرضاً يحاولون الآن فرض الآلية التي وقعوا عليها ؟ ام أن ما يحدث سيكون لمصلحة اليمن ارضاً وانساناً .. هذا ما ستثبته قادم الايام .