الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٥ مساءً

وطن مُجعد

اسامه الدبعي
الخميس ، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٢٠ صباحاً
هَاهِي التَجَاعِيدُ تتَزَاحمُ عَلى وَجههُ المُرهَق ,وتَطفُوا على سَطحِه التَرهُلات,ويَطفُو التَعَبْ ظاهراً عَليهِ,لَقد كَانَ مَليئَاً بالمَوتِ ,بالوَطنِ المَخذُولِ ,والدَولَة المَثقُوبَة ..

قَدْ أوشَكَ عَلىَ المَوتِ ولا َعجَبْ..فَقدَ مَاتَ فِيه كُل شِئ ..الإنسَانُ.. و السَلامُ ..والأرض..وولدَ فِيه كُل شئ ..المَوت و..الظلام ..وثَغرَة للحلم..

عامُ مَاتَ فيه كُل شئ فِينَا إلا الأمَل ..هذَا الأمَلُ المَوجُوع الذي تَسلقَ عُيونِ تُعساءِ تَاهُو في الذَاكِرة ..يَشخَصُونَ بأبصَارِهم نَحو حَافَةِ الأفُق ,وأخرون يُشخَصُ بأبصَارِهم نَحو الَدَركِ الأسْفَلِ من العَتمَة ..

لَقد رَحلَ "2013" بأوجَاعَه وتَشَاؤمَاتِه غَيرَ أنه رَحل ولم يأتي الوَطَنُ بَعد.. رَحَل وهو يعلمُ أنِي تَمنيتُ فيه وَطنَاً أشعرُ به بكرامتي وإنسانيتي ومواطنتي ..المكتملة الأركان ..

هَذا الوَطنُ الكَبير,وهذَا المَنفَى الأكبر لَم يَمُت بَعد ولا زَالَ رَحمَهُ خَصبُ الإنجابُ عَصيُ عَلى العُقم..

وها قَد أقبَل َ "2014" مُحملاً بأوجاع وأحلامِ مَنْ رَحلْ ..

ببسَاطَة أريدُ فِي هذا العَام أَنْ يٌشفَى صَديقِي من آلام ثَيرودِيته التعيسه,أن تَرحلَ عني كَوابيسُ الإفِتقَاد, أن تَتقلصُ المَسَافات إلى حَيثُ السُلطَانُ ..إلى حَيثِ هناك حيث يمكثً الحُلم الجمَيل والأمنية الدَافئة ..والطِالعُ الخَلاب ..أن تَكُونَ صَغيرتِي سَعيدةً تتَوسَدُهَا الإبتِسَامَة ..

أريدُ أن ترحل الكَوابيس عن هذَا الوَطَنْ..أن تَرحل السَيارات المفخخه ..أن ترحلَ الرصاص ,أن يَرحل "أريس" أن يرَحل "سِبرانُوس" وأن تَرحل"منشن" ..ويَبقَى الوَطَنْ الجَميل ..

Sms
فِي هَذَا العَامِ أُريدُ أن أشعَر أكثر من 365مرة أنِي أَقَتربُ منَ هَذا الوَطنْ وأنَه يَقتَربُ مِني ..