الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٨ صباحاً

لقطات وجدانية ,, من وحي الثورة

عباس القاضي
الخميس ، ٢٠ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
عندما خرج اليمنيون إلى الساحات والميادين ليبحثوا عن وطنهم ….وجدوا لقطات منه وجدوه إيثارا وتضحية وجدوه فنا وإبداعا وجدوه مسرحا هادفا معرضا تشكيليا وجدوه من خلال ملامح أبناءه ابن الساحل ,ابن السهل, ابن الوادي ,ابن الجبل وابن الصحراء سمات وهيئات تراث وعادات.

ولكن تبقى هذه اللقطات وهذه الصور مجزأة تحتاج إلى إطار يحتويها وهو استكمال أهداف الثورة ونجاحها…وما دمنا نتكلم عن الوطن, دعونا نُعرِّف الوطن.

الوطن : أرضٌ وإنسان , حجرٌ وبشر ,الوطن سحابٌ تمطر وشجر ٌتثمر تاريخٌ وتراث مشاعرٌ وأحاسيس .

الوطن بحرٌ زاخر وجدانُ شاعر رأيت هذا في أصيل ذات يوم في غدير البريقة أمواجٌ تأتي من أعماق البحر تكبر و تكبر وتكبر,حتى إذا لمست رمال الشاطئ عانقته, لثمته وتماهت فيه…فتعود الموج إلى أقاصي البحر كعروس تتدلل على عريسها في شهر العسل لتزيده لوعة واشتياقا ثم ما تلبث أن تعود إلى أحضانه ليكون لقاءً بعد بَين .

الوطن عطاءٌ وتضحية...تماما كالبحر الذي أحس بأن الصياد قد بلغ به التعب منتهاه من التجديف, فدلف له البحر بسمكة كبيره ووضعها في شِباكه...فأحس بذلك فغمز لصاحبه بأن يساعده على رفع الشبك فصيدٌ ثمينٌ آتٍ من أعماق البحر, فلما وضعوا الشَّبَك على ظهر القارب والسمكة تتلوى فيها ركَّز بناظريه إليها ويقول لصاحبه انظر ألا ترى معي إنها أنثى فيقول له صاحبه وهو يحاوره وما في ذلك لقد بلغ بنا التعب مداه وأطفالنا منتظرون رزقا نَسوقه إليهم فيرد عليه الصياد ولكنها أنثى وهذه الأيام موسم تفقيس البيض لنعيدها للبحر فخيرها سيأتينا ذات يوم . أخلاق صيادٍ يجسد مبدأ التضحية مقابل عطاء الوطن.

الوطن شوق وحنين تماما كما هو حال ذلك المغترب الذي يسكنه الوطن في كل لحظاته حتى وإن لفظه قهرا بسب النظام.
إن كان في راحة تمناها أن تكون في وطنه وإن كان متعبا مقهورا يقاسمه الكفيل دخله من أجل الإقامة فهو يتحين الفرصة لتغيير الحال في وطنه إلى الأفضل خاصة هذه الأيام والثورة على مشارف تحقيق أهدافها وغاياتها فهو يتابعها بشغف ويتطلع إلى اليوم الذي يعود فيها إلى وطنه ليعطيها زهرة عمره وعصارة خبرته وهذا ما وجدناه من قوائم الشهداء فمنهم من عاد ليس بيته أو أسرته وإنما إلى الساحات وكانوا في مقدمة المسيرات دفعوا فيها حياتهم طائعين مختارين ثمنا للحرية والعزة والكرامة وإسهاما في استكمال إطار الصورة