السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥١ مساءً

جنون الحب وحب الجنون (10)

عباس القاضي
الخميس ، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٢٠ مساءً
هيا نستعد للخروج ،،، قالتها أماني و قد تجهزت لاقتحام المجهول ،،، كما يتهيأ لهما ،،، مواجهة الأسرة بنظرات ذات معنى و أخرى بريئة ،،، تجهز أحمد ،،، اخرج أنت الأول ،،، لا ، اخرجي أنت الأولى ،،، وراء الباب يتدافعان ،،، اخرجي أنتِ بيتكم ،،، اخرج أنت راجل ،،، في الأخير خرجا معا ،،، إلى غرفة المعيشة و أخذا مكانهما ،،، لم يدم طويلا جلوسها معه ،،، قامت لتبحث عن أنس ،،، طبعا عن أمها ،،، التي استقبلتها و إحدى أخواتها بإحدى الممرات بالزغاريد جريا على العادات في هذه المناسبات .

سألتك بالله ،،، ماما ، لا تحرجيني ،،، البيت ملأى بالبنات و البنين ،،، و أحمد يخجل كونه في بيتنا ،،، ردت عليها أمها : يا ابنتي ،،، هذه سنة الله و رسوله و أحمد زوجك و أنت زوجته ،،، بكره تخلفون طفل و تكتمون نفسه إذا بكى حياءً ؟ و أختها نوال تضع يدها في فمها ،،، تكتم ضحكتها من تفسير الموقف ،،، قبلة في جبين أمها اختصرت كثيرا مما يجيش في صدورهما ،،، نوال بدورها احتضنت أماني و ضمتها و وزعت قبلاتها من الوجه في كل موضع ،،، اذهبي عند زوجك ،،، و سألحق لكم بالشاي ،،، وجهت الأم بنظرة ذات معنى لأماني .

عادت أماني و هي تحك كفا بكف ،،، دليل على انجاز مهمة ،،، أمي ستحضر الآن و معها الشاي ،،، الغرفة مفتوحة ليس لها باب فيطرق ،،، سلمت الأم و ضعت الصحن و فيه ثلاث كاسات ،،، سلمت على أحمد ،،، تبادلا السؤال عن الحال ،،، و جلست أمامهما كأنها رأس المثلث و هما نقطتا القاعدة .

شكرا خالة على الإفطار ،،، قالها أحمد مستفتحا حديثه ،،، قالت له الأم : فقط على الفطور ،،، و ضحكت و ضحكا معها ،، قال أحمد : لو فتحت مفردات الشكر ودونتها في كتاب لنفد الكتاب قبل أن تنفد مفرداتي عرفانا لما قمتم به معي ،،، ردت الأم : لا تنس أنك ابن أختي ،،، و ما قمنا به إن لم يكن من أجلك فهو من أجل بنتنا أغلى ما نملك ،،، رد عليها أحمد : أنا لم أر في حياتي أسرة تحب ابنتها مثلكم ،،، لكن يا خالة : كلكم كوووم و صلاح كوووم ،،، إلا صحيح ،،، أين صلاح ؟ قالت الأم : خرج وقالت: عندما سألته إلى أين ؟ قال لأمر يخص أماني و أحمد ،،، التفت أحمد صوب أماني ،،، قائلا : هل اتفقتما على شيء من ورائي ؟ هزت أماني رأسها بالنفي ،،، في هذه اللحظة ،،، صوت صلاح يدوي في البيت ،،، ينادي : ماما ،،، ردت عليه الأم : تعال يا صلاح ،،، نحن في غرفة المعيشة ،،، و جاء صلاح ،،، و قامت أماني بالأحضان تستقبله كأنه غائب من سنين ،،، كذلك أحمد ،،، ها كيف العرسان ؟ سأل صلاح و ابتسامته تملأ وجهه ،،، ردا عليه بصوت واحد : الحمد لله .

- يتبع -