الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٨ صباحاً

هبة الرئيس هادي

عبد الخالق عطشان
الخميس ، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
لم يعد ما يخفيه أعداء التغيير ولصوص الحرية والمتربصون بالوطن من وسائل لينالوا بها من كل ما هو جميل وشريف في هذا الوطن ففي كل حادثة يكشف الستار عن وجوه جديدة للإرهاب والاجرام وعن المستوى الذي وصل اليه هؤلاء من السقوط الاخلاقي والبشاعة في السلوك والقذارة في الاسلوب والطرق التي يستخدمونها للتعبير عن أرائهم وبحقد دفين يملأ قلوبهم..

ما كان الحضارم يوما ما مخربون ولا ناقمون وعبر العصور التاريخية بل وحتى اليوم فقد كانوا دعاة سلم وسلام واسلام في جنوب وشرق آسيا ، ولا يمكن القول بأن الحضارم يرفعون شعار ( الصبر له حدود ) او أن الخوَرَ والضعف نالهم حتى يُحجموا عن المطالبة بحقوقهم وإنما هي الفطرة الحضرمية التي جُبلوا عليها فأكسبتهم المسالمة والموادعة والتأقلم والتعايش مع أي ظرف ..، إن ما جرى في هبتهم الأخيرة لا يمثل تلك الفطرة السوية وإنما يعكس ويوضح أن أعداء التغيير والناقمون على سقوطهم من كراسي الحكم قد استطاعوا على تكوين خلايا سرطانية في الجسد الحضرمي تعمل على تدميره وتفكيكه بل والوصول إلى اسقاطه في مستنقع العنف وعدم الاستقرار..

اليوم صالح وباسم الوحدة وحب الوطن يناصب الرئيس هادي العداء بل وكل من تقارب معه ويسعى للتمديد له ولو يوما واحدا حتى ولو كان من اقرب المقربين لصالح فهو في نظره خائن ومرتد وعليه التوبة بل وإن أي اتفاق لا يحمل بركة صالح فهو باطل وهذا ما حدث مع الدكتور الارياني حين التوقيع على الصيغة الاخيرة للقضية الجنوبية والذي اعتبر فيها الدكتور الارياني أحد الخوارج الذين خرجوا على الامام علي بن أبي صالح..

إن أي تقدم أو نجاح يحققه هادي أو أي أمر يُرجع فيه إليه ليقضي فيه يعتبره صالح مكسبا شخصيا لهادي ويستنزف من حساب صالح إن كان بقي له حساب أو رصيد يُذكر بل إن الأمر يزداد سوءاً حين يرى أن هادي لا يقطع أمراً إلا بمشورة اللواء محسن والاصلاح وهما كابوسان لصالح في ليله ونهاره وحِله وترحاله ولذلك لا عجب حين يمضي صالح في القبول بشيء ثم يرفضه إنطلاقا من نظرية ( العراقيل خير وسيلة للبقاء ) حقا إنها حالة نفسية مأساوية وصل إليها صالح يستحيل معها العلاج ولو كان الكي بالنار وقد اكتوى بها وما زال يرى في نفسه ابن اليمن البار ومن تتم على يديه الصالحات وتقضى على يديه الحوائج..

ما كُل هبة تسمى شعبية وما كل شعب يستطيع أن يَهب إلا إذا وضحت أهدافة وتوحدت فصائله وسمت غاياته وتجردت وسائلة من العنف والعنصرية والتخريب وما كان لهبة أن تنجح لولم يتحقق لها ما سبق وإن الهبات قد وُضِحت وعُلم من يحرف مسارها السلمي في الداخل والخارج .، فهناك من هبّ لأجل أن يقطع على الشعب خدماته [الكهرباء والنفط] وعرقل كل تسوية سياسية ، ومن هبّ ليطرد بائعا أعزل وينهب رزق أولاده لينعم به وعصابته أو ليقتل جنديا غدرا وجبنا بحجج واهية أو ليحتل منشأة حكومية ولتستعمرها مليشياته ، ومن هبّ ليقيم حكما سلاليا عنصريا ليستعبد الأمة باسم حق إلهي افترى به على الله ..

لابد للرئيس هادي أن يقود الهبة الوطنية الكبرى والتي تقوم على المواطنة المتساوية والحرية والكرامة ورد المظالم والحفاظ على وحدته من فئران الداخل وأفاعي الخارج والتي تكشف سوءة أصحاب تلك الهبات ومعه الوطنيون والشرفاء وعامة الشعب المغلوب على أمره طيلة 33 عاما ..