الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٩ مساءً

جنون الحب و حب الجنون ( 12 )

عباس القاضي
الأحد ، ٢٩ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٢٠ مساءً

" دعا الحقيبة الكبيرة عليّ " قالها صلاح لأحمد و أماني ،،، و أردف : خذا ما تيسر لكما وإن أثقل عليكما دعوه ، سألحق بها إلى الفندق ،،، واستطرد : لا داعي لأخذ تاكسي ،،، ها هو الفندق قريب ، إلى اليمين من جهة الشرق .

نظرت أماني إلى الفندق و تذكرت يوم أن كان حفرة ، في مرحلة التأسيس ،،، عندما أوشكت على السقوط فيها وهي طفلة صغيرة ،،، يومها ذهب أبوها إلى مسئول التنفيذ غضبان ،،، لعدم وجود إجراءات السلامة بعمل سياج حول المبنى لحماية المارة و خاصة الأطفال منهم ،،، و صعدت أعمدة البدروم ، كأنها أجذاع نخيل ، ويوم بعد يوم و البناية تعلا و تعلا ، حتى أصبحت ، كعروس تختال بين عمارات الحي ، خاصة في أطراف النهار ساعة يكون ظلها مثلي ارتفاعها ،،، تقول هذا و هي تضع قدمها اليمنى في مدخل الفندق تدعو بدعاء الدخول .

لا داعي للوقوف ، المفاتيح معي ،،، قالها صلاح و هو يضع قدمه في أول درج السلم ،،، و أردف : اخترت الدور الثالث ،،، لا مرتفع فتحتاجان للمصعد و لا منخفض فتعدمان الهواء ،،، انتظرا قليلا حتى أدخل الحقائب ،،، دخل صلاح و وضعها في الدولاب ،،، و نظر إليها النظرة الأخيرة ليتأكد من هندامها ،،، ثم خرج عليهما ليشيرا لهما بالدخول كأنه قائد للأوركسترا .

دخلا وهما مذهولان من ترتيبها و تنسيقها ،،، الجدران مجددة والفرش جديدة ، تكسوها الزهور و الزينة كأنها منصة فرح ،،، ها عجبكم ! الزهور من انتقائي وترتيبها كان من خبير معتبر ،،، قالها صلاح والابتسامة تملأ وجهه .

معقول يا صلاح ! كل هذا تم في هذه الساعات القليلة ،،، قالتها أماني مستكثرة جهده ،،، لا ، لا يا أختاه ،،، تم هذا منذ أن قال لي أحمد : إنه يرغب أن تعودي إليه ،،، كل هذا ولم تقل لي يا صلاح ! رد عليها أردتها مفاجأة .

أحمد يقلب بصره ، لم يصدق أن هذا كله بترتيب أهل العروس ،،، وزادت قناعته بأن للجنة مقدمات ،،، خاصة عندما شاهد الطاولتين بجانبي السرير،،، على كل طاولة : مصحف و في وسط الغرفة سجادتان أنيقتان ،،، مفروشتان باتجاه القبلة ،،، بإشارة لصلاة القلوب وهو صلاتهما جماعة قياما في الليل البهيم .

- يتبع -