الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٨ مساءً

في الصيف ضيعت اللبن

د. محمد الرصابي
الاثنين ، ٣٠ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٢٠ صباحاً
لقدتعاظمت المملكة العربية السعودية نفسها وظنت انها بمستوى عالي من الخبرة والسياسة والدهاء وظنت بهذا الظن المشؤم أنها تستحق أن تكون وجهة العرب والمسلمين في السياسة والقرار وعليه فإنه يجب أن تكون جامعة الدول العربية في السعودية وغيرها من الامور التي كانت تختص مصر لمكانتها وحجمها الدولي عند العرب والمسلمين أضف الى ذلك لعب أمريكا على عقول كرسي المملكة السعودية إنك العميل الاكبر ويجب أن تكون المكانة لكم فماذا جنت السعودية على نفسها وعلى كل المسلمين بهذا الظن المشؤم.

1- عملت السعودية على تدمير مصر بشكل مريع وعلى تدمير المشروع الإسلامي الناهض الذي سيكون خطرا على كل من يعادي المسلمين.

2- عملت على دعم القلاقل والمحن في ليبيا وتونس وسوريا وكل دولة من هذه الدول بما يتناسب معها من مشروع تدميري وأهل الخبرة يعرفون ذلك أما العراق فقد أهدتها لإيران سابقا.

3- حرصت المملكة كل الحرص على أن تُبقي اليمن على أرجوحة فلاهو مستقر ولاهو منفجر بل يأكل بعضه بعض بكل هدوء.

4- عملت على دعم الحوثي في اليمن وتنصلت عن التيار السلفي الذي كانت تدعمه وتدعم توجه السعوديين نحو هذا النهج الذي يخدم سلطة آل سعود(من منطلق طاعة ولي الأمر) وبهذا فقد إرتكبت خطأً فادحا إذ بهذا العمل يجعل الشعب السعودي يتوجس ريبةً وشكاً في هذه الحكومة المتخبطة وبهذا قوضت الثقة الموجودة بين الشعب وحاكميه إذ كان الملوك والأمراء يحذرون من الإخوان المسلمين ومشروعهم بذريعة أنهم ينشرون الفتنة فماهي الذريعة التي جعلت من السلطة السعودية تدعم الحوثي الإيراني ضد السلفيين فماهي حجتها ومن هنا بداية سقوط آل سعود في عيون شعبهم.

5- بماذا يفخر العرب والمسلمون في دولة السعودية أيفخرون بصناعة الحامورات أم بصناعاتها للببسي والمشروبات أم يفخرون بعقالاتهم وشماغاتهم وكيفية ربطها والثياب المنجرة ورائهم أم يفخرون بتباهيهم بالسيارات الإمريكية واليابانية أم يفخرون بعمالاتهم وجاسوسيتهم للغرب ضدالمسلمين فبماذا يفخرون ليس في السعودية مايجر العرب للفخر بهم كدولة تستحق ذلك.

6- اليوم السعودية تجني بعضا من ثمار خبثها السياسي ضدالعرب والمسلمين فاليوم الإمريكان يظهرون إتفاقهم مع إيران وستجدون دول الخليج واحدة تلو الأخرى يتركون السعودية ويتوجهون لإيران لأن السعودية لن تحميهم بعقالآتها أو حاموراتها النووية وكذلك الزمن قصير لا يسعف السعودية في أن تحصن الكويت من الغالبية الشيعية ولا أن تمنع البحرين من أن تكون ولاية إيرانية ولا عمان ذات الغالبية الأباضية التي تكن الولاء لإيران منذ زمن بعيد ولايمكن أن تلحق بالإمارات العربية المتحدة التي سارعت الى التقارب مع إيران بسرعة القطار الصيني الحديث ولقد عمل الإمريكان على تسهيل كل العقبات أمام إيران وإسرائيل فكل الدول العربية غارقة الى أذنيها في مشاكلها الداخلية التي صنعتها لها السعودية فالآن الوضع جاهز لتمدد الفرس وإسرائيل تتقوى بفضل السلطة السعودية فماذا جنيتم على المسلمين يا آل سعود من بقى لدعمكم هداكم الله وفي الصيف ضيعت اللبن.