الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٦ مساءً

الكرت اللي تكسب به .. العب به..

علي منصور
الاربعاء ، ٠١ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٢٠ صباحاً
لا اخلاق لا قيم ولا ذمم ، لا وطنية ولا كلام فاضي... الكرت اللي تكسب به العب به ... بصرف النظر عن ماهية هذا الكرت أو مضامينه الأخلاقية او الوطنية... فكل شيئ مباح وممكن وجائز ولا حرج فيه... والغاية تبرر الوسيلة... هذا هو حال السياسيين في كل زمان... وهكذا هي السياسة التي قال المعري أنها "خساسة"، ومازالت:

يسوسون الأنام بغير عقل ويمضي امرهم فيقال ساسة
فافٍ للزمان واف منهم ومن زمن سياسته خساسة

ومع ذلك، وبما اننا كيمنيين اصحاب النصيب الأسواء من كل شيئ، او هكذا اصبحنا بفضل ساستنا، فإن نصيبنا في هذه الدنيا من الساسة يعتبر الأسواء على الاطلاق... ودعوني أقول لكم لماذا. السبب هو أن بلدان الله الاخرى توجد فيها ضوابط تحدد للسياسي الجائز والممكن والمتاح ، ضوابط تقيده وتمنعه من التمادي في الخسة، قوانين رادعة ومجتمع مدني ومؤسسات دولة تضبط وتربط.... واعلام مسئول يعرف ما يقول، فإذا ضبط على أي سياسي زلة من الزلات فقد يدفن حياً أو يسقط حكومة او حزب ... وحيث ان اليمن ليس فيه أي مما سبق ذكره من قوانين أو ضوابط او مؤسسات او اعلام ... فلتعذرنا البشرية جمعاء عن جريمة انتاجنا لماركتنا الخاصة من السياسيين اليمنيين كمخلوقات لا حدود لقلة حياها وانحطاط قيمها واتساع ذممها... او هكذا هم القادة من هؤلاء السياسيين على الأقل.

مخلوقاتنا السياسية بدعة من السياسيين... نوع فريد... مرتزقة محترفين في ابتكار الأفكار والمؤامرات التخريبية للارتزاق ... لاحدود ولا قيود لأفعالهم ... منفلتين في البلطجة ... بعضهم يقتل القتيل ويمشي في جنازته والبعض يرسل برقيات العزاء وقد تصل البلطجة والوقاحة بالبعض الآخر حد الوقوف في الصف لأخذ العزاء... يتلونون بالوان الطيف كل يوم ... يغيرون تحالفاتهم كما يغيرون الجوارب... لا مبدأ يسيرهم ولا مذهب إلا المصلحة... هم في الواقع اقرب الى رؤساء عصابات ... عصاباتهم عباره عن شياطين بها يعوذون ويستعينون ، بعضها قاعدية واخرى حراكية وثالثة حوثية ورابعة سلفية وخامسة ---- . كلهم يتآمر لإسقاط بعضهم البعض ... مع بنك متنوع من الأهداف: من اسقاط علي محسن الى اسقاط الاصلاح والى اسقاط الحوثيين واسقاط بيت الاحمر الى اسقاط هادي والحكومة والمدن والمعسكرات والكهرباء والأمن والى اسقاط الاقتصاد والريال ... وحتى اسقاط الشعب الذي يناضلون جميعاً لأجله ...!!


خاطرة العام الجديد
جرت العادة في العام الجديد أن نهنئ بعض فنقول كل عام وانتم بخير ... لكن في السنوات الأخيرة اصبحت هذه التهنئة جوفاء لا معنى لها ...فأعوامنا ليست بخير ونحن لسنا بخير... السنة المنقضية كانت سنة اخرى غير عادية امتلأت بالأتراح دون الأفراح ... ولا يمكن أن نكتفي في وداعها بتمني الخير كما لو كانت سنة عادية... لأننا بصراحة لم نكن فيها بخير ولا زلنا كذلك... فكيف نكون بخير ووطننا يتخطفه حمران العيون وبيضها وتعبث بأمنه عصابة قاعدة ومتقاعدة وثالثة إمامية صاعدة، كيف نكون بخير وقلوبنا مكلومة بشهداء العرضي والسبعين وهم ونحن ننتظر انصافهم من قتلتهم المجرمين والمتآمرين، كيف نكون بخير والفقراء يزدادون فقراً وتعساً وبؤساً والأثرياء يزدادون ثراءً وبطراً ونجساً، والنهب والسلب فاق المعتاد وانتشر بطول وعرض البلاد، كيف نكون بخير والأمن مفقود والخراب موعود والمستقبل غير موجود... كيف نكون بخير واقتصاد البلد في الحضيض والملايين جائعين مقهورين وفيهم من لايجد مايسد به رمقه إلا من براميل القمامة أو من أعلاف الماشية وحتى الكراتين، وحكومتنا لا تسأل ولا تبالي ولا تعين، كيف نكون بخير مع حكومة ضعيفة ووزراء اكثرهم "جيفه" وساسة من الديناصورات البائدة ودولة ما منها فائدة، كيف نكون بخير والمتآمرين على مستقبلنا ومستقبل ابنائنا اكثر من أن يحصوا، وكل يرسم وينفذ افكاراً إبليسية وخطط شيطانية لا وازع فيها ولا ضمير غايتها الوحيدة كرسي السلطة الوثير. كيف نكون بخير وقد فسدت الرؤوس وانحطت القيم واتسعت الذمم. ولهذا وغيره فإن العام المقبل يستحق منا تمنيات خاصة... يستحق منا الشكوى لله أن ديننا اختطفه المرتزقة والنصابين، والدعاء له أن ينتصف لنا من الخاطفين والقتلة المجرمين، وأن يلطف بيمننا من كل من يريدون الشر به وبأهله، وأن يلطف بنا في قضاه ويكتب لنا الأجر فيما سنتحمل وما تحملناه، وأن يجعل 2013 آخر احزاننا.