الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٣ صباحاً

ثورة و من قرح يقرح

ابراهيم العبيدي
الجمعة ، ٢١ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:٠١ صباحاً
المجزرة البشعة التي ارتكبها بلاطجة صالح قبل أيام في القاع ضد متظاهرين سلميين لا يجوز أن تمر بسلام وبدون رد على القتلة ، اظهر ت المجزرة التي تواصلت لساعات وحشية القتلة وبصورة لم يسبق لها مثيل في المجازر السابقة وأكدت بوضوح إن من يقوم بمثل تلك الجرائم مجرمون محترفون للقتل وليسوا جنودا أو مواطنين مناهضين للثورة و الثوار السلميين كما قد يعتقد للبعض ما زاد من غيض الثوار في المذبحة إنهم تركوا لساعات يفتك بهم القتلة بالأسلحة البيضاء والرصاص و محاصرين داخل الحارات دون غيث.

بدأت افقد أيماني أن السلمية ستجبر علي صالح وأعوانه على الرحيل, يقتلون ويبطشون ويخطفون رجال ونساء و أطفال رضع ماذا بعد؟ ، ماذا ننتظر أكثر من هذه المجازر الشبه يوميه و القصف المتقطع على صنعاء من عدة جهات والتي لا يقتل فيها إلا الأبرياء من المواطنين الذين لا يملكون لا ناقة و لا جمل في هذه الاشتباكات.

السلمية ليست قانون او شرع ثابت من السماء لا يتغير فهو مبدأ يعتمد على المتغيرات لحاله الثورة الشعبية و الثورة الليبية و السورية خير دليل على ذلك، فمثلا بدأت الثورة الليبية ثورة 17 فبراير بمظاهرات واحتجاجات سلمية تطالب بالإصلاح والتغيير . ولم يكن تحولها إلى ثورة مسلحة إلا رداً طبيعياً على دموية وعنف نظام الطاغية القذافي على تلك الاحتجاجات السلمية.

اليوم نرى اندفاع الشباب الثوار في الخروج إلى المظاهرات الأخيرة التي يقتل فيها المتظاهرون دونما مصلحة او أهداف متحققة !! إلا مجرد تصويرهم في الإعلام بأنهم سلميين في ثورتهم و مظلومين ولاستجلاب العطف الدولي الذي لا يقر سوى مصلحة الدول العظمى ، أي نرمي بإخواننا و بأولادنا ليقتلهم القتلة والمجرمون لنقول للعالم انظروا إلى سلميتنا و بلطجيتهم.

دائما أتسأل عن فائِدة هذه المسيرات الاخيره إذا كانت تعود للساحة وخط سيرها معروف و ليس لها فائدة باعتقادي غير تعريض الشباب للذبح ، لماذا لا تخرج المسيرات ، مثلاً لمبنى معين فتذهب ولا تعود إلى الساحة ليكون للدماء التي سفكت ثمن وتخرج في نفس الوقت مسيرات أخرى إلى مباني أخرى، ، لماذا أصبحت الساحة المنزل وكأن المسيرات وظيفتها الذهاب و العودة.

أن حجم الانتهاكات التي قام بها النظام وعلى مدى الثمانية الأشهر الأخيرة هو أمر لم يعد بإمكان اليمنيين السكوت عنه، أن القمع والقتل سياسة ممنهجه لكسر أرادة هذا الشعب العظيم وثنيهم عن الاستمرار بثورتهم السلمية ، أن المزيد من القمع والقتل في ظل تخاذل عربي و إسلامي وعالمي واضح سيكون له اثر عكسي وهو ما سيدفع الشعب إلى حمل السلاح والوقوف في وجه آلة القمع الهمجية.

و من يعتقد أن الشعب سيصبر إلى مالا نهاية فهو مخطئ ومخطئ جدا كخطأ النظام في تقدير الأمور ومستوى الثورة الشعبية في وجه الظلم والطغيان و ليعلم من لازال يدافع عن علي صالح ومجرميه تحت أي عذر وأي مبرر ولو كان هذا العذر علي مُحسن وأولاد الشيخ الأحمر ، فإنه لا يقل إجراماً عن علي صالح و أن القصاص قادم للجميع.